09-يناير-2023
gettyimages

شجب فولوديمير زيلينسكي فشل روسيا في احترام الهدنة التي أمرت بها بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي (Getty)

انتهت الهدنة التي أعلنت عنها روسيا في أوكرانيا لكن الحديث عنها لم ينته، فالهدنة التي شككت في أوكرانيا وعدة دول غربية، اعتبرت بوابةً يمكن من خلالها الدخول في مفاوضات مع روسيا، سعيًا لإنهاء الحرب، خاصةً أنها ترافقت مع حديث للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي والأوكراني، مشيرً إلى إمكانية عقد وساطة بين البلدين.

اعتبرت كييف أن الهدنة التي رفضتها هي دليل على المشاكل والأزمات التي واجهتها روسيا في الغزو

سياسيًا، اعتبرت كييف أن الهدنة التي رفضتها هي دليل على المشاكل والأزمات التي واجهتها روسيا في الغزو  وساحة الحرب والتي لم تكن تحسب لها حسابًا، وقد عبّر عن وجهة النظر هذه وزير الخارجية الأوكراني السابق قسطنطين هريشينكو، ومن هذا المنطلق فهدف موسكو من الهدنة ليس التهدئة ولا السماح للمواطنين بالاحتفال بأعياد الميلاد كما ادعت، بل الهدف هو التقاط موسكو لنفَسها وإعادة ترتيب صفوفها، كما أكد الرئيس الأوكراني.

getty

وشجب فولوديمير زيلينسكي، ما وصفه بفشل روسيا في احترام الهدنة التي أمرت بها بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي، وذلك بعد شن هجمات على المدن الأوكرانية. وقال الرئيس الأوكراني يوم الأحد: "الروس يقصفون خيرسون بالذخيرة الحارقة خلال عيد الميلاد" في إشارة إلى مدينة في الجنوب تخلت عنها القوات الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر. وأشار زيلينسكي إلى غارات على كراماتورسك ومدن أخرى في دونباس.

أمّا الحدث الأبرز بعد نهاية الهدنة، فقد كان زعم روسيا عن تنفيذ "هجوم انتقامي" على كراماتورسك شمال غربي باخموت أسفر عن مقتل 600 جندي أوكراني، في ضربة صاروخية، وهو ما نفته أوكرانيا.

getty

وعلى صعيد أيام الهدنة، فقد استمر القتال بشكلٍ متبادل، وتم الإبلاغ عن هجمات روسية يوم السبت في سبع مناطق على الأقل في شرق وجنوب أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية، على الرغم من إعلان موسكو وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي، التي خلالها قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وبحسب مصادر أوكرانية، قصفت القوات الروسية منطقة خيرسون 39 مرة يوم الجمعة، مما أدى إلى مقتل شخص فيها. وقال الجيش الأوكراني إن شخصين قتلا وأصيب 13 في قصف روسي لمدينة باخموت بشرق أوكرانيا خلال وقف إطلاق النار. والقتيلان رجل يبلغ من العمر 66 عامًا وامرأة تبلغ من العمر 61 عامًا.

أما في لوغانسك فقد قصفت القوات الروسية المواقع الأوكرانية 14 مرة، وحاولت اقتحام عدة محاور خلال وقف إطلاق النار.

getty

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القتال بين القوات الروسية والأوكرانية استمر على "مستوى روتيني" في فترة عيد الميلاد الأرثوذكسية. وذكر التحديث الاستخباري اليومي للوزارة أن القتال تركز في منطقة غابات كثيفة إلى الغرب من بلدة كريمينا في مقاطعة لوغانسك بشرق أوكرانيا، حيث "تحول القتال إلى قتال مشاة راجلة، وغالبًا على مسافة قصيرة".

وفي نهاية الهدنة، أعلنت قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عن قتل 110.740 جنديًا روسيًا. مشيرةً إلى مقتل 490 جنديًا يوم الجمعة.

وعقب الهدنة، تم إجراء عملية تبادل أسرى بين الجيش الروسي والأوكراني، حيث استعاد كل طرف 50 جنديًا من عناصره.

وفي الوقت نفسه، أعلنت مصادر رسمية روسية، عن تمديد وتوسيع التدريبات المشتركة مع بيلاروسيا، وسط تزايد القلق حول إمكانية ضغط موسكو على حليفتها بيلاروسيا للدخول في الحرب على أوكرانيا.

getty

وقدمت الحكومة الروسية دعمها لتعديل تشريعي من شأنه أن يصنف الخرائط التي تتعارض مع "وحدة الأراضي" الرسمية للبلاد على أنها مواد متطرفة يعاقب عليها من ينشرها، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء يوم الأحد، والإشارة إلى أيّ خرائط لا تضمن المناطق التي أعلنت عن ضمها موسكو من أوكرانيا.

ليل الأحد، خرج الرئيس الأوكراني في إحاطته اليومية، وأكد فيها على استمرار القتال على جبهة باخموت وسوليدار، مؤكدًا على أن "باخموت صامدة رغم كل شيء".

في الأثناء استمرت المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، فقد أعلنت ألمانيا أنها سترسل 40 مدرّعة من طراز "ماردر" إلى الجيش الأوكراني في الربع الأوّل من 2023، وتعهّدت برلين كذلك بإرسال منظومة دفاع جوّي من طراز "باتريوت" للجيش الأوكراني.

وفي ذات السياق أعلنت فرنسا نيتها إرسال دبّابات قتاليّة خفيفة من طراز "إيه إم إكس-10 آر سي" AMX-10 RC فرنسيّة الصنع، من دون تحديد العدد والإطار الزمني لإتمام ذلك.

أعلنت فرنسا نيتها إرسال دبّابات قتاليّة خفيفة من طراز "إيه إم إكس-10 آر سي" AMX-10 RC فرنسيّة الصنع

وكانت الولايات المتحدة أعلنت أيضًا عن مساعدات عسكريّة لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات دولار، "ستتضمّن مدرّعات من طراز برادلي وناقلات جنود مدرّعة ومدافع هاوتزر ذاتيّة الدفع" حسب بيان للبيت الأبيض.