16-أغسطس-2018

سماء يحيى/ مصر

في المرة الأخيرة التي وقفت فيها أمام الله

لم أجد ما أقوله له سوى أنني أحبكِ،

وبكيتُ

ثم تذكرت جارنا الذي ذهب،

لا شك سنذهب جميعًا،

 إلا أنني أود الذهاب معكِ.

*

 

كل ما أفعله الآن

هو محاولة مستمرة وفاشلة لاتّقاء الألم،

ثم أخبرتك أنني أرغب في السقوط الآن

ونِمت.

*

 

لو لم تفعلي شيئًا أبدًا

سوى أن لمستِ بيديك هذا الأسى بالداخل

لكفاني كي أعيش حياة آمنة مطمئنة،

لولا أنني أطمع طوال الوقت،

في أن أضع رأسي على كتفك

أن تضحكي لي ثم تقبّليني،

أن أرسمك على جسدي،

أن أخلع حجابك، وأبتلع رائحتك

أن أحملك على جسدي المشوّه العاري،

لولا أنني أطمع أن أنام بين يديكِ.

*

 

سأحكي لكِ

عن ليلة طويلة ممتلئة بالأحلام المزعجة،

لم ينقذني منها إلا تعويذة قلتها،

هذه التعويذة لم تكن إلا حروف اسمك والمحبة،

ثم صحوتُ مشوّشًا، ميتًا من التعب.

*

 

أحيطكِ دائمًا بألوان جسدي

أحمر لرأسي

أصفر لقدمي

أسود لدمي

أخضر لحدائق ترسلينني إليها،

أقول للشجرة/ الزهرة:

حبيبتي متعبة

حبيبتي خائفة

حبيبتي لا تستطيع البكاء،

تتفكّك الحديقة،

تنفض الشجرة غصونها،

تحمل الوردة رائحتها إليك،

يسيل الماء تحت قلبي،

يرفض العالم أن يستقيم إلا برضاكِ.

*

 

أتقاسم معكِ رأسي ويديّ

الشوارع المزدحمة والمقاهي الفارغة

أتقاسم معك الخوف والنوم،

أصوم يومًا كاملًا

وأعود لأنظر في عينيكِ.

اقرأي عليّ سورة يوسف

اقرأي عليّ آيات الرحمة،

ولكِ أن تمسّيني كإله

 يوحي إلى نبي تائه

 ما بين البحر والصحراء،

لكِ رئتاي

ولكِ أيضًا أن تستنقذيني من هذا العطش.

*

 

في غمرة هذا السُّكر

لا شك أنك احتضنتني حين دمعت عيناي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قبيحون بأصوات جميلة

خمسة أرانب

دلالات: