29-مايو-2023
venice

تحولت المياه في القناة إلى اللون الأخضر (Getty)

لطالما أدى تناثر السائحين والقوارب الملوثة إلى تحويل الممرات المائية في مدينة البندقية الإيطالية إلى اللون الرمادي الداكن، لكن القليل منهم كان يتوقع رؤية مادة خضراء زاهية تتسرب عبر القناة الكبرى، لتثير حيرة الساكنين والمراقبين. 

فقد تفاجأ السكان المحليون بهذا اللون الفاتح بالقرب من جسر ريالتو في حوالي الساعة 9:30 صباحًا يوم الأحد، 28 أيار/مايو، وبعد إبلاغ الشرطة بذلك، نظمت السلطات اجتماعا طارئا لتحديد ما حدث. ومع مرور اليوم كان الجميع ما يزالون يحكّون رؤوسهم من الحيرة، باحثين عن تفسير معقول لما حصل. 

بحسب ميشيل دي باري، أحد المسؤولين في المدينة، فإن السائل ربما تم إدخاله في القناة بعد أن أسقط شخص مادة كيميائية تستخدم عادة في الكشف عن تسربات المياه. كما زعم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أن هذا اللون العجيب قد نشأ عن استخدام مادة معروفة باسم الفلوريسين. 

آخرون رأوا أن التأثير ناشئ عن مادة طبيعية ملوّنة، في حين قال ألدو ريتو، رئيس جمعية القوارب في البندقية، لصحيفة كورييري ديل فينيتو: "يتحدث الناس في المدينة عن طحالب يابانية، أسقطها شخص ما في القناة بشكل متعمّد، لكننا ما زلنا نتحرى في الأمر". 

وكتبت الوكالة أن مسؤولي وكالة حماية البيئة في المدينة قد فتشوا القناة عبر قوارب يقودها رجال الإطفاء، ومن المقرر أن يقوموا بتحليل خصائص المياه التي تم جمعها، لوضع حدّ لهذه المعضلة، التي قرر المسؤولون أنها حتى اللحظة لا تشكّل أي خطر على صحّة السكّان. 

يذكر أن حوالي 5000 سائح من 40 دولة قد وصلوا إلى البندقية يوم أمس الأحد للمشاركة في سباق قوارب يتجول فيه المشاركون في طريق بطول 30 كم بدءًا من حوض سان ماركو، وهو سباق عريق يعود تاريخه إلى العام 1975 احتجاجًا على عدد الزوارق البخارية التي كانت تلوث قنوات البندقية.

اللون الأخضر في البندقية

وقد سادت تكهنات بين عدد من المعلقين باحتمال أن يكون وراء الحدث الغامض ناشطون بيئيون، في حين توقّع آخرون بأن يكون وراء ما حصل فنان ما، بناء على حادثة قديمة مشابهة من العام 1968، قام فيها الفنان وعالم البيئة نيكولاوس غارسيا أوريبورو بتحويل لون القناة إلى اللون الأخضر، وذلك عبر نثر مادة الفلوروسين فيها.