11-ديسمبر-2021

(Getty) معاناة البدون في الكويت مستمرّة

انتشر في الكويت بشكل واسع وسم #التعليم_حق_أساسي_للجميع، واستخدمه الناشطون والحقوقيون للاعتراض على قرار حصر المساعدات التربوية بالمواطنين الكويتيين من حملة الجنسيات، ما يمنع شرائح واسعة من مكونات المجتمع الكويتي، وفي مقدمهم البدون الذين يطالبون بالحصول على الجنسية الكويتية منذ عقود طويلة، من الاستفادة من خدمة التعليم المجاني، ما يجعل عدد كبير من الأطفال غير قادرين على التسجيل في المدارس بسبب الوضع المعيشي السيء الذي يعانون منه.

 وبالتزامن تجمّع عدد كبير من المواطنين في ساحة الإرادة، يوم الأربعاء في الثامن من كانون الأول\ديسمبر، للمطالبة والتأكيد على حق جميع الاطفال في الكويت بالتعليم المجاني.

في أبرز التغريدات أكّدت الكاتبة والمستشارة الثقافية سعدية المفرح، على أن التعليم هو حق أساسي للجميع، وأن انعدام الجنسية ليست عذرًا لحرمان أحد منه.

واستغربت المغرّدة فاطمة شاه، كيف أن البدون يجبرون على أن يبقوا دون عتبة المجالات الأساسية للتنمية كافة وليس التعليم فقط، وهذا أمر مأساوي وغير منصف، وأشارت إلى أن تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم، هو حقّ من حقوق الإنسان.

من جهته كتب الدكتور فيصل الفوزان : " في القرن الواحد والعشرين ولا زلنا نقول أن التعليم حق أساسي للجميع، وأن البدون أولوية."

ونشر موقع مباشر نيوز مقطع فيديو لتصريح للناشطة الدكتورة ابتهال الخطيب، تتهم فيه الجهاز المركزي في الكويت، بحرمان الأطفال من الدراسة.

وضمن السياق نفسه، أشارت ناشطة حقوق الإنسان هديل أبو قريص، إلى أن التعليم ليس حكرًا على طفل دون آخر، ولا يمكن سلبه من أي طفل لأنه بلا هوية.

ومن باب التهكم، كتب المغرّد بلال الفاضلي : " تخايل إنك عايش مع ناس يشوفون إنو دخولك للمدرسة وللجامعة ميزة.

وأعادت المغرّدة إيمان جوهر حياة، التذكير باتفاقية حقوق الطفل الدولية، التي تؤكد على حق الأطفال بالتعليم، بحسب المرسوم رقم 104 الصادر في العام 1991.

كذلك أشار المغرد جوزيف بو أحمد إلى أن الكويت وافقت في العام 1991 على اتفاقية حقوق الطفل، وأن حرمان أي طفل من حقه بالتعليم، هو انتهاك صارخ للمادتين 28 و29 من هذه الاتفاقية ومحاولة لنشر الجهل والأمية، واستهداف واضح ضد فئة من فئات المجتمع.

بدوره، وصف المغرد فلاح خميس الجهاز المركزي بالظالم والمتجبر، وكذلك كل من يدافع عنه.

معاناة طلاب البدون مستمرة

تجدر الإشارة إلى معاناة الطلاب البدون تمتد لسنوات طويلة في الكويت، فالطلاب الذي أنهوا المرحلة الثانوية يواجهون صعوبة في دخول الجامعات، في ظل الضغوط التي يتعرّضون لها من الجهاز المركزي، حيث تخصّص الحكومة 100 مقعد جامعي فقط لطلاب البدون، بشرط أن يكونوا قد حصلوا على امتياز في الشهادة الثانوية ( 90 بالمئة من المجموع وما فوق)، بالإضافة إلى شروط تعجيزية أخرى تصل أحيانًا إلى إجبارهم على التوقيع عن التنازل بحقهم في الجنسية.

وكانت الحكومة الكويتية قد جرّدت البدون من الكثير من حقوقهم بعيد الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وأُلغيت بعض الامتيازات التي كانت ممنوحة لهم مثل مجانية التعليم، ما أدّى إلى انتشار الأمية بشكل واسع لدى الأطفال البدون في تلك الحقبة، في ظل عدم قدرة الأهالي على تحمل نفقات الدراسة.

وقد ارتفعت في السنوات الأخيرة نسب الانتحار في صفوف الشبان البدون، نتيجة لليأس بسبب عدم قدرتهم على الالتحاق بالجامعات أو الدخول في السوق في العمل، بالإضافة إلى محاولات انتحار كثيرة، أبرزها كانت لطالب من البدون في كلية الطب ، تناول صيف العام 2020 عقاقير لوضع حد لحياته بسبب المعاناة التي يعيشها في دراسته، ونجا من الموت بأعجوبة، إلا أن قصته انتشرت وتناولتها الصحافة العالمية يومها، وتضامن العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية مع حالته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قضية "البدون".. نقاش كويتي متجدد

انتحار الطفل علي الشمري يفتح ملف البدون في الكويت من جديد

 

 

دلالات: