علّق الرئيس السابق لمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، حجاي إلعاد، في مقال نشرته صحيفة هآرتس، على ما ورد في المقابلة التي أجرتها إيلانا ديان مع كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، توماس فريدمان، والتي تناولت واقع الفصل العنصري في إسرائيل.
وأشار إلعاد إلى أن فريدمان، الذي أجرى المقابلة بعد أيام من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعرب عن أن "أكثر ما يُخشى على إسرائيل هو ترامب".
إلعاد أشار إلى أن ما يتخوف منه فريدمان بشأن مستقبل "إسرائيل البائس" يمثل وصفًا دقيقًا للواقع الذي تعيشه حاليًا
واعتبر فريدمان أن وصول ترامب إلى الحكم سيعزز من نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسيقول له: "افعل كل ما تريد، قم بضم هذا، واحتل ذاك، وستبقى إسرائيل مع 7 ملايين يهودي"، وهذا قد يؤدي إلى "احتلال أكثر من 7 ملايين عربي".
إلا أن إلعاد أشار إلى أن ما يتخوف منه فريدمان بشأن مستقبل "إسرائيل البائس" يمثل وصفًا دقيقًا للواقع الذي تعيشه حاليًا، حيث يتمتع 7 ملايين يهودي بحقوق كاملة، في مقابل 7 ملايين فلسطيني محرومين من حقوقهم الأساسية.
🎥 60 ألف أميركي مستوطن قد يواجهون عقوبات من واشنطن pic.twitter.com/wbTsjY7TPx
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 21, 2024
وانتقد كاتب المقال المواقف الأميركية تجاه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما تصريحات إدارة الرئيس جو بايدن التي تدعي التزامها بحقوق الإنسان، مؤكدًا أن هذه التصريحات لا تعكس الواقع الفعلي، حيث دعمت إدارته إسرائيل عسكريًا ودبلوماسيًا، مما مكّنها من ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين دون أي مساءلة حقيقية أو اتخاذ خطوات جدية حيال الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية.
وتطرق إلعاد إلى موقف حركة "غير ملتزم" داخل الحزب الديمقراطي، التي تأسست في ميشيغان، والتي دعت أنصارها إلى عدم التصويت لبايدن في الانتخابات التمهيدية، احتجاجًا على موقف إدارته من الحرب على الفلسطينيين والطريقة التي دعمت بها الولايات المتحدة القتل الجماعي للفلسطينيين وتدمير غزة.
دعمت إدارته إسرائيل عسكريًا ودبلوماسيًا، مما مكّنها من ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين دون أي مساءلة حقيقية
ودعا إلعاد إلى ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة مواقف أكثر وضوحًا لحماية الفلسطينيين وضمان حقوقهم، مشيرًا إلى أن مواقف الحزب الديمقراطي، الذي يُفترض أنه يدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، قد تخلّى عنها حين تعلّق الأمر بحقوق الفلسطينيين.
كما انتقد إلعاد المواقف الليبرالية التي يرددها سياسيون وصحافيون أميركيون، والتي تدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن دون أن تجد لها صدى في السياسات أو المواقف التي تتخذها الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل.
ولفت كاتب المقال إلى أن الجمهور بات يرى ما وراء الأكاذيب الليبرالية ويرفضها، موضحًا أن "النتيجة كما هو متوقع، هي أن إسرائيل يمكن أن تفعل ما تشاء، وهي في الواقع تفعل ذلك أصلًا، مع سياسيين ليبراليين لا يلتزمون بحقوق الإنسان، ويتم تكرار أقوالهم من قبل صحافيين ليبراليين غير ملتزمين بالحقائق".