08-سبتمبر-2020

خلال تظاهرة أمام السفارة السعودية في واشنطن يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 2018 (جيم واطسون/أ.ف.ب/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

أفادت وكالة الأنباء السعودية أن محكمة سعودية أصدرت أحكامًا تصل مدة مجموعها لـ124 عامًا طالت بشكل منفصل 8 أشخاص متهمين بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل عامين. مضيفةً أن الأحكام الصادرة أصبحت نهائية واجبة التنفيذ، فيما وصفت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي الأحكام السعودية أنها "استهزاء بالعدالة"، مطالبة المجتمع الدولي بعدم القبول بنتائجها.

قالت المقررة الخاصة بالأمم المتحدة أغنيس كالامارد أن محاكمة قتلة خاشقجي أمام القضاء السعودي بالشكل الذي تمت فيه لم تكن منصفة ولا تعتبر عادلة أو شفافة

وقالت الوكالة السعودية نقلًا عن مصدر مسؤول إن المحكمة الجزائية في الرياض أصدرت أحكامًا نهائية بحق 8 أشخاص مدانين بمقتل خاشقجي. لافتةً إلى أن الأحكام جاءت "بعد إنهاء الحق الخاص بالتنازل الشرعي لذوي القتيل"، وأنها قضت بالسجن 20 عامًا على 5 مدانين، إضافة لـ10 سنوات على مدان آخر، و7 أعوام لاثنين آخري، دون أن يذكر المصدر أسماء المتهمين الذين تمت إدانتهم في المحاكمة.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تعاطى الإعلام العربي مع جريمة قتل خاشقجي؟

لكن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أشارت في تقرير لها إلى وجود اعتقاد بأن هؤلاء الأشخاص الذين حاكمتهم الرياض كانوا من ضمن فريق الاغتيال المؤلف من 15 شخصًا. وهو الفريق ذاته الذي أشرف على قتل وتقطيع جثة خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. لا سيما وأن المحاكمة أجريت بعيدًا عن الجمهور ووسائل الإعلام ضمن جلسات مغلقة، وهو ما عرضها لانتقادات المنظمات الحقوقية بسبب افتقارها للشفافية وصفة العلانية.

فيما كان 5  أشخاص من بين الـ8 الذين تمت محاكمتهم يواجهون أحكامًا بالإعدام، قبل أن يعلن أبناء خاشقجي في بيان نشر على حساب صلاح خاشقجي، النجل الأكبر لخاشقجي، عبر منصة تويتر للتواصل الاجتماعي "عفوهم عن من قتل والدهم"، حيثُ يسمح القانون السعودي لعائلات الضحايا في بعض الحالات العفو عن المدانين بقتل أقربائهم، وحكم على الأسماء الـ5 بالسجن 20 عامًا بدلًا من حكم الإعدام.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن المحاكمات خلصت إلى براءة اثنين من كبار المسؤولين المقربين من دائرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي في السعودية. مشيرةً إلى أن المسؤوليّن هما: المستشار الإعلامي في الديوان الملكي سعود القحطاني، ونائب رئيس المخابرات السابق أحمد العسيري، على الرغم من ذكر الادعاء السعودي لدور مركزي لهما في التخطيط لمقتل خاشقجي. وتمضي الواشنطن بوست في الإشارة إلى أن القضاء السعودي على الرغم من إصداره أحكام السجن بحق المدانين في القضية، إلا أنه فشل بالإجابة على الأسئلة الأكثر إلحاحًا فيما يتعلق بالجريمة، بما في ذلك المسؤول عن إعطاء الأمر لتنفيذها، والمكان الذي دفنت فيه جثة خاشقجي المقطعة.

فيما تحدث تقرير صادر عن المقررة الخاصة بالأمم المتحدة أغنيس كالامارد قبل أكثر من عام، عن  أن "مقتل خاشقجي هو إعدام خارج نطاق القانون، تتحمل مسؤوليته الدولة السعودية"، مشيرًة لما وصفته بـ"الحساسية الشديدة" للنظر في مسؤولية ابن سلمان، ومستشار الديوان الملكي سعود القحطاني في القضية، مشددةً على ذلك بذكرها أن "السيطرة التي يمارسها ولي العهد في إدارة الشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية للبلاد مرتفعة للغاية".

اقرا/ي أيضًا: لماذا أثار "ملف خاشقجي" قلق إسرائيل على السعودية؟

كما غرّدت كالامارد عبر حسابها الرسمي على تويتر مرحبة بتخفيف القضاء السعودي لأحكام الإعدام الصادرة بحق المدانين في قضية خاشقجي. لكنها أشارت إلى أنه لو نفذ القضاء السعودي مثل هذه الأحكام لكانت بمثابة "القتل التعسفي"، ومحاولة "لإسكات الشهود" في القضية ذات الصلة. وتابعت مضيفةً أن "المدعي السعودي قام بعمل آخر اليوم في هذه المحاكاة الساخرة للعدالة.. لكن هذه الأحكام لا تحمل أي شرعية قانونية أو أخلاقية. جاءت في نهاية عملية لم تكن منصفة ولا عادلة أو شفافة".

واعتبرت كالامارد في سلسلة من التغريدات أن ابن سلمان "ظل محميًا بشكل جيد ضد أي نوع من التدقيق الهادف"، مجددةً مطالبتها لأجهزة الاستخبارات الأمريكية نشر تقييم عملائها الخاص بقضية خاشقحي، وإن كان لابن سلمان دور في ذلك، قبل أن تختم تغريداتها بالقول إنه على الرغم من أنه "لا يمكن تحقيق العدالة في السعودية" فإنه "يمكننا قول الحقيقة".

من جهتها قالت جنكيز في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على تويتر إن "الحكم القضائي الصادر اليوم في السعودية مثال جديد للاستهزاء بالعدالة"، مضيفةً أن "السلطات السعودية تغلق القضية في الوقت الذي لا يعلم فيه العالم الحقيقة حول المسؤول عن قتل جمال"، لافتةً إلى هناك الكثير من الأسئلة التي لا تزال بدون أجوبة على الرغم من إغلاق ملف القضية في المحاكم السعودية.

وقالت جنكيز  في هذا الخصوص إن "من خطط لذلك، ومن أعطى الأمر، وأين جثته؟ هذه هي الأسئلة الأكثر أساسًا وأهمية التي بقيت دون أي أجوبة"، وشددت في بيانها على أن "المجتمع الدولي لن يقبل بهذه المهزلة"، مؤكدةً عزمها "بشكل أكبر من أي وقت مضى على الكفاح لتحقيق العدالة من أجل جمال".

 

اقرا/ي أيضًا:

محكمة العقوبات المشددة التركية تحاكم المتهمين بقتل خاشقجي غيابيًا

كيف تساعد إسرائيل ولوبياتها ابن سلمان في الالتفاف على دم خاشقجي؟