30-يوليو-2017

من اجتماع وزراء خارجية دول الحصار في المنامة (الأناضول)

كانت المطالب المقدّمة لقطر نظير فكّ الحصار المفروض عليها من الدول الأربعة 13 مطلبًا "ليست محل تفاوض"، ويصبح العرض لاغيًا بعد عشرة أيام، تدرَّجت حتى وصلت إلى ستة، وفي اجتماع وزراء خارجية دول الحصار الأربع بالمنامة، وقف مندوبو مصر والسعودية والإمارات والبحرين مرتبكين بعد أن فرغت سلتهم مما يمكن إضافته ليكون معقولًا آمام العالم الذي انتقد مطالبهم بشدة منذ صدورها.

الحصاد المُر للدول الأربعة كان التراجع، الذي بدا في إعلان وزير خارجية البحرين أن موقف الدول الأربع موحّد وثابت

في الفترة ما بين الجرأة على الدوحة، وانعدام الحيلة أمامها، منذ الخامس من حزيران/يونيو وحتى الثلاثين من تموز/يوليو، جرت مياه كثيرة.. لكن الحصاد المُر للدول الأربعة كان التخبط وعدم تقديم أي جديد، الذي بدا في إعلان وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن موقف الدول الأربع موحّد وثابت.

اقرأ/ي أيضًا: محاولة للبحث عن العلمانية في قاموس فيلسوف الرشاوي "العتيبة"

ورغم إن الأربعة أعلنوا، في وقت سابق، إن المطالب الـ13 ليست سارية لما بعد العشرة أيام، فقد تجدَّدت المطالب اليوم في المنامة.. ولكن بـ"تسهيلات" تصل إلى حد الموافقة على التراجع مقابل الحصول على رد قطري فقط، وهو ما بدا في اتفاق وزراء الخارجية الأربعة على استمرار التشاور، مبدين استعدادهم لـ"الحوار مع الدوحة إذا أعربت عن رغبتها الصادقة في ذلك"، وفق نصّ البيان الختامي.

وأضاف وزير خارجية المنامة في إشارة إلى الحصار المفروض على الدوحة: "نحرص على إنهاء الأزمة القطرية في أسرع وقت ممكن"، بعدما اعتبر الرد القطري "مخيبًا لآمال الدول المجتمعة"، فهي لم تتقبل ما تعرضت له من إجرادات مدبرة كما كان مرتبًا من جانب الأربع دول "المتآمرة".

لم تقدم الدول الأربعة على لسان وزراء خارجيتها أكثر من التلميح إلى أن "هناك خطوات يمكن اتخاذها ضد قطر"، وهو التهديد "المزمن" الذي تلوّح به دول الحصار طوال الوقت، دون خطوة حقيقية تذكر، فعلى ما يبدو أن الدول الأربعة تريد أن تخرج بأقل خسائر ممكنة قبل أن تفقد ماء وجهها، فالارتباك مردّه الحيرة ما بين التوجيهات الأمريكية والرغبة العارمة في التصعيد بدفع من أبو ظبي.

وفي محاولة لمعالجة ما جرى في الاجتماع صحفيًا، خرجت صحف القاهرة بتغطية صحفية للاجتماع الذي جرى بالمنامة تفيد بتهديد من الدول الأربع تجاه قطر بفرض عقوبات اقتصادية جديدة "إذا لم ترضخ للحوار". وتوقعت "الحياة" اللندنية، المموَّلة سعوديًا، إن "العقوبات التي سيفرضها وزراء خارجية البلدان الأربعة تدريجيًا ستؤثر على الاقتصاد القطري"، نقلًا عن مصادر لم تسمها في الخليج، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى أو تحدد موعدًا لتنفيذ تلك الإجراءات، علمًا أن الاقتصاد في قطر لم يتأثر أو يرتبك كما كانت تأمل دول الحصار. 

كل ما تحاوله دول الحصار ضد قطر هو الخروج بماء الوجه، أو ما تبقى منه بعد فشلها أمام ثبات الموقف القطري

وتوقّعت صحيفة "عاجل" السعودية، في محاولة لحفظ ماء وجه دول الحصار عبر تغطيتها التي بدت منحازة لها بشكل واضح، أن يقر اجتماع اليوم 3 عقوبات جديدة ضد الدوحة وهي: شطب عضويتها من مجلس التعاون الخليجي، وسحب الودائع العربية من بنوك الدوحة، ومناقشة الضغط على الشركات العالمية لقطع علاقتها مع قطر. لكن لم يتم إعلان أي من تلك الإجراءات رسميًا حتى الآن، وعلى ما يبدو، فهي لن تعلن، ولن يتمّ العمل عليها، لأنه، وفقًا لعدة إجراءات مؤخرًا، تتجه الدول الأربع حيال "الصمود القطري" للتراجع في لهجتها.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يلجأ قادة العالم إلى الكذب؟

وأبرز الإجراءات، التي أقدمت عليها السعودية والإمارات في طريق الحل، إعادة بث قنوات "بي أن سبورتس"، الفرع الرياضي لقناة الجزيرة، في الدولتين بعد حظرها، رغم أنه من ضمن المطالب غلق قنوات "الجزيرة"، وذلك في ظل الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الكويت وتركيا، وتشارك فيها الولايات المتحدة، لإنهاء الخلاف، وإعادة المياه إلى مجاريها بين دول الخليج.

وتكتفي دول الحصار، حتى الآن، ببيانات صحفية وقوائم تدّعي كونها إرهابية دون إسناد أو دليل، وتتضمّن عناصر، شخصيات ومؤسسات على صلة بقطر، حددتها قبل أسابيع، بلغت 12 كيانًا و59 فردًا، دون إجراء يذكر حتى الآن.

امتدّت السخرية من اجتماع المنامة إلى تويتر، فلم يرحمْ الدول الأربعة المجتمع ووزراء خارجيتها، فألمحت عدّة حسابات إلى تراجعها من الإصرار على 13 مطلبًا إلى المطالبة بـ6 مبادئ تحكم العلاقة، إلى لا شيء الآن.

وقالت تغريدة، إن وزراء الخارجية الأربعة "يشبهون موظفي المطار" لدى وقوفهم لإعلان نتائج اجتماع المنامة، وعزت تغريدة التخبط الذي بدا على وجوههم، وفي بيانهم الختامي، إلى أن "العم سام كعادته له تأثير واضح، فهم يتخبطون بين رغبتهم ورغبته"، فكالعادة تملي أمريكا رغبتها على الإمارات والسعودية وحلفائهما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل انحاز الإعلام العالمي لقطر؟

مغردون حول خطاب أمير قطر: خطاب النصر!