أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، تقريرًا عرضت فيه الحصيلة السنوية للضحايا المدنيين في سوريا لعام 2024.
وثّقت الشبكة في تقريرها، الذي تضمن 32 صفحة، مقتل 1264 مدنيًا، بينهم 242 طفلًا و118 سيدة، و86 شخصًا قضوا تحت التعذيب. وشمل ذلك مقتل 503 مدنيين في شهر كانون الأول/ديسمبر وحده، بينهم 96 طفلًا و49 سيدة، بالإضافة إلى أربعة أشخاص، من بينهم طفل وسيدة، قضوا بسبب التعذيب.
اعتمد التقرير على مراقبة مستمرة للحوادث ومصادر متنوعة، بما في ذلك تحليل الصور والمقاطع المصوّرة، واستند إلى شبكة علاقات واسعة لتوثيق هذه الانتهاكات. وقد سلّط الضوء على الضحايا المدنيين الذين قضوا نتيجة القتل خارج نطاق القانون والانتهاكات التي ارتكبتها مختلف أطراف النزاع. وأشار إلى تغييرات كبيرة في موازين السلطة والسيطرة، بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 1264 مدنيًا في سوريا عام 2024، بينهم 242 طفلًا و118 سيدة، و86 شخصًا قضوا تحت التعذيب
الجهات المسؤولة عن الانتهاكات
أوضح التقرير أن قوات نظام بشار الأسد كانت مسؤولة عن مقتل 356 مدنيًا، بينهم 92 طفلًا و40 سيدة. فيما قتلت القوات الروسية 29 مدنيًا، بينهم 9 أطفال وسيدتان. أما قوات سوريا الديمقراطية فكانت مسؤولة عن مقتل 166 مدنيًا، بينهم 23 طفلًا و6 سيدات. كما قتلت فصائل المعارضة المسلحة/الجيش الوطني 25 مدنيًا، بينهم 4 أطفال و3 سيدات. وسجّل التقرير مقتل 21 مدنيًا، بينهم طفلان وسيدتان، على يد هيئة تحرير الشام، و4 مدنيين، بينهم طفل، على يد تنظيم داعش. كما تم توثيق مقتل طفل واحد على يد قوات التحالف الدولي، بينما قتل 662 مدنيًا على يد جهات أخرى.
توزع الضحايا
بيّن التقرير أن محافظة حلب كانت الأكثر تضررًا، حيث سجلت نسبة تقارب 27% من إجمالي عدد الضحايا، تلتها محافظة درعا بنسبة 18%، ثم إدلب بنسبة 13%، ومحافظة دير الزور بنسبة 11%. وسجلت غالبية الوفيات في هذه المحافظات على يد جهات أخرى.
ضحايا التعذيب
وثّق التقرير مقتل 86 شخصًا تحت التعذيب خلال العام، معظمهم على يد قوات نظام الأسد، التي كانت مسؤولة عن مقتل 52 مدنيًا، بينهم طفلان. كما قتلت هيئة تحرير الشام 17 شخصًا تحت التعذيب، وفصائل المعارضة المسلحة/الجيش الوطني 6 أشخاص، بينما قتلت قوات سوريا الديمقراطية 10 أشخاص، بينهم طفلان وسيدة. وسجل التقرير حالة واحدة على يد جهات أخرى.
استهداف الكوادر الطبية والإعلامية
تناول التقرير أيضًا استهداف الكوادر الطبية والإعلامية. حيث قُتل 15 شخصًا من الكوادر الطبية، بينهم 9 على يد جهات أخرى، و6 على يد قوات النظام. وفي كانون الأول/ديسمبر وحده، قُتل 6 من الكوادر الإعلامية، بينهم 5 على يد قوات النظام، وشخص واحد على يد قوات سوريا الديمقراطية. كما تم توثيق مقتل 3 من عناصر الدفاع المدني خلال الشهر ذاته.
المجازر
سجل التقرير وقوع 33 مجزرة خلال عام 2024، منها 14 مجزرة على يد قوات النظام، واثنتان على يد القوات الروسية، واثنتان على يد قوات سوريا الديمقراطية، و15 على يد جهات أخرى. وأكد التقرير أن هذه المجازر كانت جزءًا من نمط واسع للقتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
الخلاصة والتوصيات
خلص التقرير إلى أن الهجمات استهدفت المدنيين والمنشآت المدنية بشكل متعمد، بما في ذلك استخدام الألغام الأرضية والهجمات العشوائية. وبيّن أن جميع أطراف النزاع تقاعست عن توفير الحماية للمدنيين وانتهكت مبادئ القانون الدولي الإنساني.
ودعا التقرير إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الانتهاكات الجسيمة، بما في ذلك التعاون مع الآليات الدولية، وحماية الأدلة، وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة. كما شدد على أهمية حماية المدنيين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا، وتعزيز جهود المصالحة الوطنية.