07-يونيو-2020

مصير مجهول ينتظر قوات حفتر (الأناضول)

ألترا صوت – فريق التحرير

سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية على آخر معقل رئيسي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قرب طرابلس، وتقدمت إلى الجنوب لتبسط سيطرتها على معظم أنحاء شمال غربي البلاد، في ظل تقارير تتحدث عن انسحاب قوات حفتر إلى شرق ليبيا وقاعدة الجفرة الجوية وسط البلاد.

سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية على آخر معقل رئيسي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قرب طرابلس، وتقدمت إلى الجنوب لتبسط سيطرتها على معظم أنحاء شمال غربي البلاد

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية في قوات حفتر أن المقاتلين التابعين لها انسحبوا من مدينة ترهونة باتجاه سرت على الساحل إلى الشرق، وقاعدة الجفرة الجوية، وقالت حكومة الوفاق في بيان إن قواتها سيطرت على ترهونة بعد دخولها من أربع جهات، وفي وقت لاحق يوم الجمعة، قالت حكومة الوفاق إنها دخلت بلدة بني وليد الصغيرة الواقعة جنوبي ترهونة التي يوجد بها مطار.

اقرأ/ي أيضًا: بعد عام من المعارك العنيفة.. الحكومة الليبية تطرد قوات حفتر من العاصمة طرابلس

وكانت قوات حفتر قد منيت بهزائم متتالية خلال الأسابيع الماضية، بعدما كانت حققت مكاسب ميدانية كبيرة خلال العام الماضي، عندما أعلنت بدء الزحف اتجاه العاصمة الليبية طرابلس بدعم روسي مصري إماراتي مشترك.

وتبدّلت موازين القوى في الصراع الليبي منذ توقيع أنقرة مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا ثلاث مذكرات تفاهم، بما فيها تفاهمات عسكرية وترسيم الحدود البحرية بين البلدين بما يسمح لأنقرة التنقيب عن النفط قرب السواحل الليبية، وسمح الدعم العسكري الذي قدمته أنقرة باستعادة حكومة الوفاق لكافة المناطق التي سيطرت عليها قوات حفتر خلال العام الماضي.

وتقول الأمم المتحدة إن الأسلحة والمقاتلين يتدفقون إلى ليبيا على الرغم من حظر السلاح، مما ينذر بتصعيد أكثر شراسة للصراع العسكري الدئر منذ ستة أعوام، وكان الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق الوطني عاملًا أساسيًا في نجاحاتها في الفترة الأخيرة، غير أن قوات حفتر لا تزال تحتفظ بدعم خارجي، ونفت موسكو سابقًا إرسال مقاتلات حربية إلى قاعدة الجفرة التي تسيطر عليها قوات حفتر.

وتقع ترهونة في التلال على بعد 450 كم من جنوب شرقي طرابلس، وكانت قاعدة أمامية لهجوم حفتر على العاصمة، غير أن سقوطها السريع يشير إلى أن داعمي حفتر في الخارج كانوا أقل ميلًا لدعم مسعاه للسيطرة على البلد بأكمله بعد تدخل تركيا الحاسم لوقفه، وأثار ذلك تساؤلات بشأن هيمنة حفتر في شرق ليبيا التي يسيطر فيها على حقول النفط الليبية، رغم أنه لا يوجد سوى عدد محدود ممن يبدون قادرين على الحفاظ على ائتلاف القوى التي جمعها حفتر في قواته.

ما المصير الذي ينتظر مقاتلي حفتر؟

قال سلاح الجو في قوات حكومة الوفاق إنه استهدف عبر طائرات مسيرة بخمسة ضربات متتالية آليات عسكرية لقوات حفتر، وأضاف الناطق باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو أنهم رصدوا حركة ذعر وهروب كبيرة لقوات حفتر من مدينة سرت، مشيرًا إلى أن أعيان المدينة عرضوا على حكومة الوفاق تسليمهم مقاتلي حفتر المتوارين عن الأنظار داخل المدينة.

وبدأت حكومة الوفاق العمل على استعادة السيطرة على مدينة سرت في وقت لاحق من مساء الجمعة، بعد استكمال السيطرة على غرب ليبيا، وفيما يبدو إشارة لبدء قوات الوفاق عملية عسكرية جديدة في جنوب ليبيا لاستعادة السيطرة عليها في من قوات حفتر، قال وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش إن الوزارة مستمرة في وعدها "تحرير كامل التراب الليبي، ونبشر أهلنا في الجنوب الحبيب بأن موعد التحرير قريب"، وحول المصير الذي ينتظر قوات حفتر التي شهدت تقهقرًا بين صفوفها خلال الأسابيع الماضية، أشار النمروش إلى أنه "لم يعد لهم أي مكان في ليبيا بعد الآن".

وكان قنونو قد طالب في وقت سابق الجمعة سكان مدينة بني وليد بعدم السماح لقوات حفتر بالاختباء بينهم، مشددًا على ذلك بقوله: "كل مسلح هو هدف لقواتنا برًا وجوًا.. المعركة حسمت عسكرًيا.. لا نريد مزيدًا من الدماء"، مؤكدًا عبر سلسلة من التغريدات على عدم السماح لقوات حفتر "الهاربة من ترهونة وجنوب طرابلس بالاختباء وزعزعة الأمن في مدينة بني وليد و مزدة ونسمة وما حولها".

وقبل أيام من التقدم الميداني لقوات الوفاق على حساب مقاتلي حفتر، وجه المتحدث الرسمي لها خطابًا لقوات يحثهم فيه على إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم لقوات الوفاق، وقال المتحدث في رسالته مخاطبًا قوات حفتر: "ألقوا أسلحتكم وسلموا أنفسكم، لا قبل لكم بما جئناكم به، لقد نفد الوقت، سلموا تسلموا ونعاهدكم بمحاكمة عادلة".

وكان المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب عبر تويتر قد أعاد تغريد تصريحات رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج التي أكد خلالها على أن حكومته عازمة على المضي قدمًا لبسط سيطرتها على كافة الأراضي الليبية، مشددًا على عدم التنازل عن "تطبيق العدالة والقانون لمحاسبة كل من اقترف جرائم بحق الليبيين"، في إشارة لتقديم مقاتلي حفتر وقادته للمحاكمة أمام القضاء الليبي.

من جانبه قال ممثل الحكومة الشرعية الليبية لدى الأمم المتحدة طاهر السنّي إن بلاده تفعل كل ما بوسعها لتحقيق العدالة وتدعم جهود المحكمة الجنائية الدولية وقرارات مجلس الأمن، مشددًا على إيمانهم "بالنظام القضائي الليبي لضمان المحاكمة العادلة ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات على الأرض الليبية".

حول المصير الذي ينتظر قوات حفتر التي شهدت تقهقرًا بين صفوفها خلال الأسابيع الماضية، أشار النمروش إلى أنه "لم يعد لهم أي مكان في ليبيا بعد الآن"

وأوضح الدبلوماسي الليبي في تصريحاته أن حكومة الوفاق تراقب "جميع الانتهاكات والجرائم وخاصة تلك التي ترتكبها قوات المشير حفتر"، مؤكدًا على تعاونهم مع المنظمات الإنسانية على حماية المهاجرين ونقلهم من مناطق الصراع لتقديم الدعم الصحي لهم، مطالبًا في الوقت نفسه المحكمة الجنائية الدولية أن تقوم باتخاذ إجراءات ملموسة بحسب التفويض الممنوح لها لملاحقة المشتبه بارتكابهم جرائم حرب في ليبيا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 ما سر فبركة الإمارات لحقيقة جلسة البرلمان التونسي بشأن الأزمة الليبية؟