17-مايو-2022
لوحة لـ جورج إنس/ أمريكا

لوحة لـ جورج إنس/ أمريكا

تعابيرُ قد تتكرر يومًا أو زمنًا

قد ينالُ منها شبقُ الكائنات

لكنَّ حرفًا عرّى الهواءُ خصلاتِ شعرِه

سيستوي على قِمَمِ الجبالِ

ربما وسط صحراء تعالى مجدُ صُفرةِ رمالِها،

وأنا أنتبه كثيرًا أو قليلًا

أو لا أنتبه..

لأنَّ وشوشاتِ رجالٍ مجهولين

تتحوّطُ اسمي كسورٍ من الخرسان.

 

جلستي التي يتضح اعتدالَها مع كل هنيهةٍ

يدلفها الزمن في حفرة هذا الاتساع الغامض

تتفوّقُ على أماكن كنتُ أفردُ فيها أعضائي دون أبه

أرتخي، وأغنّي لرعاة الغنم

بينما الأعشابُ تنصِتُ لغنائي بهدوء

لكنّي أقولها بحسرةٍ: هيهات!

يا زمنًا مضى فوق أملي القديم/

وجهي وفنّي المراهِق والمراسيم الحالمة...

افترسَني ثقبُ السرعةِ الأسودُ حذِرًا

بأدب وشموخِ الغنائم..

 

لو أنَّ جاريةً تدخَّلَتْ،

وأسقطَتْ على الاتِّجاهاتِ هويتَها؛

لانتصرَ التجسيدُ الماثلُ أمام الإبصار.

هو العماء يا صوت المزاميرِ

الذي يخُطُّ جنوحًا تراتبيًّا للاستسلام بنيّةٍ باطنةٍ

عنوانُها التملُّص من معرّة الصدّ/

ماذا أصدُّ أيتها الأرصفة؟

وهل بعد الذي راح صَدّ؟

 

لغةُ الغيّرِ ماهرةٌ في سحبِ ياقات الأقمصة من مُرتَديها،

وهم في سهوةٍ يسبحون في الازدحام..

ورقةٌ بعد اشتعالها في العراءِ تلك أم فَرَسٌ خذلتها المهارة!

صافرةٌ هذه أم غِلالةُ حنجرة!

مرئيٌّ هذا الصمتِ

تُنكِره الحواسُ، ويذوي

يعبدُ الحياةَ،

وكطبلٍ؛ تقرعُهُ يدٌ لا تتوقف عن الحفرِ في أرضٍ رَغاب

 

كلُّ ما يُلمَسُ هامِسٌ جبّار

عصيٌّ على الأصابِع الشاعِرة

كلُّ طينٍ يقبلُ النَّبشَ بأظافِر من زجاج..

لهذا؛ فإنَّ الدمَ مستقيمُ اللونِ والرائحة

له طُرُقُه في تثبيتِ علاقته بالذاكرة

له حِصّتُه من الدقائقِ وشطيرةٍ عفِنة..

 

الوسائدُ التقطَتْ إيقاعَ الدمِ بعفوية شبه مطلَقة

بينما يحدثُ ذلك؛ يرقصُ السادةُ في الظِلال

يهتفون باسمِ ملامح كانت هنا

تشهدُ ليالي الرقصِ الطويل،

وترجو صلاةً تخلو من الضرورات؛

لأنَّ رسائل ترجلَتْ بعد الوداعِ البليغ للصفات

ومغادرةٍ أكثر بلاغةٍ للتعميد

الذي عاش رجالٌ كُثْرٌ أعمارًا طويلةً لبلوغِه

 

تُرِكُ الحوارُ على قارعة الطريق/

الفلاسفةُ أشعلوا مصباحًا اسمه الوهم

أطفأوا تاريخَ الاستقامة

اشتبهوا في التجرُّدِ،

وقبل التأكُّدِ منه؛ أردوه قتيلًا..

لمن التأويل بعد اليوم؟

لمن تُغنّى الطلليات الأولى، وتُقام الأعراس؟

 

إنَّ ذنبًا لم يُغفَر حِجاجٌ على الأنفاسِ الطويلةِ

وقِصَرُ مهابةٍ جهزتها الأنفسُ الهشّة على نهارٍ هادئ

رُدّي عليَّ أيتها الشجيرات

فإنّي نادمٌ.. نادم

سيَّجتني لعنةُ الحياة مثلما تسيِّجُ الطيورُ الجائعةُ

خبزًا مبلولًا بالماء على أسوار البيوت القديمة..

نقيصةٌ بحقِّ المجاز اخضرارُ هشاشتي،

ويباسُ العافيةِ الممهورِ بخنجرٍ في الخاصرة.. نقيصةٌ!

 

عرّى رسوخي في حِجرِ امرأةٍ غموضٌ مصابٌ بلثغةٍ في اللسان

رأى بستانُ أبي القاحلُ هذه الأشباح،

وكيف لزهرةٍ أن تشيخَ قبل الغروب..

بتؤدّة؛ يُسمَع كلُّ الذي تشاهده العيون

تتركُ الفجيعةُ خالجتَها مشوّهةً،

وقرآنٌ يهفو للوصايا المنحوتةِ من صلصالِ الأجوبة..

 

علِّموا حقيقةَ الأطراف التي لا تتوقف عن المشي الهستيري

أنَّ المشاويرَ ضالّةٌ وهائمة ومكسورة...

ترقُبُها الزوايا المنسيةُ من بعيدٍ/

من قلبِ فلقٍ اعتزَل مهنتَه؛

لتدركَ حِقفًا خائبًا اسمه التلامس..

تفعلُ ناقةٌ شائلةٌ فعلَ المشاويرِ حين يقرِّرُها الغريب

فلا تُتعِب يا حامِل السيفِ عافيةَ الذراع؛

لفكرةٍ عنوانُها سُخط التوابيتِ على ظهر اليتيم

آتني مما تختزنُ حكايةً للتكوينِ إن استطعت

لن يحدُثَ ما أستصرخُك به

الغابرون رأوك تحلُم

تُمسِكُ بيديك بطانيةً كانت تلفُّ ارتجافَك

تستُرُ بها جسدَ عاهرةٍ سكرانةٍ بوجهِك السائل حنوًّا ومؤانسة..

 

خُض معي يا لون الحِكمةِ سُبُلَ الملحمة

ربما تُفَكُّ المعارِفُ من بين فَكيّ التذكُّر العسير

عائلتي خيوطٌ من الشكِّ

تطرُزُها المعاني ثوبًا لعُزلتي

أصيرُ خيطًا/ شكًّا،

وأطفو بمنفاي كقاربٍ لا مالك له؛

كلُّ الذي فيه ذكرياتٌ ووردتين ذابلتين

حتى إذا اصطاده بصرُ شاعرٍ منسيٍّ يومًا

يكتب على ظهره:

هنا كان العاشق

هنا انتحر العاشق!