26-مارس-2016

ميسي ومارادونا (Getty)

لا يوجد حاجة لتعريف الأيقونتين اللتين يدور حولهما هذا المقال، وإذا كان لا بد من ذلك فهما أبرز ما أنجبته الأرجنتين إلى جانب تشي غيفارا.

على صعيد الأرقام التهديفية للمنتخب الأرجنتيني فإن مارادونا نجح بتسجيل 31 هدف فقط في 91 مباراة، فيما وصل ميسي إلى 49 هدف في 106 مباريات

تُعد أبرز نقطة لإطلاق مقارنة بين ميسي ومارادونا هو عدد الأهداف التي سجلها اللاعبان في مسيرتهما. وفي الوقت الذي يملك دييغو أرقامًا مميزة، فهو ليس حتى قريبًا من أرقام البرغوث.

مارادونا سجّل حوالي 311 هدف في أقل من 600 مباراة، وهذه الأرقام تضعه بلا شك في مصاف أحد أفضل لاعبي العالم عبر التاريخ، إلا أنها بعيدة بأميال عن أرقام ليونيل ميسي.

فنجم برشلونة لعب 626 مباراة للفريق والمنتخب ونجح بتسجيل 498 هدفًا حتى الآن. كذلك فإن رقم ميسي التهديفي الذي نجح ببلوغه في سنة 2012 حيث وصل إلى مرمى الخصوم 92 مرة في سنة واحدة يعتبر الأفضل عبر التاريخ حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا: خمس أساطير كروية..خمس حكايات تدريب فاشلة

أما على صعيد الأرقام التهديفية للمنتخب الأرجنتيني فإن مارادونا نجح بتسجيل 31 هدف فقط في 91 مباراة، فيما وصل ميسي إلى 49 هدف في 106 مباريات.

بعيدًا عن القيمة التهديفية، تُعد البطولات مقياسًا رئيسيًا وهدفًا دائمًا لكثير من اللاعبين لذلك فإن مجد المجموعة والفريق لا يقل عن الأمجاد الفردية وفي هذه النقطة يحسم كأس العالم المقارنة، فليس هناك أفضل من حمل هذه البطولة التي احتفلت بها أفضل المواهب عبر التاريخ مثل زيدان وبيلي وكذلك مارادونا. فقائد المنتخب في سنة 1986 قاد فريقه إلى المجد مساهمًا بـ10 من أصل 14 هدف سجّلها الأرجنتين في البطولة، أما ميسي فكان قريبًا جدًا من الفوز في مواجهة ألمانيا في 13 يوليو 2014 إلا أن فشل "البرغوث" بحصد اللقب جعله خلف مارادونا في هذه النقطة، فمئات اللاعبين حققوا الفوز ببطولات محلية وأوروبية إلا أن قيادة منتخب البلاد إلى اللقب الأغلى لم يقم به أكثر من 20 لاعبًا عبر التاريخ.

وفي الوقت الذي يتسلح كثيرون بكأس العالم لمنح الأفضلية لمارادونا على ميسي، يُعد نجاح ميسي مع فريق واحد فقط أحد أبرز الحجج التي تقف في وجهه. فالبرغوث لم ينجح حتى الآن خارج الكامب نو، وتبقى جملة "ما الذي سيفعله في ليلة ماطرة في ملعب ستوك سيتي؟" إحدى أبرز الجمل التي تحكم هذا النقاش. أما لناحية مارادونا فلقد نجح بفرض نفسه نجمًا في الكامب نو وخارجه حيث أحرز البطولات في إيطاليا وإسبانيا والأرجنتين إلى جانب نجاحه في ملاعب المكسيك التي تُعد من الأصعب في العالم.

اقرأ/ي أيضًا: 600 مليون يورو للكامب نو الجديد

في النقاش حول ميسي ومارادونا تحضر المتعة التي يقدمها اللاعبان عاملًا رئيسيًا، فالمتابعون لكرة القدم لا يرغبون بمتابعة فوز اللاعبين ببطولات فقط وإنما يرغبون بمشاهدة مستوى مهاري مميز على أرض الملعب، وفي هذا البحث لا يمكن لأحد نسيان الأسابيع الأربعة التي قدمها مارادونا للكرة الأرضية في كأس العالم 86، حيث نجح بخطف الجمهور وسحر المشاهدين لشهر كامل، ويعد ما قدمه في هذه البطولة هو أفضل عرض فردي تم تقديمه في تاريخ كرة القدم وعلى الرغم من أن ميسي يمتلك أهدافًا مشابهة لتلك التي سجلها مارادونا ولا تقل عنها متعة إلا أن النجاح الفردي لنجم نابولي ما زال طاغيًا على امتداد العالم وهو ما يمكن لميسي تجاوزه في السنتين القادمتين في حال استمر بالمستوى ذاته.

على الرغم من أن السحر المارادوني القيادي يبدو متقدمًا إلا أن ميسي يثبت تفوقه دائمًا بالأرقام فنجم برشلونة الحالي هو حامل الكرة الذهبية خمس مرات وهو أكثر من سجّل في تاريخ الليغا وثاني أكثر من سجل في تاريخ دوري أبطال أوروبا وأكثر من سجّل في تاريخ برشلونة، كذلك يُعد أفضل ممرّر كرات في تاريخ الليغا، وهنا لا مجال للمقارنة بين ميسي ومارادونا.

رُبما تعد المقارنة بين اللاعبين غير عادلة، فالزمن يختلف بينهما على الصعيد الفني والتكتيكي. ومن هنا فإن مارادونا كان أفضل لاعب للأرجنتين في زمانه فهو ظفر لبلده بكأس العالم ليكون أيقونته، أما ميسي فهو الرياضي الأرجنتيني الأفضل عبر التاريخ حتى إن لم يفز بكأس العالم يومًا، لأنه يُعد أفضل لاعب على الكرة الأرضية في الزمن الذي تعد فيه كرة القدم الأكثر تعقيدًا وتطورًا في التاريخ.

اقرأ/ي أيضًا: 

كرة القدم تفقد عقلها..كرويف وداعًا

6 حقائق لا تعرفها عن رياض محرز