14-يوليو-2021

صورة تعبيرية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

نشر معهد الحوار الإستراتيجي ISD، ومقره لندن، تقريرًا بتاريخ 12 تموز/يوليو 2021 بعنوان "كيف يتم استخدام ميزة الأصوات في منصة تيك توك للترويج للمعلومات المضللة عن فيروس كورونا؟"، وجاء في التقرير بأنه من إحدى مزايا هذه المنصة ميزة تركيب وقص ولصق الأصوات التي تتيح للمستخدمين إضافة صوت شخص آخر إلى مقاطع الفيديو الخاصة بهم، وتسهل هذه الميزة عملية توزيع وترويج المعلومات الخاطئة والضارة والمضللة حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من حيث تسمح ميزة الأصوات هذه بتكاثر ونشر المحتوى الصوتي المشكوك فيه بسهولة.

أثبت بحث أعده معهد الحوار الإستراتيجي أن ميزة تركيب الأصوات في تيك توك تسهل عملية توزيع وترويج المعلومات الخاطئة والضارة والمضللة حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا

والبحث الذي أعده المحلل الرقمي والخبير في بيئة المعلومات المضللة عبر الإنترنت ومنهجيات البحث، كياران أوكونور، قام بتحليل 124 مقطع فيديو تستخدم الكلام من 4 مقاطع فيديو أصلية من تيك توك، بما في ذلك إثنان تمت إزالتهما من قبل الشركة لخرق قواعد المعلومات المضللة الخاصة بفيروس كورونا وإثارة المخاوف بشأن الآثار الجانبية للقاح. 

اقرأ/ي أيضًا: حريق مستشفى الحسين يوحد الناشطين العرب ويعيد التذكير بكوارث دولهم خلال الجائحة

بينما تجدر الإشارة إلى أن مقاطع الفيديو الـ 124 حققت أكثر من 20 مليون مشاهدة مجتمعة، وكانت المنصة قد شهدت نموًا هائلًا إبان ظهور فيروس كورونا وما رافقه من إجراءات الحجر المنزلي. وجاء في التقرير، مثال طرحه الباحث، حول مقطع فيديو لأحد المستخدمين يعلن فيه عدم رغبته بتلقي لقاح كورونا لأن المدة التي تطلبت صناعة اللحاق هي سنة واحدة فقط، مما يجعله غير آمن. وكذلك، تم استخدام مقارنات مضللة مع أمراض أخرى في أكثر من 4500 مقطع فيديو على المنصة.

كما قال كيران أوكونور، كما نقلت وكالة رويترز "هناك جزء من المحتوى لا يزال ممكن التنقل" مما يسمح لمستخدمي التطبيق إعادة استخدام الأصوات ولصقها على الفيديوهات الخاصة بهم. وشبه انتشار المعلومات المضللة من خلال ميزة الأصوات في تيك توك، بالرسائل الصوتية على تطبيق واتساب التي انتشرت بكثافة خلال تفشي الوباء وتضمنت معلومات مغلوطة.

وتشكل الترندات الصاعدة بشدة حيث ينشئ المستخدمون مقاطع فيديو خاصة بهم من خلال استنباط نفس الموسيقى أو مقطع الكلام جزءًا أساسيًا من آلية الفعالية عبر تيك توك. واقترح تحليل معهد الحوار الاستراتيجي أيضًا أن المقاطع المضللة المضادة للتلقيح كانت تستهدف الأشخاص الملونين على وجه الخصوص. فقد أظهر أحد مقاطع الفيديو امرأة من ذوي البشرة السوداء حيث قامت بالادعاء بأنها ممرضة وزعمت أنها أصيبت بشلل نصفي في وجهها بعد تلقيحها. بينما ثبت لاحقًا من قبل وكالة الأسوشيتد برس أن الفيديو مزيف وتم حذفه، غير أن الصوت استمر بالتواجد على النظام الأساسي للمنصة. وقد استخدم الصوت في إحدى الحالات مترافقًا مع شعار توضيحي يشير بالقول "إنهم يريدون أن يأخذ السود اللقاح أولًا لسبب ما"، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع روسيا اليوم بالإنجليزية.

وأفاد مسؤولون في إدارة المنصة أنها تراجع أصوات مقاطع الفيديو المخالفة للقواعد، وقد تمنع استخدامها كأصوات من قبل مستخدمين آخرين. وأشار المسؤولون إلى كون هذه الحالات نتجت عن أخطاء في الإشراف على المحتوى البشري، مضيفين أيضًا إلى إمكانية الإبلاغ عن المحتوى الذي يتضمن أصوات تخرق قواعد السلوك والحماية. وبالفعل حذفت إدارة المنصة بعض مقاطع الفيديو التي استخدمت مقاطع صوت مضللة، وجعلت من العثور على أصوات أكثر صعوبة في عمليات البحث وذلك بعد مراجعة نتائج التقرير.

وعلقت إدارة منصة تيك توك على البحث بالقول إنهم سيتخذون الإجراءات اللازمة. وقال متحدث باسم الشركة لرويترز "نسعى جاهدين للترويج لتجربة تيك توك أصيلة من خلال الحد من انتشار المحتوى المضلل، بما في ذلك المحتوى الصوتي، والترويج للمعلومات الموثوقة حول اللقاحات عبر تطبيقنا". وأشار أيضًا إلى أنه تم حذف ثلاثة من الأصوات التي تم تحديدها في التقرير، وكذلك بعض مقاطع الفيديو. ويذكر أنه على مدار العام الماضي، تم الضغط على شركات وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك تيك توك لفرض رقابة أشد على المواد المضللة التي يتم مشاركتها على مواقعها ومنصاتها الرقمية على الإنترنت، بالرغم من أن المحتوى الصوتي أثبت صعوبة عزله والحد من انتشاره. وأشارت الشركة إلى كونها ستجري تغييرات في أنظمة إدارة المحتوى الخاصة بها، وذلك عبر الانتقال إلى نظام المراجعة الأوتوماتيكي بشكل كامل وخاصة للفئات التي تضم العري والعنف ورسوم الغرافيكس.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقرير أممي يرصد تفاقم انتشار الجوع عالميًا في ظل جائحة كوفيد-19

خطاب ماكرون يثير انتقادات متنوعة عبر السوشيال ميديا في فرنسا