09-مارس-2016

حوار مع "داعشي" في الدين والمخدرات وجهاد النكاح (حيدر حمداني/أ.ف.ب)

اسمه أمير أحمد العليّ، عمره 25 عامًا، من منطقة تل حميس، نقطة انطلاق "داعش" بالعراق. ترك عمله سائقًا وجنديًا بالجيش السوري والتحق بالجيش الحر، بدا مشحونًا ضد بشار الأسد، حاول بكل ما يملك من سلاح وقوة أن يسقطه، وفشل، والآن هو أسير في سجون الأكراد. حاوره الزميل سيد عبد الفتاح خلال رحلته إلى حدود العراق، ونقل قصته في كتاب "مغامرة صحفي مصري في داعش".

بدا المقاتل "الداعشي" غير مقتنع بأي شيء ولا يحمل فكرة عن مشروع التنظيم الذي انتمى إليه

كيف انضم إلى "داعش" إذًا؟

قبل عام، انفجرت معركة كان من المتوقع أن تنفجر بين "داعش" والجيش السوري الحر، كانت معركة ضخمة في تاريخ الحركات الإرهابية، انتصر البغدادي، وكتب شهادة ميلاده كزعيم وأمير إرهاب، وأجبر رجال التنظيم الخاسر على مبايعته وحَمل اسم تنظيمه، وصار مقاتلًا في "داعش" عن عقيدة وإيمان أنه مع الفرقة المؤمنة الناجية.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تموّل داعش؟ 

لماذا؟

"لأن الله يولي من يصلح، وينصر المسلمين".

بدا العليّ غير مقتنع بأي شيء، يقول: "لم أكن ملتزمًا قبل الانضمام للتنظيم، كنت أصلي وأصوم فقط، ولا أحفظ القرآن"، وحين سأله عبد الفتاح عن مشروع "الدولة الإسلامية"، شرد بذهنه، وسرح، ولم يقدم إجابة. وهل لدى التنظيم مشروع؟

يجيب: "في التنظيم لا نناقش.. السمع والطاعة فقط".

وهل لدى التنظيم كتب وفقهاء ودروس وأمراء؟

نعم.. يتعلم العليّ وزملاؤه الجدد الفتاوى على يد أمراء التنظيم، وينفذها مهما كانت، ومن يخالف يعرّض نفسه للإعدام، وإلى جانب التدريبات العسكرية يتلقى دروس دين يومية، والمناهج عن "الجهاد" ونصرة دين الله وإقامة "الدولة الإسلامية" والتضحية في سبيل ذلك للفوز بالجنة التي عرضها السموات والأرض، وتتركّز المناهج على جملة: "يوم الدين ستفوز باثنتين وسبعين حورية جمالهنّ لا يوصف".

ورطة الأسير تكمن في كونه لم يرَ مجاهدات وجهاد نكاح في معسكره، سمع عنها فقط.. "ولو رأيت سأفعل مثل غيري طاعةً للأمير".

اقرأ/ي أيضًا: ليس داعش وحده داعش

ودار حوار مع الأسير الداعشي:

هل الإسلام فيه ذبح وسبي وإجبار الناس على دخوله؟

هذا اللي شايفه أنا.

وهل أنت مقتنع به ؟

نعم. هم قالوا لنا هذا، وأن الرسول كان يفعله خلال الحروب، ونحن يجب أن نتبع سنته.

وهل ثبت عن الرسول ؟

لم يرد.

وهل كان الرسول يبيع الأسيرات؟

"الأسيرات الكفرة ينباعوا".

وما الذي تريده "داعش" الآن؟

إقامة "الدولة الإسلامية" في العالم كله، وأن نقضي على الكفرة والمسيحيين والجميع يكون ضمن هذه الدولة مسلمين والأرض كلها تكون إسلامية، سواء بالرضا أو بالإجبار والقوة.

يعد أمراء "داعش" جنودهم بالآخرة، فانتظروها، لكن لا شيء ستنالونه في الدنيا.

يعد أمراء "داعش" جنودهم بالآخرة، لكن لا يقدمون شيئًا في الدنيا ما عدا عينة من الغنائم، وهي في الغالب، قذائف ومسدسات

يتوق "جند الله"، هكذا يعتبرون أنفسهم، للنعيم الذي ينتظرهم يوم الدين، يوم تردّ المظالم، ويدخل الناس الجنة، وغيرهم يدخلون النار، يستعبدهم الأمراء، ويعتبرونهم الجيش والجند والعدة والعتاد والجثث في المعارك والحروب التي يخوضها التنظيم دون مقابل، فلم يكونوا يتقاضون رواتب، بل يحصلون على عينة من الغنائم، وهي، في الغالب، قذائف ومسدسات، أما السيارات وما هو أغلى من ذلك فهو لبيت مال "داعش".

سر وحشية المقاتلين وراءه "حبوب زولام وكبيتكول وبروكسيمول" منشطة تجعلك ترى الدبابة عصفورة "بدي أهجم عليها بالسيف". الحبوب المخدرة والمنشطة ليست حرامًا في عهد أمراء "داعش". ما الممنوعات إذًا؟

"التدخين وحلق اللحية والقراءة والاستماع إلى الراديو أو استخدام الموبايل وأمور أخرى كثيرة.. تقليدًا لسنة رسول الله". ويضيف: "الأمراء من ليبيا والسعودية وتركيا، ومصر، وكان أبو عبد الله، أمير الهيئة الشرعية والمفتي العام، مصري".

هو في مأزق الآن، لا يعرف مصيره، إذا قتل على يد الأكراد فسيكون أهون له من أي نهاية أخرى، فلو أطلق سراحه، وعاد إلى التنظيم سيقتل فورًا: "يخافون أن يجندني جيش عدو للتجسس عليهم".

اقرأ/ي أيضًا:

لا مكان للعائلة في داعش

هل سيحارب العالم داعش؟