أشارت دراسة إلى أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي تتجاوز الأرقام الرسمية المعلنة من قبل وزارة الصحة في غزة، نتيجة انهيار البنية التحتية الصحية في القطاع.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت أمس الخميس في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، فإن عدد الشهداء أكبر بنسبة 41% من الأرقام التي تعلنها الوزارة، وذلك خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى نهاية حزيران/يونيو 2024.
وخضعت الدراسة لمراجعة علمية من قبل باحثين في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، وجامعة ييل، ومؤسسات أخرى. وباستخدام منهجية إحصائية تُعرف بـ"تحليل الالتقاط وإعادة الالتقاط"، والتي سبق استخدامها لتقدير عدد القتلى في نزاعات أخرى حول العالم، حاول الباحثون تقييم عدد الوفيات الناتجة عن الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من العدوان.
#الأونروا: تحولت المستشفيات في #غزة إلى "مصائد للموت" بسبب القصف والاستهداف الإسرائيلي المستمر. pic.twitter.com/YKEqJvAHce
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 8, 2025
قدرت الدراسة أن عدد الوفيات بسبب الإصابات الخطيرة القاتلة بلغ 64,260 شخصًا خلال تلك الفترة. وأوضحت أن 59.1% من الضحايا كانوا نساءً وأطفالًا وأشخاصًا تجاوزت أعمارهم الـ65 عامًا. ومع ذلك، لم تقدم الدراسة تقديرًا لعدد المقاتلين الفلسطينيين بينهم.
وأشارت الدراسة إلى أن قدرة وزارة الصحة الفلسطينية على الحفاظ على سجلات إلكترونية للوفيات، والتي كانت موثوقة في السابق، قد تدهورت بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي شملت غارات على المستشفيات والمنشآت الصحية الأخرى، بالإضافة إلى تعطيل الاتصالات الرقمية.
وتدعي إسرائيل أنها تبذل جهودًا كبيرة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، لكنها تتهم حماس باستخدام المستشفيات كغطاء لعملياتها، وهو ما تنفيه الحركة.
منهجية الدراسة في النزاعات الأخرى: تشير تقارير غير رسمية إلى أن عددًا كبيرًا من القتلى ما زالوا مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة، وبالتالي لم يتم تضمينهم في بعض الإحصاءات.
تقارير أفادت بسقوط عدد من الشهداء نتيجة القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
اقرأ أكثر: https://t.co/qFjlhyA4Ap pic.twitter.com/tD00U2SEWL— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 8, 2025
ولتغطية هذه الفجوات، استخدمت الدراسة، المنشورة في "ذا لانسيت"، طريقة سبق استخدامها لتقييم الوفيات في مناطق نزاع أخرى مثل كوسوفو والسودان. واستندت هذه المنهجية إلى مقارنة بيانات من مصدرين مستقلين على الأقل، حيث يقلّ التداخل بين القوائم كلما زادت احتمالية وجود وفيات لم تُسجَّل، مما يساعد في تقدير العدد الإجمالي للوفيات.
حالة غزة
في حالة غزة، قارن الباحثون بين عدد القتلى الرسمي الذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، والذي كان يعتمد في بداية الحرب على الجثث التي وصلت إلى المستشفيات فقط، لكنه شمل لاحقًا طرقًا أخرى.
وتشمل هذه الطرق تدقيقًا عبر الإنترنت من خلال استطلاع رأي وزعته وزارة الصحة على الفلسطينيين داخل غزة وخارجها، يطلب منهم تقديم بيانات تشمل أرقام الهوية الفلسطينية، والأسماء، وأعمار المتوفين، والجنس، ومكان الوفاة، ومصدر الإعلان، بالإضافة إلى نعي الأشخاص المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
عام الحرب.. مأساة مستمرة في قطاع #غزة، تنتقل إلى عام جديد.. ماذا قال أهالي غزة عن عام 2024؟@palestineultra pic.twitter.com/vdVlYCjNTC
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 31, 2024
وقالت عالمة الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي والمعدّة الرئيسية للدراسة زينة جمال الدين، لوكالة "رويترز" للأنباء، إن "البحث يكشف عن حقيقة صارخة: النطاق الحقيقي للوفيات الناتجة عن الإصابات في غزة أعلى مما تم الإبلاغ عنه".
إحصائيات إضافية
ووفقًا لآخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، فإن ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوزوا 46 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى اليوم.