11-مارس-2018

حثّ بانون أعضاء حزب لوبان على التمسك بالخطاب الشعبوي المتطرف (باسكال روسينيول/ رويترز)

في تقرير لها، ألقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على مشاركة ستيف بانون في مؤتمر جماهيري لحزب مارين لوبان، حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف، حيث دعا أعضاء الحزب إلى الفخر بتاريخ حزبهم الغارق في التطرف، وعدم الاكتراث بكونهم عنصريين أو مصابين برهاب الأجانب. في السطور التالية ننقل لكم التقرير مترجمًا بتصرف.


تحدث ستيف بانون، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي سابقًا، خلال افتتاح مؤتمر جماهيري لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، في فرنسا، يوم السبت. ورحب بانون بالمد الشعبوي العالمي، وهاجم "وسائل الإعلام الحزبية المعارضة"، كما أسماها.

شارك بانون بخطاب في مؤتمر لحزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف، ما يعد تطورًا آخر في علاقة حركات اليمين المتطرف حول العالم

وكانت زيارة بانون المفاجئة لمؤتمر الحزب في مدينة ليل، والتي أُعلن عنها عبر تويتر في وقت متأخر من يوم الجمعة، هي آخر محطة له في جولته الأوروبية التي شملت سويسرا وإيطاليا، حيث تخلى الناخبون الأسبوع الماضي عن الأحزاب التأسيسية واختاروا برلمانًا معلقًا يُسيطر عليه اليمين المتطرف الشعبوي المعادي للمهاجرين.

اقرأ/ي أيضًا: صراع ترامب و"ديك" الفاشية الحمائية.. ما مصير "البانونية" بدون بانون؟

وقال بانون أمام كوادر من النخبة الحزبية الذين كانوا يرتدون البزات الرسمية: "لقد جئت إلى أوروبا كمراقب، ومن أجل أن أتعلم"، مضيفًا: "إن ما تعلمته هو أنك جزءًا من حركة عالمية، أكبر من فرنسا، وأكبر من إيطاليا، وأكبر من المجر، وأكبر من كل ذلك. والتاريخ في جانبنا، إن مد التاريخ معنا، وسيدفعنا إلى انتصار بعد انتصار بعد انتصار".

كما شجع الحزب على التمسك بجذوره القومية، قائلًا: "دعهم يسمونكم عنصريين. دعهم يقولون عنكم مصابين برهاب الأجانب. دعهم يقولون عنكم منحازين".

واحتوى خطابه على سلسلة مألوفة من الهجمات ضد النخبة العالمية، وبالطبع ضد المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون وضد الصحفيين. وبعضها ترجم وبعضها لم يترجم. 

على بعض المستويات، قدم الخطاب تطورًا آخر في العلاقة بين الحركات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة وأوروبا، ولا سيما في فرنسا. ففي الشهر الماضي، تحدثت ماريون ماريشال لوبان -ابنة شقيقة مارين لوبن، رئيسة الجبهة الوطنية- في مؤتمر للمحافظين في ناشيونال هاربر في ولاية ميريلاند الأمريكية.

وقد رددت في خطابها العديد من تصريحات دونالد ترامب، الذي ساعده بانون على الفوز برئاسة الولايات المتحدة. "لا أنزعج عندما أسمع الرئيس دونالد ترامب يقول (أمريكا أولًا)"، هكذا قالت ماريشال، وأضافت: "أريد أن تكون بريطانيا أولًا عند الشعب البريطاني، وأريد أن تكون فرنسا أولًا عند الشعب الفرنسي".

ضمن مساعيها لتغيير الصورة "الشيطانية" لحزب الجبهة الوطنية، من المتوقع أن تعلن لوبان عن اسم جديد للحزب لجذب مزيد من الناخبين

لكن بشكل عام، جاء اللقاء بين بانون وحزب مارين لوبان في لحظة مؤثرة لبانون نفسه وللجبهة الوطنية الفرنسية كذلك، إذ يحاول أن يحتفظ كل منهما بأهميته في بيئة سياسية لا ترحم.

اقرأ/ي أيضًا: فاشية ماريون ماريشال لوبان في ضيافة حمائية ترامب.. عنصريات عابرة للأطلسي

أثناء الحملة الرئاسية الأمريكية عام 2016، كان بانون حليفًا قريبًا ومقربًا من ترامب، وانضم إلى موظفي الجناح الغربي بالبيت الأبيض وشغل منصب كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية. لكنه أقيل من البيت الأبيض في شهر آب/أغسطس الماضي.

وبالمثل، كانت لوبان من المنافسين البارزين على الرئاسة الفرنسية في شهر أيار/مايو عام 2017، لكنها عانت من خسارة ساحقة أمام إيمانويل ماكرون. كان حزبها -الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كبديل لماكرون أثناء الانتخابات- ضعيفًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية، ففي برلمان يضم 577 مقعدًا، تحتل الجبهة الوطنية الآن ثمانية مقاعد فقط. ويمثل هذا الرقم تباينًا صارخًا مع نسبة 34% من أصوات الناخبين التي فازت بها لوبان في الانتخابات الرئاسية، لذلك لا يُمكن وصف حزبها بأنه يُمثل معارضة حقيقية أصلًا.

وتحقيقًا لهذه الغاية، فإن تغيير شكل صورة الجبهة الوطنية هو الهدف الأساسي من مؤتمر الحزب المقام في مدينة ليل يوم السبت 10 أذار/مارس 2018. ومن المتوقع أيضًا أن تعلن لوبان وحلفائها عن اسم جديد للحزب، يأملون في أن يجذب المزيد من الناخبين في المستقبل.

ولطالما سعت لوبان إلى تحسين صورة الحزب وتغيير الصورة الشيطانية المتعارف عليها، من خلال إبعاده عن أصوله شديدة التطرف.

وقد أُسس حزب الجبهة الوطنية سنة 1972 من قبل والدها جان ماري لوبان، الذي أتهم بإنكاره وقوع الهولوكوست، والذي ما يزال يشير إلى غرف الغاز النازية بوصفها "تفاصيل هامشية" في تاريخ الحرب العالمية الثانية. وفي الأسبوع الماضي، نُشر المجلد الأول من مذكراته بعنوان "ابن الأمة"، والتي تتسم بالدفاع والتعاطف مع فيليب بيتان، زعيم حكومة فيشي الفرنسية، وهي هيئة تعاونت طواعية مع ألمانيا النازية بعد غزو ألمانيا لفرنسا خلال الحرب.

ورغم أن العديد من مساعدي مارين لوبان اتُهموا أيضًا بإنكار الهولوكوست خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، فإنها تدعي أنها منفصلة عن والدها. وسيعرض مؤتمر الحزب في ليل أيضًا تصويتًا حول ما إذا كان لوبان الأب يمكنه الاحتفاظ بلقبه كرئيس شرفي للحزب أم لا. رغم أن ابنته طردته رسميًا سنة 2015 لتكراره هذه التصريحات حول غرف الغاز.

دعا بانون أعضاء الجبهة الوطنية الفرنسية إلى الفخر بتاريخ حزبهم الذي ينكر مؤسسه جان لوبان وقوع الهولوكست

كان لدى بانون بعض النصائح لأولئك الذين قد يشعرون بالحرج من مثل هذا التاريخ: "ارتدوه كعلامة شرف. لأننا كل يوم، نصبح أقوى ويصبحون أضعف".

 

اقرأ/ي أيضًا:

صعود اليمين المتطرف عبر أوروبا.. سبل للمواجهة المؤجلة!

وصفة بانون الفاشلة للسيطرة.. إنتاج نسخ من ترامب تدين له بالولاء!