07-يونيو-2017

كاريكاتير لـ كارلوس لطوف

بيتما تتصاعد حدّة وَسْم #الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعة_قطر، ويتجاوز حضوره حدود السعودية والإمارات والبحرين إلى الأردن، التي انفجر لديها وَسْم #أردني_متضامن_مع_قطر، ليصل إلى قمة موقع تويتر، ويصبح الأكثر انتشارًا في الخليج، حذرت حكومة الإمارات، من خطورة إبداء أي تعاطف مع قطر، إزاء الحملة ضدها.

أعلنت الإمارات أن التعاطف مع قطر، على خلفية حملتها المدبرة ضدها، ستكون عقوبته السجن من 3 إلى 15 سنة،

وقالت الإمارات، ردًا على حملات التضامن الواسعة، إن التعاطف مع قطر، أو الاعتراض على قرارات الإمارات والسعودية وغيرها، ستكون عقوبته السجن من 3 إلى 15 سنة، وغرامة مالية لا تقلّ عن نصف مليون درهم (ما يوازي 135 ألف دولار أمريكي). ونقلت صحيفة "البيان" الإماراتية، عن النائب العام حمد سيف الشامسي، أن الإمارات اتخذت ذلك القرار جاء حفاظًا على الأمن القومي للدولة ومصالحها العليا ومصالح شعبها، ما أثار حالة سخرية عامة على تويتر بالإمارات. 

اقرأ/ي أيضًا: قطع العلاقات مع قطر.. كل شيء عن مؤامرة أبوظبي

السعودية على مذهب الإمارات بغرامة 3 ملايين ريال
بدورها اتخذت السعودية قرارًا مماثلًا بتجريم المتعاطفين مع قطر، تزامنًا مع تزايد عنف الحملة ضد قطر، فقال المحامي مشرف الخشرمي لصحيفة "عكاظ"، الذيل الإعلامي للسعودية، أن من يتخذ موقفًا تعاطفيًا محابيًا أو اعتراضيًا ضد قرارات المملكة ودول الخليج حيال قطر، فهو يرتكب جريمة ينصّ عليها القانون.

وحدَّد مشرف الخشرمي العقوبة السعودية في أن "أي شخص يتعاطف مع دولة قطر عبر مواقع التواصل أو في مقال، فإنه بذلك يكون قد ارتكب جريمة إلكترونية ومعلوماتية، عقوبتها السجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات وغرامة مالية لا تزيد عن 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، حسب القانون السعودي المعمول به". وفي حال إنشاء هاشتاغ تويتر أو مجموعة أو صفحة على فيسبوك، أو موقع يساند قطر بالسعودية، تصل العقوبة إلى السجن 10 سنوات، وغرامة خمسة ملايين ريال. 

كيف صنعت أبوظبي حسابات ووسوم وهمية؟ 
جاءت العقوبة الإماراتية ردًا على تصاعد حدَّة هاشتاغ #الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعة_قطر، و#الشعب_العربي_مع_قطر، وانتشاره في عدّة دول أخرى بخلاف الإمارات والسعودية ليصلَ مصر والقاهرة، ويحتلّ الصدارة بين عدد من وسوم تويتر، المؤيدة للقرار الخليجي. 

والسؤال الآن، كيف صعدت وسوم مؤيدة لـ"المقاطعة الخليجية" تويتر؟ 
بمتابعة تويتر، يتبيَّن أنها تعتمد على لجان إلكترونية، وحسابات وهمية، تعيد منشورات بالصيغة ذاتها لتصعد إلى قوائم "الأكثر انتشارًا"، معتمدًا على ما يعرف بـ"البوت"، التطبيق الذي يتيح تويتر استخدامه، لإعادة نشر التغريدات آليًا على عدة حسابات وهمية بالصيغة ذاتها، وهي طريقة اللجان الإلكترونية الحديثة في صناعة حملات سوشيال ميديا بغرض تشويه دولة، أو الدخول في نزاع سياسي. 

ويستخدم "البوت" - اختصار روبوت (إنسان آلي) - بالأساس في صناعة حملات توعوية - مثل نشر الآيات القرآنية أو التوعية ضد مرض الإيدز، أو نشر معلومات مفيدة، أو الرد على الأسئلة الشائعة - لكن الصراع السياسي حوَّله إلى أداة تستخدم في الحملات الدعائية للسيطرة على "تريندز" تويتر. 

تستخدم الإمارات والسعودية تويتر بالطريقة ذاتها التي يجنّد فيه داعش ضحاياه

بهذه الطريقة، التي تستخدمها الإمارات والسعودية الآن في حملاتها الإلكترونية، يجنّد تنظيم داعش ضحاياه، وكأنّ المنبع واحد، فهو يصنع عدّة حسابات من عدّة دول ويربطها بالأصل ذاته، ومن خلالها ينشر تعليمات، أو يوجّه ذئابه المنفردة، أو يبيّن كيف تساند التنظيم من دولتك، ولهذا تراقب إدارة تويتر البوتس، وإذا ما نشرت محتوى عنيفًا يطبَّق عليها قواعد حظر التحريض، وتُحظَر الحسابات. 

اقرأ/ي أيضًا: مغردون يرفضون قطع العلاقات مع قطر.. استهجان القرار وانتباه لبهجة إسرائيل به

متابعون: لماذا تقاطعون قطر ولا تقاطعون إيران وإسرائيل؟ 
تعليقًا على العقوبات المفروضة ضد من يتضامن أو يتعاطف مع قطر بالإمارات، قال أحد مستخدمي تويتر إن "الشعوب العربية ترفض هذه الاجراءات التي كان لازمًا القيام بهذا ضد إيران أو إسرائيل". وهو السؤال، الذي يدور منذ أيام، وتحديدًا الصباح الباكر، بشأن القطيعة مع قطر.. فإذا كانت بسبب إيران.. لماذا لم تقطع الإمارات علاقتها مع طهران مباشرة؟ وتواجه حكومتي الإمارات والسعودية تساؤلًا جعلمهما يندفعان إلى إصدار قرار "الغرامة والسجن" لمن يعارض المقاطعة، منذ ساعات، وهو: لماذا تستهدفان قطر، ولا تستهدفان إسرائيل بالقطيعة السياسية والعسكرية والدبلوماسية؟

وفسَّر آخر عبر فيسبوك موقفي السعودية والإمارات بأنه ليس معاديًا للتضامن مع قطر فقط، إنما يصل إلى الرعب والارتعاش من أي معارضة، فحربهم واضحة ضد الكلمة: "اقتل أي كلمة.. اقطع أي طريق للتغيير.. تحالفنا لتثبيت أقدامنا فندفع الغالي والرخيص لنظلّ على عروشنا".

وبرَّر الحملة القائمة ضد قطر منذ أيام بأنها، في الأصل، ضد أي حالم بالتغيير، لكنها ترتدي قناع "الحرب على الإرهاب"، فكل من يخالف قواعد تلك الدول تعتبره إرهابيًا. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

صحيفة الحياة تكذب نفسها.. نفي خبر كاذب عن عزمي بشارة

حملة عبرية- "عربية" ضد الدوحة.. القصة الكاملة للتحريض الإسرائيلي على قطر