06-ديسمبر-2019

الكاتب والشاعر جمال النوفلي

قال نائب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب جمال النوفلي، إن "السرد في سلطنة عُمان لم يتطور فنيًّا كثيرًا، لكن من يكتبونه من العُمانيين تمكنوا من حصد جوائز عديدة"، وتحدث في حوار أجراه "ألترا صوت" عن إنتاجاته الشعرية والسردية وقضايا متصلة بواقع الثقافة والأدب في عُمان، وأنشطة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء التي يشغل منصبًا إداريًا فيها.


  • كيف كانت بدايات جمال النوفلي الأدبية، هل في كتابة الشعر أم الرواية؟

بداياتي الأولى كانت في سن مبكرة بعمر الخامسة عشرة، حيث كنت أدرس الثانوية العامة في معاهد السلطان قابوس للثقافة الإسلامية التي يتم التركيز فيها على المعارف الإنسانية والتراثية أكثر من أي شيء آخر، وكنا نحفظ الشعر بشكل مفرط بما فيه من متون ومعلقات ومن قصائد ملحمية شهيرة، لذلك كانت بدايتي في الشعر وليس السرد. بدأت أكتب السرد بشكل جاد في مرحلة متأخرة.

جمال النوفلي: في عُمان، مساحة الكتابة لدينا واسعة ومفتوحة وهناك من يقرأ ومن يستمع ولكن تأثيرها على صناع القرار محدود

  • "فتاة من طنجة" عنوان لإحدى قصائدك الشعرية، هل تميل في معظم قصائدك إلى الغزل؟

"فتاة من طنجة" هي نعم قصيدة غزلية، وأنا أحب كثيرًا أن أكتب قصائد غزل، وبالتحديد الغزل العذري، لأنني أجد فيه مساحة واسعة للإبداع والتنوع، وفيه أيضًا جذب شديد للمستمع والقارئ بطبيعة الحال، ولأن الأنثى كائن جميل ولأن لكل أنثى إطلالة مختلفة عن الأخرى أكثر من اختلاف المدن، واختلاف الزهر، واختلاف النغم الجميل، فإنني سأظل أكتب شعرًا غزليًا في المرأة الجميلة.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| يولاندا غواردي: مهمة الأدب تدمير الكليشيهات

  • صدر لك العام الفائت كتاب "فارق توقيت"، لماذا أسميته بهذا الاسم؟

كتاب "فارق توقيت" صدر لي عن دار عرب في لندن، وقد اخترت هذا العنوان دلالة على نسبية الحدث مع الزمن، فمعظم المواضيع التي تطرق إليها الكتاب هي مواضيع مرتبطة بالزمن وتغيراته، ربما أغلبها كان حديثًا عن مواضيع اجتماعية وسياسية وثقافية وهي بطبيعتها زمنية ومرحلية وأنا أحاول من خلال الكتاب أن أدفع بالقارئ والمجتمع عامة إلى مواكبة التوقيت واللحاق به سواء فكريًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا.

  • في الصحافة العُمانية لك كتابات في الاقتصاد ومناصرة العمال ومختلف المواضيع التي تهم المواطن في السلطنة، برأيك لماذا لم تخرج الصحافة العُمانية من نطاقها المحلي؟

لأن الكتاب قليلون والمحلية تغلب عن الوسط الثقافي العُماني، فالكاتب والصحفي يكتب ما يشغل المجتمع ويؤرقه، وما يحصل في الداخل العماني ليس بالقليل فهو بحاجة فعلًا إلى من يكتب فيه ويمحصه ودرسه وينقده، خاصة فيما بتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والعالمية، مساحة الكتابة لدينا واسعة ومفتوحة وهناك من يقرأ ومن يستمع ولكن تأثيرها على صناع القرار محدود، لهذا علينا ألا نكف عن الكتابة، المقالات والأخبار المحلية هي الأكثر قراءة ومتابعة، عدا الأخبار الإقليمية المهمة.

  • كتاب" هيا نحضر عرسًا في اليونان" هو إصدارك الأول في السرد، إلى من كنت ترمز في شخصية حمد وصديقه؟

في كتاب "هيا نحضر عرسًا في اليونان"، لم أكن أرمز إلى أحد من خلال الشخصيات، فكل الشخصيات التي ذكرتها هي شخصيات حقيقية، حتى أنني لم أغير أسماءهم، طبعًا هم لا يقرون بكل ما أنسبه إليهم من أحداث ومواقف، ولكنها كانت حقيقية في مجملها، حمد هو أيضًا كاتب ومؤلف ومترجم فائق الذكاء وهو من أعز الأصدقاء الذي عرفتهم، وصديقه اسمه خالد هو ناقد أدبي. وهو أيضًا صديق عزيز علي.

  • أدب الرحلات من الآداب المشوقة، برأيك هل يُعد هذا الأدب في الوقت الراهن لسرد مشاهدات المدن والقرى، أم لمحاكاة الشخوص؟

هناك نوعان من أدب الرحلات، النوع التقليدي الذي يهتم بوصف المدن والبلدان والأقاليم وما فيها من مشاهد وعادات وثقافات، وهناك نوع يهتم بالشخوص الموجودة في تلك المدن أو القرى ويتداخل معها ليخرج منها عن تجارب حياتية ووجودية، أنا أميل إلى النوع الثاني مع عدم الإغفال عن وصف وسرد المشاهد، والحكمة من ذلك أن النوع الأول لم تعد له أهمية كبيرة لأن الصور الضوئية ومواقع الانترنت تغني عنه.

جمال النوفلي: هناك تطور في السرد العُماني خلال العقود الأخيرة، لكنه لا يتعدى حصد الجوائز الأدبية

  • حضرتك مسؤول في "الجمعية العمانية للكتاب والأدباء"، كيف تفسر لنا عودة الأنشطة الثقافية للجمعية بقوة في الآونة الاخيرة؟

نشاط الجمعية مرتبط بنشاط أعضائها ورغبتهم، نحن نحاول في مجلس إدارة الجمعية أن نشرك جميع الكتاب والمثقفين في أنشطتنا وألا نقصي أحدًا، وأن نهتم بالكاتب المبتدئ كما نهتم بالكاتب المخضرم، وأن نتيح فرص المشاركة في الأمسيات المحلية والدولية للجميع، كما فتحنا المجال لطباعة ونشر وتوزيع كتب أعضاء الجمعية بشكل مجاني، بالإضافة إلى جائزة أفضل إصدار عماني التي تقدمها الجمعية كل عام في عدد من المجالات الإبداعية المختارة، كل هذا يخلق بيئة مريحة للكتاب جاذبة لهم ولإبداعاتهم، مما أهلنا لشغل منصب نائب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| غرادا كيلومبا: الأبيض ليس لونًا

  • حدثنا عن رأيك حول واقع أدب السرد القصصي والروائي في سلطنة عُمان؟

في رأيي أن السرد في عمان لم يتطور فنيًا كثيرًا، لكنه حقّق جائزة عالمية كبيرة. رواية "سيدات القمر" للروائية جوخة الحارثي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية وأحرزت جائزة البوكر العالمية، وتحقيق الجوائز العالمية يعني أن هناك أعمالًا كبيرة واشتغالًا كثيرًا بفنيات السرد. هناك أيضًا بعض الأعمال القصصية تحصد جوائز محلية وخليجية، بمعنى أن هناك تطورًا شهده السرد العُماني في العقود الأخيرة، لكنه لا يتعدى حصد الجوائز لا غير، أي أنه بعد الجائزة لا يعطيك المادة والقوة التي عليه يمكنك أن تكتب وتؤلف وتتحدث بكل أريحية عن مميزات هذا العمل عن سائر الأعمال الأخرى الذي جعلته الأفضل عليها دون منازع.

  • أين وصلت في رواياتك الجديدة "أوغاد في باريس وملائكة في شافهاوزن"، و"غريب لانكران" و"لا تمش وحدك في الأردن"؟

هذه الثلاث عناوين كنت قد وضعتها في العام الفائت للكتابة عنها هذا العام، رواية "أوغاد في باريس وملائكة في شافهاوزن" تم تعديل عنوانها وهي تنشر على حلقات في صحفية "شؤون عمانية" بعنوان "من باريس إلى جميلات شافهاوزن"، أما رواية "لا تمش وحدك في الأردن" فهي الآن في المطابع على أن يتم نشرها في معرض مسقط للكتاب المقبل بعنوان "أنا والشيخ والأردن"، أما رواية "غريب في لانكران" فلم أبدأ فيها بعد، سأبدأ في الاشتغال عليها بعد الانتهاء من باريس.

  • ما هو السؤال أردت أن أسألك إياه ولم أفعل؟

هل صحيح أن أحد كتبك تم منعه من النشر؟ وما الأسباب في منعه؟

  • كلمة أخيرة..

لا توجد لدي كلمة أخيرة، فدائمًا هناك ما أرغب في قوله وفي الحديث عنه، تكون كلمتنا الأخيرة هي الكلمة التي نقولها قبيل أن تموت فينا شعلة الإبداع.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار| الشاعر بيتر نوبيرغ: الشعر السويدي معادٍ للاستهلاك

حوار| الروائي اليمني عمار باطويل: تحديت السخرية بالوقوف على حافة ثلجية!