15-يناير-2021

صفوت الشريف مع جمال مبارك (Getty)

ذكرت صحيفة الأهرام المصرية الحكومية، أن وزير الإعلام المصري السابق صفوت الشريف، توفي في إحدى مستشفيات القاهرة ليل الأربعاء 13 كانون الثاني/يناير 2021، عن عمر ناهز الـ87 سنة. وكانت عائلة الشريف قد أعلنت عن إصابته بفيروس كورونا في الثاني من كانون الثاني/ يناير الجاري، وتمّ نقله إلى المستشفى بسبب حالته الحرجة.

تناول الناشطون بشكل خاص قضايا الاختلاس والكسب غير المشروع التي أدين بها صفوت الشريف في العام 2011

ويعتبر الشريف أحد أبرز وجوه نظام حسني مبارك، وأحد مؤسسي حزب الاتحاد الوطني الذي سيطر على البلاد ابتداء من العام 1977، قبل أن يُحلّ نهائيًا في العام 2011 على إثر ثورة يناير التي أطاحت بحسني مبارك.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تفاعل اللبنانيون مع إصابة وزير صحتهم بفيروس كورونا؟

وقد تفاعل الناشطون المصريون مع خبر وفاة الشريف على نطاق واسع، حيث كان الرجل يمثّل واجهة نظام حسني مبارك، والمسؤول الأول عن صناعة وتلميع صورته، فشغل السياسي المخضرم المولود في العام 1933 والحامل للجنسية الأمريكية، منصب وزير الإعلام لمدة 22 سنة. كما شغل منصب الأمين العام للحزب الوطني منذ عام 2002، وحتى تاريخ حلّه في 2011، إضافة إلى ترأسه لمجلس الشورى عدة سنوات.

تشوب صورة الشريف محطات  كثيرة انعكست في تغريدات ومنشورات الناشطين المصريين. وقد تناول الناشطون بشكل خاص قضايا الاختلاس والكسب غير المشروع التي أدين بها الشريف في العام 2011، بعد محاكمته في العديد من قضايا الفساد المرتبطة بوقائع خلال فترة وجوده بالسلطة. وقد أدانه القضاء المصري يومها باختلاس الأموال وتسجيلها باسم زوجته وأبنائه. كذلك ينظر المصريون إلى صفوت الشريف بصفته المسؤول الرئيسي عن مقتل الفنانة الراحلة سعاد حسني في العام 2001. وفي أول تعليق من عائلة الفنانة الراحلة، قالت جانجاه عبد المنعم شقيقة سعاد حسني "ربنا موّته بأقل مخلوقاته، كل هذا الجبروت مات بأقل مخلوقات المولى عز وجل، سبحانك يا رب، أنت سبحانك المنتقم الجبار". مع العلم أن عبد المنعم كان سبق لها واتّهمت بشكل مباشر في العام 2016، صفوت الشريف بقتل شقيقتها. وقد استغل الكثير من الناشطين مناسبة وفاة الشريف، لاستذكار  الفنانة سعاد حسني.

الناشطة رندة أحمد قالت إن صفوت الشريف عليه أن يرتدي نظارته عند لقاء ملك الموت لأنه "سيرى الويل" حسب تعبيرها. ومن المحاور التي توقّف عندها الناشطون،  كان دور صفوت الشريف بفبركة أفلام إباحية للمعارضين، ومحاولة تشويه صورتهم من خلالها. أحد الناشطين اعترض على استخدام مقولة "له ما له وعليه ما عليه" التي تقال عادة عند وفاة الشخصيات الإشكالية عند الحديث عن صفوت الشريف. واعتبر أنه لا شيء له، وأن كلّ ممارساته السياسية تحسب ضده وعليه. 

الناشط سامي يوسف حمل بشدة على الحكومة المصرية، وانتقد تنظيمها لمراسم تأبين صفوت الشريف، وتخصيص ساعات في البرامج التلفزيونية في المحطات الموالية لنظام السيسي، من أجل تلميع صورة الشريف

أحد الحسابات على تويتر الذي ينشر تحت اسم "مصري" طالب من المصريين قبل أن يترحموا على صفوت الشريف، أن يطّلعوا على لائحة ممتلكاته هو وعائلته. وقد نشر هذه الممتلكات في سلسلة من التغريدات المتتالية. 

كان يمكن لوفاة صفوت الشريف أن تطوي صفحة ملوثة في تاريخ مصر الحديث، مليئة بالرشاوى والفضائح والألعاب الاستخباراتية، وتجييش البروباغندا لتلميع صورة نظام مبارك. إلا أن المشهد اليوم يحيل إلى نظام جديد، ليس سوى إحدى صور النظام البائد، وما احتفاء الإعلام الرسمي بصفوت الشريف اليوم، سوى دليل ملموس على ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ميركل في مقدمة الهجمة الأوروبية ضد فيسبوك وتويتر تحت مظلة حق ترامب في التعبير

ماذا عنت حقبة دونالد ترامب لصناعة برامج الكوميديا؟