05-سبتمبر-2016

عربة إسعاف تنقل المصابين جراء قصف للنظام السوري على حلب (Getty)

أعادت قوات النظام والميليشيات المرافقة لها، أمس الأحد، إطباق حصارها على الأحياء الشرقية من مدينة حلب في شمال سوريا، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من كسر قوات المعارضة الحصار الذي كان مفروضًا عليها، عقب اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تفوق فيها النظام السوري، الذي استخدم سلاح الجو، وشن عشرات الغارات الجوية على محيط سلسلة كليات "مدفعية الراموسة".

أعادت قوات النظام السوري، يوم الأحد، إطباق حصارها على الأحياء الشرقية من مدنية حلب، بعد 3 أسابيع من كسر المعارضة للحصار

ويأتي حصار قوات النظام مرة ثانية لأحياء حلب الشرقية، بالتزامن مع تقدم "الجيش السوري الحر"، بدعم من القوات الخاصة التركية، في ريف حلب الشمالي، وتمكنه من الربط بين مدينة "جرابلس" وبلدة "الراعي"، آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية"، ليقطع الطريق أمام التمدد الكردي على الشريط الحدودي مع سوريا.

اقرأ/ي أيضًا: كيف مولت "الأمم المتحدة" بشار الأسد

وإطباق قوات النظام للحصار مرة ثانية، على أحياء حلب المسيطر عليها من قبل قوات المعارضة، جاء بعد معارك عنيفة شهدتها الأيام الفائتة، وكبدته خسائر بشرية كبيرة، من بينها قيادات رفيعة المستوى في "الحرس الثوري الإيراني"، وضباط من رتب عالية في قوات النظام، من بينهم قائد "كلية المدفعية" المعين حديثًا، العميد آصف محمد خير بك.

وعلى الرغم من التصريحات المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا، وتأكيد الطرفين عدم توصلهم لاتفاق نهائي حول إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، إلا أن ذلك لم يمنع تقدم قوات النظام، الذي يحاول أن يقدم أوراقًا رابحة للحليف الروسي، حتى يتم استثمارها في الاجتماعات الجانبية المرافقة لقمة "مجموعة العشرين"، المنعقدة في الصين حاليًا.

أما فيما يتعلق بتصريحات الأطراف المشاركة في "مجموعة العشرين"، نقرأ إصرار جميع الأطراف على إدخال المساعدات الإنسانية إلى أحياء حلب المحاصرة، والاختلاف فيما بينها على عدم إمكانية الحكومة الروسية من منع دمشق لاستخدامها سلاح الجو، أو حتى فرض "وقف لإطلاق النار"، والذي دائمًا يتم إيقافه بطريقة مفاجئة، وخجولة في آن واحد.

اقرأ/ي أيضًا: مأزق الخليج في مصر

كذلك مرحلة إعادة حصار حلب، رافقها ظهور مسودة الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي بحسب الخارجيتين الروسية والأمريكية أنهما باتا على وشك التوصل للاتفاق في صيغته النهائية، والذي سيفرض على النظام إيقاف ضرباته الجوية، وأن يصبح "طريق الكاستيلو" الذي يربط بين حلب المدينة والريف "منطقة منزوعة السلاح".

مبعوث الولايات المتحدة لسوريا مايكل رانتي وصف التعامل مع الروس، وفق ما أظهرت الوثيقة بأنه "صعب للغاية"، لكن وإن صح ما جاء في الوثيقة، المذيلة بتوقيع رانتي نفسه، فإن السيطرة على سلسلة الكليات مقابل فتح "طريق الكاستيلو"، يعني إعادة توزع القوى إلى ما كانت عليه سابقًا، وبالتالي يزول شبح الحصار عن الأحياء المسيطر عليها من قبل قوات النظام في مدينة حلب، وهو ما تؤكده الوثيقة بمطالبتها قوات المعارضة تقديم ضمانات بألا تكون عقبات أمام الوصول إلى مناطق سيطرة النظام.

ومن المرجح أن مسودة الاتفاق الروسي-الأمريكي، في حال نفذت بنودها كاملة، ستصل إلى حل قريب حول الشأن السوري، لكنه لن يكون بعيدًا عن التوافق الدولي، ومصالح الدول الفاعلة في القرار السوري، رغم إصرار الروسي على قيادة بشار الأسد للمرحلة الانتقالية بصلاحيات محددة، فيما لا تزال فصائل المعارضة حتى اللحظة تبحث خيار توحدها تحت فصيل واحد، ما يعني أنه من الممكن أن تكون مسودة الاتفاق عينها، هي مفتاح الحل النهائي لوقف المقتلة السورية.

اقرأ/ي أيضًا:

صفقة أسلحة تاريخية بين أمريكا وإسرائيل

رجل المخابرات الأمريكية الذي يسبب صداعًا لأمريكا