08-نوفمبر-2015

حسام بهجت (جيتي)

حالة من الغضب انتابت الوسط الصحفي المصري بعد مثول الصحفي المصري حسام بهجت أمام المخابرات العسكرية صباح الأحد بعد أن أرسلت له استدعاء يوم الخميس الماضي.

توجه حسام إلى مقر المخابرات الواقع في ميدان رابعة العدوية في التاسعة صباحا، تجمع زملاء وزميلات أمام المقر في انتظار خروجه، ولكن مع حلول المساء أكد بهجت في اتصال هاتفي مع موقع مدى مصر الذي يعمل به، أنه في مقر النيابة العسكرية بتهم يتوقع أنها تتعلق بـ "إشاعة أخبار كاذبة تهدد الأمن والصالح العام" وطلب من محاميه التوجه إلى المقر حيث سيمثل للتحقيق.

في الوقت الذي ترددت فيه أنباء غير مؤكدة عن قرب إطلاق سراح حسام بهجت، اختفى حسابه من على فيسبوك

بعد أن ترددت أنباء غير مؤكدة عن قرب إطلاق سراح بهجت على لسان نشطاء، اختفى حسابه من على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في التوقيت ذاته.

انتهى التحقيق مع حسام، ومن المنتظر أن يصدر قرار النيابة صباح الاثنين مع استمرار احتجازه. بعد أن وجهت له التهمة التي توقعها بشكل رسمي، وهو ما نفاه مؤكدا أنه اعتمد على الأوراق الرسمية للقضية التى قام بالنشر عنها.

التحقيق مع بهجت جرى بسبب هذا التحقيق الاستقصائي الذي نشره بعنوان" تفاصيل المحاكمة العسكرية لضباط بالجيش بتهمة التخطيط للانقلاب". ففي يوم 16 من اغسطس نشر موقع  بي بي سي خبرا مقتضبا عن الحكم على 26 ضابطا بتهمة محاولة انقلاب داخل الجيش، وهو ما دفعه للتقصي حول الأمر.

يؤكد المحامي محمد الباقر أن التحقيق تم إجرائه بعد انتهاء القضية والحكم فيها بشكل معلن، وهو ما يعني أن حسام لم يرتكب مخالفة قانونية، وبالتالي لا يوجد سوى تقرير مخابرات يتحدث عن تقرير صحفي عن أمر يخص المؤسسة العسكرية، وهذا التقرير لا يتضمن مخالفة قانونية.

عمل حسام بهجت في الصحافة الاستقصائية منذ 2013 وهو ما يميزه بين أقرانه، فتحقيقاته من النوع الذي يتطلب بحثا عميقا 

هذا التحقيق ليس الأول الذي يتعرض فيه حسام للمحاكمات العسكرية، حيث نشر تحقيقا آخر بعنوان "المحاكمة شبه السرية لخلية أنصار بيت المقدس" الذي تناول فيه قضية "خلية عرب شركس" التي حكم عليها بالإعدام ونفذ فيها الحكم في وقت لاحق.

أيضا نشر تحقيقا بعنوان "من فك أسر الجهاديين" الذي عرض فيه قرارات الإفراج عن الجهاديين التي صدرت في فترة حكم المجلس العسكري الذي تولى مسؤلي البلاد بعد خلع مبارك.

وانطلقت في مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن من الصحفيين والنشطاء مع حسام بهجت، عبر هاشتاج ‫#‏متضامن_مع_حسام_بهجت‬

 


عمل حسام في الصحافة الاستقصائية منذ 2013 وهو ما يميزه بين أقرانه، فتحقيقاته من النوع الذي يتطلب بحثا عميقا في الأوراق الرسمية ومقابلات كثيرة كان يستغرق إجراؤها شهورا.

ليست الصحافة وحدها هي المجال الذي عمل به بهجت وهو خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بل عمل منذ 2002 في المجال الحقوقي، وأسس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أبرز المبادرات العاملة في المجال حاليا، لكنه ترك إدارتها في 2013 ليتفرغ للعمل الصحفي. وهي خطوة اعتبرها زملاؤه جريئة لأنها تؤكد على أهمية العمل المؤسسي في مواجهة الشخصنة، إذ من النادر أن يستقيل شخص من مكان قام بتأسيسه ويترك إدارته لآخرين.


وفي سياق متصل، نشرت عدة صحف صور إلقاء القبض على صلاح دياب مؤسس صحيفة المصري اليوم من فيلته بتهم تتعلق بالفساد لم يتم التحقيق فيها من 2011، لكن مباحث الأموال العامة نفت أن تكون قبضت عليه، وقامت المواقع التى نشرت الخبر بمحوه، فيما لا يعرف مكان الرجل حتى الآن. يفسر المتابعون الأمر على أنه محاولة لتحجيم الصحافة بالضغط على ملاك الصحف، خاصة أنه يتم بالتزامن مع التحقيق مع حسام بهجت. أما إدارة ماسبيرو فأوقفت المذيعة عزة الحناوي العاملة بالقناة الثالثة عن العمل بعد انتقادها أداء السيسي في حلقة عرضتها الأسبوع الماضي.

اقرأ/ي أيضا:

طلبة مصر أمام القضاء!