23-مارس-2021

جانب من الحريق (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أفاد عدد من المسؤولين وشهود العيان بأن حريقًا ضخمًا اندلع في مخيم للاجئين الروهينغا في جنوب بنغلاديش ودمر مئات المساكن وترك الآلاف من اللاجئين بلا مأوى، وتحديدًا في مخيم بالوخالي في كوكس بازار، بحسب تقرير للأسوشيتد برس. وأفاد المفوض الإضافي لمفوضية اللاجئين والإغاثة التابعة للحكومة، محمد شمسود دوزا، بأن "الحريق اندلع في وقت متأخر من بعد ظهر الإثنين وانتشر بسرعة"، وأضاف "هناك 4 وحدات من رجال الأطفال عملت على مكافحة الحريق ومحاولة السيطرة عليه بسبب انتشاره السريع".

شرد حريق ضخم في مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش ما لا يقل عن 50 ألف لاجئ، ولم تصدر إفادة رسمية بالخسائر وعدد الضحايا بعد 

وأفاد لاجئون روهينغا من سكان المخيم، إن النار أتت على منازل كثيرة وإن عددًا من السكان لقوا حتفهم. لكن لم يصدر تأكيد بعدد الوفيات عن السلطات ولا عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وكذلك لم يتم التوصل إلى تحديد سبب الحريق بعد. وأظهرت عدة مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سحب الدخان المتصاعدة من المخيم بينما يحاول عمال ورجال الإطفاء السيطرة على النيران وإخراج اللاجئين إلى أماكن آمنة. وفي كانون الثاني/يناير من هذا العام، دمر حريق آخر مئات المنازل الشبيهة بالأكواخ في المخيم، وترك الآلاف دون مأوى لكن دون أي ضحايا وقتها.

اقرأ/ي أيضًا: قضية الأطفال العالقين على الحدود الأمريكية المكسيكية تشغل إدارة جو بايدن

من جهتها، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، لويز دونوفان أن "خدمات الإطفاء وفرق الإنقاذ والمكافحة ومتطوعون موجودون في المكان عملوا على السيطرة على الحريق والحيلولة  دون امتداده"، وأضافت "شركاء لنا في الإغاثة الإنسانية حشدوا مئات المتطوعين من مخيمات مجاورة لدعم الجهود المبذولة، وكذلك مركبات إجلاء ومعدات". كما أشارت دونوفان إلى أن "النار امتدت إلى ملاجئ ومراكز صحية ومراكز توزيع ومنشآت أخرى". 

وقال اللاجئ زايفور حسين، الذي نجا من الحريق، لوكالة رويترز "أعتقد أن العشرات ربما قتلوا وأن السياج حول المخيمات جعل من الصعب الهروب"، وأضاف "عندما كنا في ميانمار واجهنا الكثير من المشاكل، لقد دمروا كل شيء حينها"، وتابع بالقول "الآن حدث ذلك مرة أخرى". 

في ذات السياق، أشارت مديرة خدمات الإغاثة الكاثوليكية في بنغلاديش، سنيجدها تشاكرابورتي، إلى أنها قلقة بشأن نقص المرافق الطبية في المنطقة. وقالت تشاكرابورتي "المرافق الطبية أساسية والحروق تتطلب علاجًا متطورًا، بالإضافة إلى أن أسرة المستشفيات محجوزة جزئيًا بالفعل من مرضى فيروس كورونا"، وأضافت "على الأرجح سيكون هناك قتلى لأن الحريق كبير جدًا".

وقال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في بنغلاديش، أونو فان مانين، بأن "خطر نشوب حريق في المخيمات المكتظة بالسكان مرتفع، ويعتبر حريق يوم الإثنين  الأكبر حتى الآن". ووصف مانين الحريق بالقول "إنها ضربة مدمرة أخرى للاجئين الروهينجا الذين يعيشون هنا، حيث أنه قبل يومين فقط فقدنا أحد مرافقنا الصحية في حريق آخر" حسب ما نقله تقرير لوكالة رويترز.

وفي تقرير للوكالة الفرنسية، جاء نقلًا عن مصادر رسمية أن ما لا يقل عن 50 ألف شخص فروا من منازلهم مع انتشار النيران. وقال مسؤولون إن الحريق بدأ على ما يبدو في واحد من المخيمات الـ34 التي أقيمت على مساحة 3.237 هكتار من الأرض، قبل أن يمتد إلى ثلاثة مخيمات أخرى. وأفاد المفتش في الشرطة غازي صلاح الدين أن النيران أخمدت بحلول منتصف الليل، وأنها تسببت بتشريد 50 ألف لاجئ. وقال اللاجئ من الروهينغا محمد ياسين الذي كان يقدم المساعدة لرجال الإطفاء إن الحريق استمر  أكثر من 10 ساعات وهو أسوأ ما شاهده منذ عام 2017.

وتجدر الإشارة إلى أن كوكس بازار هي منطقة متاخمة لميانمار جنوب شرقي بنغلاديش، وفرتها الأخيرة كمأوى للاجئين من مسلمي الروهينغا. ويعيش في المخيمات في بنغلاديش أكثر من مليون لاجئ من أقلية الروهينغا فر معظمهم من ميانمار عام 2017 على إثر حملة، وصفت بالتطهير العرقي، بقيادة الجيش الذي يتولى السلطة في ميانمار اليوم بعد انقلاب عسكري. ووصفت الأمم المتحدة حملة الجيش الميانماري إلى أنها ترقى إلى الإبادة الجماعية، وهو اتهام تنفيه ميانمار. واستضافت بنغلاديش اللاجئين في مخيمات مكتظة وتعمل على البدء في إعادتهم إلى ميانمار، إلا أن عدة محاولات فشلت في تأمين عودتهم بموجب اتفاق مشترك لأن الروهينغا رفضوا الذهاب خوفًا من المزيد من العنف في بلد يحرمهم من الحقوق الأساسية بما في ذلك الجنسية وحقوق المواطنة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"الحرب الكلامية" بين عون والحريري تنتقل إلى السوشيال ميديا

غضب في مصر بسبب سد النهضة واتهامات للسيسي ببيع مياه النيل