15-مارس-2016

أمام ميناء رفح البري (الأناضول)

قبل أن تقتحم تفاصيل وكواليس زيارة وفد "حماس" إلى القاهرة، لا بد أن تعرج إلى ثلاث مناطق حسَّاسة كانت في الطريق.

عملية إذلال لمحمود عباس و"فتح"

قبل الدعوة بقليل، كان وزير الداخلية المصري، مجدي عبد الغفار، يقف على منصة مؤتمر صحفي، ويقول: إن "عناصر إخوانية نفَّذت عملية اغتيال النائب العام بتحريض من حماس" وفقًا لما كشفه له جهاز الأمن الوطني، أمن الدولة سابقًا.

 تسعى حماس إلى حل الخلافات مع مصر بكل الطرق الممكنة، بما في ذلك التعاون في أي تحقيقات تطلبها مصر بشأن قضية اغتيال النائب العام

"عبد الغفار" أكثر تعاسة الآن بعد وصول وفد حماس للقاء المخابرات المصرية، اللقاء الذي يجري بمثابة تكذيب لروايته، وتكذيب له شخصيًا، ليس لأجهزة الأمن، ولا النيابة، ولا التحقيقات.

كان رجال "فتح"، الذين يملكون شبكة اتصالات وبيزنس ضخمة في مصر لا تزال حاضرة بعد انفصال "دحلان" بجزء كبير منها، أكثر الناس فرحًا بإعلان جريمة "حماس"، الأمر الذي انقلب إلى غضب من اللقاء الذي جرى سرًا، وكشفت مصادر مصرية لـ"الترا صوت" أن أحد أسرار اللقاء كان الضغط على "فتح"، والرئيس محمود عباس، للتصالح مع محمد دحلان، بعد رفض عدد من المحاولات المصرية لإنهاء تفكك الحركة، تمهيدًا لـ"مصالحة فلسطينية-فلسطينية" مع "حماس".

اقرأ/ي أيضًا: 10 خطايا سياسية لأمين جامعة الدول العربية الجديد

وهل لدى "دحلان" رصيد ضخم في مصر يؤدي إلى هذا الدور؟.. أغلب المصادر تشير إلى أنه لا يملك الرصيد بشخصه، إنما بدعم شيوخ الإمارات الرسمي وغير الرسمي له، ولمشروعاته الاقتصادية والإعلامية في القاهرة؛ إذ إنه شريك بحصة ليست هينة في جميع مشروعات "دبي" و"أبو ظبي" بالقاهرة، وأبرزها تليفزيون "الغد العربي" وقناة "Ten"، ما يؤهله للعب دور أكبر ممثِّلًا عن الجانب الإماراتي والمصري في عمليات فلسطينية قادمة.

حظر النشر عن زيارة "وفد حماس"

كان مفاجئًا على عدة مستويات تجاهل الصحف المصرية، الخاصة قبل الحكومية، لخبر زيارة وفد حماس إلى القاهرة عبر معبر رفح البريّ، إذ إن اللحظات الأخيرة قبل إرسال الصفحات للمطبعة، جرت اتصالات أمنية لملَّاك الصحف الخاصة لـ"حجب أخبار وفد حماس". وقال مصدر بـ"مطابع الأهرام" لـ"الترا صوت" إن صحيفة "المصري اليوم" رفعت من المطبعة وطبعت متأخرًا بعد اعتراض مندوب المخابرات على فرد مساحة ضخمة لتغطية الزيارة، وتمّ تغيير الصفحات بعد إعادتها لمقر الصحيفة في "جاردن سيتي" بالقاهرة.

أشعلت اتهامات مصر لحماس، تخوفات لدى حماس من أن تطلب مصر إدراج الحركة الفلسطينية على قائمة المنظمات الإرهابية أسوة بـ"حزب الله"

تفاصيل "الساعات الأخيرة".. سر الزائر والزيارة

كان وفد "حمساوي" رفيع المستوى وصل القاهرة قبل أيام قادمًا من قطاع غزة، للقاء مسؤولي الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة، فيما قالت مصادر إن الزيارة ستستمر عدة أيام، قبل أن يغادر الوفد مصر إلى قطر ودول عربية أخرى.

وضم وفد حماس القيادي البارز في الحركة، محمود الزهار، وخليل الحية، وعماد العلمي، ونزار عوض الله، وماهر عبيد، حيث غادر هؤلاء عبر معبر رفح البري الحدودي جنوب قطاع غزة، حيث فتح المعبر بشكل استثنائي، فيما سيأتي من قطر موسى أبو مرزوق ومسؤولون آخرون من قيادة الحركة.

وتجري حركة "حماس" في الأسابيع الأخيرة اتصالات مكثفة مع السلطات المصرية للسماح لها بعقد لقاء مشترك بينهما رغبةً منها في تحسين العلاقات بين الجانبين. وكانت الحركة أعلنت بشكل واضح عدم ارتباطها التنظيمي بـ"الإخوان" ونفت أية صلة لها بملف اغتيال بركات.

وبحسب المصادر، فإن اللقاء مع المسؤولين المصريين تناول قضية التنسيق بخصوص معبر رفح البري، والقضايا المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، إلى جانب ضلوع حماس في الأحداث التي تجري على الساحة المصرية الداخلية.

وقال مصدر مسؤول بمعبر رفح البري، لـ"الترا صوت" إن وفدًا أمنيًا مصريًا استقبل قيادات "حماس" حيث اصطحبهم إلى القاهرة بريًا في ظل حراسة مشددة.

وبشأن قضية معبر رفح، كشف المصدر أن وفد "حماس" عرض تسليم المعبر بشكل كامل إلى السلطة الفلسطينية.

وكشفت مصادر خاصة، أن محمود الزهار أوضح خلال اللقاء حقيقة تصريحاته التي طالب فيها بإقالة وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار، وتقديم دليل براءة حماس من اغتيال النائب العام.

وكان الزهار قد طالب في تصريحات صحفية قبل الزيارة بأيام بإقالة عبد الغفار بعد اتهامه لحركة حماس بالتورط في اغتيال النائب العام السابق.

ويبدو موقف حماس حساسًا للغاية، إذ تعيش قيادات من الحركة في دولة خليجية، وتسعى إلى علاقات جيدة مع البقية. كما أنها تحاول ترميم العلاقة مع إيران، بعد خلافات حول الموقف من سوريا واليمن والسعودية.

اقرأ/ي أيضًا: