09-ديسمبر-2017

صورة من فيديو ترويجي لجمع تبرعات لاطفال الحرب

تعرض ثلاثة من نجوم السينما والغناء في بريطانيا، إلى انتقادات واسعة الفترة الماضية، على خلفية حملات ترويجية تابعة لمنظمات خيرية، استعرض خلالها الثلاثة صورًا من أفريقيا تدل على الأمراض المتفشية والفقر الذي يعيش فيه السكان هناك، وكانت الانتقادات تدور معظمها حول النظرة الاستعلائية للعرق الأبيض الذي ينظر إلى نفسه على أنه المنقذ من الفقر، لتلك الشعوب، وفيما يلي ترجمتنا بتصرف لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية حول تلك الحملات الترويجية:


دعت الحملات التي روّج لها الممثلان البريطانيان توم هاردي، وإدي ريدماين، والمغني البريطاني إد شيران، إلى تعزيز القوالب النمطية للعرقية البيضاء المنقذة في إطار الترويج لجوائز "المعونة السنوية". قالت إحدى هيئات مراقبة منظمات الإغاثة، أن الدعاية التي يروج لها الثلاثة تُعزز القوالب النمطية للرجل "الأبيض المنقذ".

دعت الحملات التي روّج لها الممثليْن البريطانيين توم هاردي، وإدي ريدماين، والمغني البريطاني إد شيران، إلى تعزيز القوالب النمطية للعرقية البيضاء

وُصِفت الأفلام الثلاثة، التي قُدِمت من أجل منظمة "كوميك ريليف" البريطانية الخيرية، ولجنة الطوارئ والكوارث، والتي تجمع مبالغ نقدية لـ13 من منظمات المعونة البريطانية الرئيسية، بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة، وأوكسفام، وأكشنيد في حالات الطوارئ، بالحملات "الأكثر إساءةَ" لعام 2017 من قِبل منظمي جوائز "رادي-ايد".

اقرأ/ي أيضًا: دنزل واشنطن: "لا أعتقد أن هناك أي نظام"

وتهدف المسابقة السنوية التي ينظمها الصندوق النرويجي للمساعدات الدولية (Saih) الذي يديره الطلاب؛ إلى دفع منظمات الإغاثة للابتعاد عن القوالب النمطية للأفراد الذين يعيشون في فقر. جاءت الانتقادات بعد تعليقات ليز وارنر، الرئيس التنفيذي لمنظمة كوميك ريليف، واعترفت بأن المنظمة قد فقدت لمستها الإبداعية وتحتاج إلى أن تعود إلى "الإبداع" مرةً أخرى.

وقالت هيئة التحكيم أن مقطع فيديو "كوميك ريليف" الذي يعرض خلاله المغني دفع تكاليف الفنادق لأطفال الشوارع في ليبيريا، يروج لـ"سياحة الفقر". ووصفوا دعاية لجنة الطوارئ والكوارث، التي مثّل فيها هاردي من أجل اليمن، والتي تتضمن صورًا مؤلمةً لأطفالٍ يعانون من المجاعة والمرض، بأنها "لا تحترم كرامة الإنسان"، تمثل عودة إلى الثمانينيات، حينما انتشرت صور استغلالية للفقراء.

بيد أن اللجنة قدمت بعض السياق السياسي، على عكس الدعاية الخاصة بأفريقيا، التي ظهر فيها ريدماين. كما وصفوا فيديو لجنة الطوارئ والكوارث الخاص بأفريقيا بأنه "إباحية الفقر وأُناس ينتظرون المنقذ". تم ترشيحها جميعها لجائزة راستي رادياتور.

وقالت بيث أوغارد، رئيس Saih، إن الأفلام البريطانية الثلاثة أظهرت أن السكان المحليين ضحايا، وكانت وسيلةً مفرطة في التبسيط، عفا عليها الزمن، للتواصل بشأن التنمية.

وأضافت: "لقد عرضت علينا هذه الصور في الثمانينيات. إنها مؤلمةٌ بشدة. لقد اعتاد الناس على رؤيتها، حتى أنها أصبحت تثير الشعور باليأس واللامبالاة، بل والرأي السلبي تجاه التنمية، وأن لا شيء يسير في الاتجاه الصحيح".

واعترفت أوغارد بأن المشاهير يجلبون التبرعات، حيث جمعت دعاية شرق أفريقيا الصادرة عن لجنة الطوارئ والكوارث، 60 مليون جنيه استرليني، في حين جمعت دعاية اليمن 27 مليون جنيه استرليني، لكنها قالت إنها قد تشوه الحقائق، خاصةً عندما يكون الناس غير مدركين لتفاصيل هذه القضايا.

تهدف المسابقة السنوية التي ينظمها الصندوق النرويجي للمساعدات الدولية (Saih) إلى دفع منظمات الإغاثة للابتعاد عن القوالب النمطية للأفراد الذين يعيشون في فقر

وقالت: "إن إد شيران لديه نوايا حسنة. ولكن المشكلة هي أن الفيديو يركز على إد شيران باعتباره الشخصية الرئيسية. ويصور على أنه الوحيد الذي يذهب إلى هناك ويستطيع المساعدة".

وقالت أوغارد إن المنظمة شهدت دعايات أكثر إبداعًا، خلال السنوات الأربع التي نظمت فيها الجوائز، أغلبها من قِبل منظمات صغيرة. من بين المرشحين لأفضل فيلم لجمع التبرعات، أو جائزة غولدن ريديتور، هو فيلم منظمة "أطفال الحرب" من هولندا، وأشادت به لجنة التحكيم باعتباره رسالة "قوية وإيجابية".

وأضافت: "يظهر أنه من الممكن اللعب على عواطفنا دون أن يشعرنا بالذنب. ترى طفلًا يستخدم خياله ويلعب. وهو لاجئ في اليمن، ولكن قد يكون طفلًا في النرويج. إنه حقًا يحقق الهدف".

يُظهر الفيلم طفلًا يمنيًا، يضحك ويلعب مع شخصية باتمان. ثم تسقط القنابل، وتضطر الأسرة إلى الرحيل، ونرى "باتمان" يتحول إلى والد الصبي. ثم تظهر عبارة "بالنسبة لبعض الأطفال، الخيال هو السبيل الوحيد للهروب من الواقع" على الشاشة.

نشأت جوائز رادي-ايد من مقطع فيديو ساخر، حول جمع التبرعات من المساعدات في عام 2012: "أفريقيا من أجل النرويج"، الذي انتشر انتشارًا واسعًا.

قالت جنيفر لينتفر، مديرة منظمة "ألف تيار"، وهي مؤسسةٌ خيرية، مقرها سان فرانسيسكو تدعم المنظمات الشعبية، إنها لاحظت عودة إلى استخدام صور ما يسمى "بغاء الفقر" بين المنظمات غير الحكومية الأكبر حجمًا، نظرًا إلى تقلص التمويل العام.

اقرأ/ي أيضًا: هيدي لامار.. وثائقي جديد عن الممثلة الفاتنة والمخترعة العبقرية

وأضافت لينتفر: "ليس مستغربًا. الشفقة والعار هي مشاعر تُستغَل لجمع المال. وقد أثبتت فاعليتها. إنها طريقة معاملات تقول للمشاهدين والقراء، (أريد أموالك)".

وقال نيكولا بيكيت من لجنة الطوارئ والكوارث: "اللجنة لا تتجه لعلاج الفقر العام في أفريقيا والعالم النامي. إنها تتعامل على وجه التحديد مع الأزمات الإنسانية العاجلة واسعة النطاق التي يلزم فيها اتخاذ إجراءات سريعة وتمويل سريع. نحن بحاجة إلى تعبئة الجمهور والاستجابة بسرعةٍ كبيرة".

نشأت جوائز رادي-ايد من مقطع فيديو ساخر، حول جمع التبرعات من المساعدات في عام 2012: "أفريقيا من أجل النرويج"، الذي انتشر انتشارًا واسعًا

وأضافت بيكيت أن هذا النموذج الذي تُصوِّر فيه القنوات الأفلام الدعائية نيابةً عن اللجنة كان ناجحًا، لكن الترشيحات للجوائز أظهرت للمنظمة بعدًا جديدًا يستحق النظر. وأكدت أنهم سيناقشونها مع شركائهم عندما يراجعون هذه الدعايات.

وقال وارنر، من كوميك ريليف، إن ترشيحه سيكون بمثابة: "تذكير دائم بالحاجة إلى التركيز على القضية الرئيسة لأقصى قدر ممكن، ومنح منبر للمتضررين من القضايا التي نهتم بها".

وأضاف: "إذا فزنا بهذه الجائزة، أود أن أتقدم بالشكر إلى الفنانين الذين يعني دعمهم أننا وصلنا إلى جماهير عريضة، وجمعنا أموالًا حيوية لمشاريعٍ مؤثرة في المملكة المتحدة وحول العالم".

أُغلِق الاستطلاع العام لجائزتي غولدن وراستي رادياتور في 4 كانون الأول/ديسمبر ، وسيتم إعلان أسماء الفائزين في 7 كانون الأول/ديسمبر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "Redoubtable".. قتل وإحياء جان لوك جودار

دارين أرنوفسكي: كنت أتمنى أن أكون أكثر تحكمًا