حينما تمتزج القلّة بالشجاعة: أصغر 5 دول من ناحية السكان وصولًا إلى كأس العالم
15 أكتوبر 2025
في عالم كرة القدم، حيث تتصدر الدول الكبرى المشهد وتحتكر الألقاب، تظهر بين الحين والآخر قصص ملهمة لدول صغيرة تتحدى الواقع وتكتب أسماءها في سجلات المجد.
من بين هذه القصص، كان تأهل الرأس الأخضر "كاب فيردي" إلى كأس العالم 2026، لتصبح ثاني أصغر دولة من حيث عدد السكان تصل إلى البطولة منذ انطلاقها عام 1930. هذا الحدث أعاد إلى الأذهان حكايات مشابهة لدول صغيرة، لا يتجاوز عدد سكانها بضعة ملايين، لكنها استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة العالمية.
آيسلندا: 350 ألف نسمة
حين تأهلت آيسلندا إلى كأس العالم في روسيا عام 2018. الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها 350 ألف نسمة، فاجأت الجميع قبل ذلك بعامين عندما أطاحت بإنجلترا من بطولة أوروبا ووصلت إلى ربع النهائي. وفي المونديال، وقفت بشجاعة أمام الأرجنتين وخرجت بتعادل تاريخي، قبل أن تخسر أمام كرواتيا ونيجيريا. رغم خروجها المبكر، إلا أن حضورها كان له صدى عالمي، وأصبح "هتاف الفايكنغ" رمزًا للروح القتالية.
كرة القدم لا تعترف بحجم الدول أو عدد سكانها، بل بالإرادة والعمل الدؤوب
الرأس الأخضر (كاب فيردي): 525 ألف نسمة
الرأس الأخضر، التي لا يتجاوز عدد سكانها 525 ألف نسمة، كتبت فصلًا جديدًا في هذه الملحمة. بعد استقلالها عن البرتغال قبل خمسين عامًا، بدأت تبني مشروعًا رياضيًا متواضعًا لكنه طموح. شاركت في كأس الأمم الإفريقية أربع مرات، وبلغت ربع النهائي في 2013 و2023. وفي التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، تفوقت على الكاميرون، أحد عمالقة القارة، لتنتزع بطاقة التأهل وتصبح أصغر دولة بين المتأهلين لمونديال 2026 حتى الآن.
الباراغواي: مليون نسمة
هذه الظاهرة ليست جديدة تمامًا. ففي أول نسخة لكأس العالم عام 1930، شاركت باراغواي وعدد سكانها لم يتجاوز المليون. ورغم خروجها من الدور الأول، إلا أن مشاركتها كانت بداية لحضور مستمر، بلغ ذروته في مونديال 2010 حين وصلت إلى ربع النهائي.
ترينيداد وتوباغو: 1.3 مليون نسمة
ترينيداد وتوباغو أيضًا دخلت التاريخ عام 2006، حين تأهلت إلى مونديال ألمانيا بعد ملحق مثير ضد البحرين، والمفارقة أن البحرين كان عدد سكانها يقل عن عدد سكان ترينيداد وتوباغو. ورغم أن ترينيداد وتوباغو لم تحقق أي فوز في المونديال الذي فازت به إيطاليا، فإن تعادلها مع السويد وخسارتها بشرف أمام إنجلترا وباراغواي جعلت منها قصة تستحق التقدير.
أيرلندا الشمالية: 1.4 مليون نسمة
ظهرت أيرلندا الشمالية لأول مرة في كأس العالم عام 1958، بعدد سكان بلغ 1.4 مليون نسمة. في تلك النسخة، قدمت أداءً قويًا، وتجاوزت دور المجموعات قبل أن تخرج أمام فرنسا. عادت لاحقًا للمشاركة في نسختي 1982 و1986، لكنها لم تتمكن من تكرار الإنجاز.
ما يجمع هذه الدول ليس فقط صغر حجمها، بل قدرتها على تحويل الحلم إلى واقع. رغم محدودية الموارد، وقلة عدد اللاعبين المحترفين، استطاعت أن تبني فرقًا تنافسية، تعتمد على الانضباط، الروح الجماعية، والاستفادة من الجاليات في الخارج. تأهل الرأس الأخضر اليوم ليس مجرد رقم جديد في قائمة المشاركين، بل هو رسالة لكل الدول الصغيرة: كرة القدم لا تعترف بالحجم، بل بالإرادة.