05-يناير-2017

إشهار حوارات البرادعي المنتظرة على التلفزيون العربي (موقع القناة)

ما إن أعلنت قناة "التلفزيون العربي" عن نيتها بث حلقات تستضيف فيها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق الدكتور محمد البرادعي، حتى شنّت الأذرع الإعلامية واللجان الإلكترونية للنظام المصري حملة شعواء على القناة وعلى البرادعي نفسه، متسلّحة في ذلك بـ"كتالوج" التخوين والشيطنة المعتاد لتكميم كافة الأفواه المعارضة للسيسي.

ما إن أعلن التلفزيون العربي عن نيته بث حلقات تستضيف البرادعي، حتى شنت الأذرع الإعلامية للنظام حملة شعواء على القناة والبرادعي

اقرأ/ي أيضًا: الإعلام المصري.. خارطة مشبوهة

سعار الإعلام الموالي

يبدو أن النظام المصري، الساعي بكل قوة لفرض سيطرته على الساحة الإعلامية، لم يعد يرضى بغير سياسة الصوت الواحد، فقد شهدت الساعات التالية لإعلان البرومو الدعائي للقاء البرادعي سُعارًا إعلاميًا من قبل إعلاميي النظام المصري، وكانت المذيعة المثيرة للجدل أماني الخيّاط في طليعة طابور المهاجمين، فقد ظهرت في برنامجها المذاع على قناة "أون لايف"، المملوكة لرجل الأعمال الموالي أحمد أبو هشيمة، لتسرد قصة "فانتازية" حول مؤامرة دولية على مصر يقودها الإخوان بالتعاون مع البرادعي وبدعم من المخابرات البريطانية، وفي الحلقة ذاتها استضافت الخياط هاتفيًا مدير تحرير جريدة "روز اليوسف" الحكومية، أحمد باشا، ليدخل معها على الخط ذاته في استكمال توضيح فصول "المؤامرة" المزعومة، وهو ما جرّ عليها سخرية بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

الأمر نفسه تكرر مع المذيع أحمد موسى الذي شنّ بدوره هجومًا على القناة والبرادعي في برنامجه واصفًا إياه بـ "غراب التخريب في مصر"، كما سخر من الهيئة التي ظهر بها البرادعي في البرومو الدعائي مشبهًا إياه بإحدى الشخصيات الكارتونية، "عم شكشك"، ولم يفته اتهام البرادعي بأنه "عميل أمريكا".

أما صحيفة "اليوم السابع"، واحدة من أبرز الصحف الموالية للنظام المصري، فقد نشرت تقريرًا خبريًا حفل بالأخطاء التحريرية زعمت فيه اطلاعها على تفاصيل حوار "التلفزيون العربي" مع البرادعي، والذي يتحدث خلاله عن الأحزاب السياسية عقب ثورة 25 يناير، إضافة إلى تناول عدد من الملفات الداخلية والخارجية التي تخص الشأن المصري، وانتقدت الصحيفة القناة لمحاولتها بحث مسائل تتعلق بالملف الاقتصادي والسياسي والأوضاع الراهنة في المنطقة العربية وانتقاد أداء مؤسسات الدولة المصرية وتحريض الشارع للخروج بتظاهرات مع قرب الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، حسب ما جاء في الصحيفة.

وعلى قناة LTC الفضائية، ظهر الصحفي دندراوي الهواري، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة اليوم السابع، مهاجمًا قناة "التلفزيون العربي" وواصفًا إياها بأنها "تتحدث بلسان جماعة الإخوان"، زاعمًا حصول البرادعي على مبلغ مالي كبير نظير إجراء لقائه بالقناة، وأشار الهواري إلى أن "الحوار سيحمل أكاذيب وخطب ودّ الإخوان"، كما أكد أن "الحوار سيحمل عددًا من الشفرات التي سيوجّهها البرادعي للإخوان".

البرلمان يدخل على خط الهجوم

حملة الهجوم على قناة "التلفزيون العربي" لم تقتصر على الإعلاميين، بل وصلت إلى ساحة البرلمان المصري وبالتحديد إلى رئيسه علي عبد العال، الذي حذّر نوّاب مجلسه، في مستهل إحدى جلسات الأسبوع الماضي، من الظهور أو الإدلاء بمداخلات إلى القناة، التي تبثّ من لندن، معللًا ذلك بأنها "تتخذ موقفًا ضد الدولة المصرية لصالح دول وجهات معينة"، وجاء ذلك على خلفية إعلام بعض النواب لرئيس البرلمان بأن القناة على اتصال بهم لتقديم بعض المداخلات الهاتفية المتعلقة بالشأن البرلماني وتطورات الأحداث في مصر، وبافتراض صحة ادعاء التواصل مع النواب، أليس من العرف الديمقراطي أن يعرض النائب ما لديه إعلاميًا ويسأل ويجيب أمام المشاهدين!

وفي سياق متصل، أعربت القناة في بيان لها عن أسفها من جراء تصريحات رئيس مجلس النواب المصري، رافضة هذه التصريحات والادعاءات التي "ليس لها أساس من الصحة"، كما جاء في البيان، مؤكّدة التزامها القواعد والواجبات المهنية والأخلاقية في أداء رسالتها الإعلامية، سواء في مصر أو في غيرها من الدول العربية.

وأشارت الشبكة، في البيان، إلى أنّ "مثل هذه التصريحات تضرّ بمستوى الحريات الإعلامية والصحافية في جمهورية مصر العربية"، معتبرةً أنّه "من الغريب أن تصدر مثل هذه التصريحات عن رئيس مجلس النواب الذي من المفترض أن يكون المدافع الأول عن حق المواطن المصري في التعبير عن رأيه، فضلًا عن أعضاء المجلس".

عدد من البرلمانيين المصريين ساروا على نهج رئيسهم وإعلام النظام في الهجوم على البرادعي، من بينهم النائب يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، الذي وصف البرادعي بأنه "منفّذ جيد لمخطط العداء ضد مصر في الخارج".

في السياق ذاته، قال النائب محمد صلاح في حديث لصحيفة اليوم السابع إن "هناك أجهزة مخابرات أجنبية تحرِّض البرادعي على مواصلة التحريض ضد مصر"، مؤكّدًا أن "البرادعي حزين لأن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار". وأشار عضو مجلس النواب في تصريحاته إلى أن هناك أجهزة مخابرات معادية لمصر في الخارج تختار للبرادعي الأوقات التي يظهر فيها، ليتحدث ويحرّض ضد مصر.

السحر ينقلب على الساحر

وفي الجانب الإلكتروني لحملة هجوم "السيساوية"، شهد إطلاق مجموعة من مستخدمي "تويتر" هاشتاج "#سحب_جنسية_البرادعي" مطالبين بسحب الجنسية المصرية من الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق. احتل الهاشتاج المناوئ موقعه في قائمة الأكثر تداولًا في مصر بعد ساعات قليلة من إطلاقه وشهد هجومًا حادًا من قبل أنصار السيسي تجاه البرادعي، الذي اعتبره بعضهم، يحاول استمالة جماعة الإخوان لتأييده بالإضافة للعبه دورًا محوريًا في عملية المصالحة المزمعة بين النظام المصري والإخوان، بحسب هؤلاء، ولم يخل الأمر من الهجوم على قناة "التلفزيون العربي" باعتبارها "قناة تعمل ضد مصر" وتحاول تشويه صورة مصر باستضافة ذلك "العميل الخائن" الذي ساعد الولايات المتحدة في احتلال العراق!.

هاشتاغ سحب جنسية البرادعي

غير أن الأمر برمته انقلب على النظام المصري، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء، برئاسة شريف إسماعيل، يوم الخميس الماضي، على إحالة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، إلى البرلمان، والتي بموجبها انتقلت تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة. هذا التطور ذهب بالهاشتاج المناوئ إلى اتجاه مختلف تمامًا، حيث انقلب السحر على الساحر حرفيًا وتحوَّل الهاشتاج إلى ساحة لبيان الفرق بين "رجل محترم" مثل البرادعي و"رجل يبيع وطنه" مثل السيسي، فسخر أحد المستخدمين من فكرة الهاشتاج نفسه مشيرًا إلى التحوّل الحاصل في طبيعة التغريدات المتضمنة فيه، إذ لاحظ أن أغلب المشاركين انقلبوا على الفكرة الأصلية. ​

دعوات لسحب الجنسية من السيسي على تويتر

دعوات لسحب الجنسية من السيسي على تويتر

ويذكر أن الدعوة لسحب الجنسية من البرادعي تزامنت مع إصدار الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري حكمًا بوقف سير دعوى إسقاط جنسية مصر عن محمد البرادعي لمدة شهر. وكان محامي مصري يدعى سمير صبري قد قدّم دعوى قضائية ضد البرادعي بحجة أنه دائم التحريض ضد مؤسسات الدولة، مطالبًا بإسقاط الجنسية عنه.

اقرأ/ي أيضًا: طارق إسماعيل.. المجهول الذي يقف وراء السيسي

ما الجديد في حوار البرادعي؟

يعتبر ظهور البرادعي على شاشة التلفزيون العربي الظهور الأول على شاشة عربية منذ 3 سنوات ومن المنتظر أن يكون حافلًا بالمعلومات

بدايةً، يعتبر هذا هو الظهور الإعلامي الأول للبرادعي على شاشة عربية منذ حوالي 3 أعوام، وبحسب المعلومات المتاحة، فإن الحوار الذي سيبث على شاشة "التلفزيون العربي" سيكون مميزًا وحافلًا باستعراض السيرة الشخصية والسياسية للبرادعي، وكذلك رؤيته لمستقبل مصر والمنطقة العربية والعالم، ومن المنتظر أن يمتد الحوار مع البرادعي على مدى 5 حلقات كاملة من برنامج "وفي رواية أخرى" مع المذيع خالد الغرابلي، وذلك أسبوعيًا ابتداءً من السبت 7 كانون الثاني/يناير، الساعة التاسعة مساء بتوقيت القاهرة.

ويتحدّث البرادعي في الحلقة الأولى عن نشأته وذكرياته، وتحديدًا عن والده نقيب المحامين الأسبق، وكذلك عن معاصرته لعهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، ونكسة 67، ثم حرب أكتوبر 1973، وعمله مع وزير الخارجية المصري الأسبق إسماعيل فهمي إبان اقتراب الرئيس المصري الأسبق أنور السادات من توقيع معاهدة كامب ديفيد.

وفي الحلقة الثانية، يروي البرادعي كواليس عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعامله في الملف العراقي والإيراني والليبي، ويسرد شهادته حول لقاءات متعددة له بزعماء العالم في تلك الفترة.

أما الحلقة الثالثة، فتتناول عودة البرادعي إلى مصر وتأسيسه "الجمعية الوطنية للتغيير"، ثم مشاركته في الثورة المصرية، وموقفه من المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين في المرحلة الانتقالية، وسبب عدم ترشحه لرئاسة الجمهورية، وموقفه من نتيجة الانتخابات.

ويشرح البرادعي في الحلقة الرابعة، من سلسلة لقاءات "التلفزيون العربي" معه، تقييمه لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وأسباب معارضته له، ويكشف كواليس عمله في الرئاسة المصرية بعد 30 يونيو، انتهاءً بقراره بالرحيل.

وفي الحلقة الخامسة والأخيرة، يتحدّث البرادعي عن رؤيته لمستقبل مصر، والحل الذي يتمناه لأزمتها السياسية والاقتصادية، وكذلك يستعرض الواقع العربي والعالمي، ورؤيته لأزمات الدول العربية وعلى رأسها سوريا وفلسطين.

يشار إلى أن برنامج "وفي رواية أخرى" برنامج روائي أسبوعي مخصّص لاستضافة مسؤولين وسياسيين وقادة عرب وأجانب، لمحاورتهم عن أحداث مهمة عايشوها، ليستعرض تجاربهم وشهاداتهم التاريخية. ويُذاع أسبوعيًا مساء السبت على شاشة التلفزيون العربي.

اقرأ/ي أيضًا:

قانون الإعلام الموحد في مصر..انتكاسة أم إنجاز؟

مشروع لمحاصرة الفضاء الإلكتروني في مصر!