24-مايو-2022
باريس سان جيرمان

"Getty"

أُسدل الستار على منافسات الدوري الفرنسي، والتي أكدت تتويج باريس سان جيرمان بلقبه العاشر، فيما ضمن أولمبيك مارسيليا عودته من جديد للمسابقة الأوربية الأم، كما أكدت الجولة الأخيرة نزول بوردو وميتز للدرجة الثانية، في حين سيلعب سانت اتيان فرصته الأخيرة للبقاء بدوري الأضواء عندما يخوض اللقاء الحاسم أمام أوكسير.

باريس بطلًا للمرة العاشرة

احتفل باريس سان جيرمان بطريقة مثالية بلقب العاشر له، الذي سبق وأن حسمه رسمياً منذ أربع جوالات، فريق العاصمة اكتسح ضيفه ميتز بخماسية نظيفة على أرضية البارك دي برانس في ختام مواجهات الدوري، ليؤكد بذلك استحقاقه بالتتويج هذا العام من جهة، وهيمنته على الدوري بشكل عام بالعقد الأخير من جهة أخرى، وذلك بتتويج الثامن له في آخر عشر سنوات، زملاء مبابي سيطروا على الدوري هذا العام من بابه لمحرابه، وجسدوا الفوارق المالية والفنية مع منافسيهم على أرضية الميدان منذ الصافرة الأولى لانطلاقة الدوري لآخر جولة به.

باريس سان جيرمان

 على الرغم من أن الأجواء بمحيط النادي لم تكن مثالية، سيما بعد الخروج المرير من دوري الأبطال، الذي خلّف احتقانًا وغضبًا على مكونات النادي، وفي مقدمتها نجومه الذين لم يقدموا الكثير على غرار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي عولت عليه الجماهير العاصمة كثيراً عند استقدامه، لكن أولى مواسم البرغوث بالعاصمة الفرنسية لم يكن بالتألق المتوقع، إذ غاب اللاعب أكثر من 14 مباراة لدواع مختلفة وهو رقم غير معهود في مسيرة الأرجنتيني، كما اكتفى بتسجيل 11 هدفًا فقط بجميع المسابقات، في أضعف أرقام مسيرته، الوضع مشابه لكل من راموس ودوناروما، عموماً لم يكن موسم باريس مثالياً على المستويين الفردي والجماعي، لذلك يبدو أن إدارة الفريق قد بدأت بالإعداد للموسم المقبل من الآن. 

باريس سان جيرمان

مبابي مستمر مع النادي لغاية صيف 2025، دي ماريا يودع البارك دي برانس، المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو يقال من إدارة النادي، وكأن الإدارة الباريسية أرادت أن تستغل ليلة رفع الدرع العاشر بأن تغلق صفحة وتفتح صفحة جديدة تبعث من خلالها برسائل مصالحة للجماهير، وتؤكد على أن أركان المشروع مازالت تنمو، وأن الفريق مقبل على حقبة من القرارات الجريئة من أجل رسم مستقبل جديد يكون في مستوى تطلعات الجماهير.

مارسيليا يعود لدوري الأبطال

بقي رهان المراكز الأوربية مشتعلاً حتى الرمق الأخير من مواجهات الليغ آن لهذا العام، حيث اشتدت المنافسة بشكل خماسي لحدود الجولة الأخيرة، بين كل من مارسيليا وموناكو ورين ونيس وستراسبورغ. أولمبيك مارسيليا على الرغم من تثبيت اسمه في الخانة الثانية من جدول الترتيب منذ الصافرة الأولى لانطلاق الموسم، إلا أن قبضته ظلت غير محكمة بشكلٍ جيد، ما جعل حد النقاط بينه وبين موناكو ورين ذو طابع زجاجي، لا يتحمل الصدمات، ولا يقاوم هزات الطريق، مثل الثنايا الوعرة التي قادته بالجولة قبل الأخيرة لقلعة روت دي لوريان بمدينة السواد، والتي عاد منها بخسارة أفقدته المركز الثاني لصالح موناكو بفارق الأهداف للمرة الأولى في الموسم.

مارسيليا

خسارة مارسيليا رفعت رصيد رين لـ65 نقطة، خلفهم بثلاث نقاط وله أسبقية الأهداف عليهما، لذلك سينتظر تعثر أحدهما للانقضاض على مركزه المؤهل لدوري الأبطال، ما جعل اليوم الأخير بالدوري بمثابة موعد الحسم، خاصة وأن نيس وستراسبورغ ب63 يتربصان بسقوط رين لافتكاك مركز مؤهل للدوري الأوروبي.

مارسيليا

لكن في الأخير مارسيليا لم يفرّط بفرصته في الانتصار على ضيفه ستراسبورغ بالفيلدروم، حينما اكتسحه بأربع أهداف مقابل لا شيء، مستغلاً تعثّر موناكو بالتعادل على أرضية لانس، تعادل حدث بالثواني الأخيرة، هديّة قدّمها له لانس ولن ينسها عشّاق النادي الأزرق السماوي.

مارسيليا

عموماً مارسيليا نال المرتبة الثانية المؤهلة بشكل مباشر لمجموعات دوري أبطال أوروبا باستحقاق، بالنظر لاستقرار الفني الذي شهده الفريق مع المدير الفني الأرجنتيني خورخي سامباولي، المعروف بقوته ببث الإنضباط داخل المجموعة، بالإضافة لإمكانياته الجيدة على مستوى حسن إدارة وتوظيف الموارد البشرية.

مارسيليا

 كما استفاد فريق الجنوب من عديد التعزيزات التي قدمت الإضافة للفريق، على غرار المدافع الشاب المعار من أرسنال ويليام ساليبا وزميله السابق في أرسنال غاندوزي متوسط الميدان، الذي أضاف الكثير من الجودة الفنية لخط المنتصف والمغربي أمين حارث، بالإضافة للانفجار الذي حصل في مستوى المهاجم السنغالي بامبا دايانغ، سيما بالنصف الأول من الموسم، علاوة على عودة القائد المخضرم ديمتري باييه لسالف تألقه، وهنا يُعتبر موسم مارسيليا ناجح إلى حد ما، ولولا الخروج غير المتوقع من نصف نهائي دوري المؤتمر الأوربي على يد فينيورد الهولندي لكان الموسم مثالياً.

موناكو

 أما موناكو فقد حافظ على المركز الثالث للموسم الثاني توالياً، وضمن بذلك خوض الأدوار التمهيدية للمسابقة القارية الأم، مستفيداً من التألق الكبير لمهاجمه وسام بن يدر ثاني هدافي الدوري. من جهة أخرى قاتل رين للرمق الأخير من أجل مكان بدوري الأبطال، لكن في الأخير حالت جاهزية منافسيه المباشرين مارسيليا وموناكو دون ذلك، ليحقق الفريق المركز الرابع الوحيد المؤهل للدوري الأوروبي. أما نيس فقد فاز على رانس بالجولة الأخيرة، علّه يظفر بالمركز الرابع، لكن تعادل رين حرمه من ذلك، ليكمل ضلع الأندية الفرنسية المشاركة قارياً بتواجده بدوري المؤتمرات.

بوردو ينزل للدرجة الثانية.. وسانت اتيان يخوض اللقاء الفاصل

يعد هذا الموسم الأكثر حزناً لأحفاد ألان جيريس بمدينة بوردو، فريق التشابان ديلماس صاحب الستة بطولات بالدوري الفرنسي، وأحد أعرق فرق الليغ 1، عاش هذا العام واحدًا من أسوأ مواسمه بالثلاثين سنة الأخيرة، حيث تجرع كأس النزول لدوري الدرجة الثانية بعد قرابة الثلاثين عاماً بدوري النخبة، الفريق الكحلي عاش تخبطًا كبيرًا وضائقة مالية هائلة منذ الصائفة الماضية، ما أسفر عن بداية كارثية للموسم الجديد منذ خط الانطلاق الأول، قادته للمركز القبل الأخير مع نهاية مرحلة الذهاب.

بوردو

وعلى الرغم من إقالة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، وتعزيز الفريق بعديد العناصر الجديدة بسوق الانتقالات الشتوية، على غرار المدافع البوسني أنيل أحمدودجيتش ولاعب الوسط جوزوا غيلافوغي، إلا أن المنحى السلبي للفريق تواصل في التفاقم في النصف الثاني للموسم، ومع بلوغ الجولات الأخيرة تأكد النزول الرسمي للفريق للدرجة الثانية.

سانت اتيان

 الفريق العريق الأخر الذي نجا في الرمق  الأخير من مقصلة الهبوط ولو بشكل مؤقّت، هو سانت اتيان أكثر فرق الدوري تتويجًا باللقب، الفريق الأخضر الذي خطت رحلته هذا الموسم بالدوري عديد الأزمات، ظل يكابد الزمن لأخر جولة، وينتظر فوز باريس سان جيرمان على شريكه في الترتيب قبل الأخير ميتز، لمنع من النزول المباشر بفضل نقطة التعادل التي حققها من أرضية نانت، ليخوض بذلك مباراة فاصلة مع ثالث ترتيب الدرجة الثانية نادي أوكسير، في فرصة أخيرة للبقاء بدوري الأضواء.

مبابي الأفضل

لعب النجم الفرنسي الشاب دورًا كبيرًا  في سيطرة فريقه باريس سان جيرمان على الدوري، حيث حسم لقب هداف الدوري بتسجيله 28 هدفًا بمرمى خصومه، وتوج أيضاً كأفضل صانع للأهداف، بمساهمته في صناعة 19 هدفاً، فيما حل مهاجم موناكو وسام بن يدر كثاني هدافي الدوري برصيد 25 هدفًا، أما المرتبة الثالثة فجاءت مناصفة بين مارتن تايير مهاجم فريق رين وموسى ديمبلي مهاجم ليون برصيد 21 هدفًا.  

مبابي