18-ديسمبر-2021

عانى الصحفيون الفلسطينيون من اعتداءات وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العام (Getty)

 ذكرت منظمة " مراسلون بلا حدود " أن عدد الصحفيين والإعلاميين المعتقلين حول العالم، وصل إلى 488 صحفيًا وصحفية في العام 2021، وهو أعلى رقم تسجّله المنظمة منذ أن بدأت عملية إحصاء الحالات ورصدها قبل 25 سنة.

شهد العام 2021 تراجعًا ملموسًا في عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم، حيث تم تسجيل 46 حالة وفاة، كأقل عدد وفيات يسجّل في سنة واحدة منذ بدء عمل "مراسلون بلا حدود"

في المقابل شهد العام 2021 تراجعًا ملموسًا في عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم، حيث تم تسجيل 46 حالة وفاة، كأقل عدد وفيات يسجّل في سنة واحدة منذ بدء عمل "مراسلون بلا حدود"، الأمر الذي عزته المنظمة إلى انخفاض منسوب التوتر في الشرق الأوسط  بشكل ملحوظ.

وأشارت وكالة فرنس 24 إلى أن الصين لا تزال تحتل المرتبة الأولى في عدد الصحفيين المعتقلين لديها بواقع 127 صحفيًا ومراسلًا وإعلاميًا، بفارق كبير عن ميانمار صاحبة المركز الثاني، التي تشهد توترات مستمرة على إثر الإنقلاب العسكري الذي شهدته قبل أشهر، فيما حلّت المملكة العربية السعودية في المركز الأول عربيًا، والخامس عالميًا، حيث تشير المنظمة إلى وجود 31 صحفيًا وراء القضبان فيها. 

خمسة صحفيين قتلوا في الهند خلال العام: أكثر من أي بلد آخر!

أشارت اللجنة الأمريكية لحماية الصحفيين، إلى أن خمسة صحفيين لقوا حتفهم في الهند في العام 2021، وهو رقم قياسي لم يسجّل في أي بلد آخر في العالم، وقد قُتل أربعة منهم بسبب عملهم الصحفي، فيما قضى خامس خلال تنفيذ مهمة خطيرة بحسب اللجنة.

وقد شهد العام 2021 العديد من المواقف والأحداث في ما يختص بحرية الصحافة. قبل أيام قضت محكمة استئناف في  المملكة المتحدة، بإمكانية تسليم الاسترالي جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتنقض بذلك حكمًا سابقًا كانت قد اتخذته.  يُذكر أن أسانج أسّس ويكيليكس في العام 2006، وخطف الموقع الأضواء ابتداءً من العام 2010، عندما باشر بفضح ممارسات جسيمة في إدارة الولايات المتحدة، ونشر مراسلات ومكالمات بين ساسة على أعلى مستوى، من بينها رسائل بريدية أدانت الحزب الديموقراطي في انحيازه لهيلاري كلينتون في انتخابات مرشح الحزب للرئاسة على حساب بيرني ساندرز. في العام 2019 اعتقلته السلطات البريطانية، من داخل السفارة الإكوادورية في لندن بتهم التجسس، وطالبتها الولايات المتحدة أكثر من مرة بتسليمها إياه.

الصحافة الفلسطينية تدفع ثمن الوحشية الإسرائيلية مرة أخرى

الصحفيون والمراسلون الفلسطينيون كانت لهم حصة كبيرة من الاضطهاد في العام 2021. فقد اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "إسرائيل" بفرض حظر السفر على عشرات الصحفيين الفلسطينيين بشكل عقابي، على خلفية عملهم الصحفي وتعبيرهم عن آرائهم بحسب المرصد، كما أشار التقرير  إلى أن ضباطًا في الجيش الإسرائيلي، وعدوا عددًا من الصحفيين بالسماح لهم بالسفر، في حال تخلوا عن عملهم الصحفي، أو توقّفوا عن العمل لصالح جهات إعلامية ومؤسسات صحفية محددة.

كذلك شهدت الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في شهر أيار\مايو الماضي، استشهاد الصحفي الفلسطيني يوسف أبو حسين، بعد استهداف طائرة حربية لمنزله في حي الشيخ رضوان قرب غزة، فيما أصيب الصحفي الفلسطيني الآخر محمد دحلان، الذي يعمل كمراسل لوكالة الأناضول التركية، نتيجةً لقنبلة أُلقيت على حي تل الهوا، إضافة إلى الاعتداء السافر على برج "الجلاء" في قطاع غزّة أثناء الحرب، والمعروف بأنه البرج الذي يعدّ مقرًا منذ سنوات طويلة لعديد وسائل الإعلام العالمية الكبرى، من بينها الأسوشيتد برس. 

أمريكا الجنوبية تسجّل من جديد أرقامًا سيئة في مجال حرية الصحافة

قالت لجنة حماية منشورات الصحفيين، إن خمس دول في أمريكا الجنوبية، سجلت انتهاكات فاضحة في مجال حرية الصحافة، وقد شهدت القارة تسجيل أربع حالات قتل صحفيين خلال العام 2021، من بينهم ثلاثة في المكسيك، من أصل 24 صحفيًا قتلوا حول العالم خلال هذه الفترة.

ويؤكد التقرير على أن منطقة أمريكا الجنوبية، تعدّ واحدة من أخطر أماكن العالم بالنسبة للصحفيين، ويظل العنف المميت شكلًا من أشكال الرقابة على عملهم، وينقل عن منظمة " مراسلون بلا حدود "، تأكيده مقتل 140 صحفيًا في المكسيك، البرازيل، كولومبيا وهايتي في العقد الأخير، وأن أشكال العنف آخذة في التزايد في هذه البلاد. في البرازيل مثلًا ارتفع منسوب العنف ضد الصحفيين بنسبة 105 %  بين عامي 2019 و2020!

واقع سيئ لحرية الصحافة في العراق ولبنان

اتهم المرصد العراقي للحريات الصحفية، قوات الأمن في إقليم كردستان باستخدام العنف أثناء تغطيتهم للمظاهرات التي شهدتها مدينة السليمانية شمالي العراق، وأدان المرصد الوحشية التي تعاملت بها قوات الأمن مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وطالب حكومة بغداد بمساءلة السلطات في الأقاليم عن هذه الإنتهاكات.

يُذكر أن عديد الصحفيين والناشطين العراقيين تعرّضوا للاغتيال في ظروف غامضة خلال الأشهر الأخيرة، على إثر مشاركتهم ودعمهم للتظاهرات المناهضة للحكومة، وبسبب مواقفهم السيادية التي لم ترضِ الدول الإقليمية التي تعمل على استغلال الفوضى في بلاد الرافدين، وفرض أمر واقع بالنار والحديد.

بالرغم من الأزمة الاقتصادية والمعيشية الحادة التي يعيشها لبنان، وفي ظل تعطل معظم المؤسسات وتردي الخدمات إلا أن المضايقات في حق الصحفيين لم تتوقف، وخاصةً أولئك الذي يخوضون في المواضيع الحساسة كانفجار مرفأ بيروت، ومن بينهم المصور جو بجاني الذي لقي حتفه في ظروف غامضة، فيما كان الحدث الأبرز في هذا المجال خلال العام 2021، هو اغتيال الصحفي، المدون والمؤرخ لقمان سليم، بعدما تم خطفه من أمام منزل صديق له في الجنوب، واقتياده مسافة طويلة بسيارة مجهولة ومن ثم قتله بطلقات نارية.  ملابسات الحادثة، كما معظم الحوادث المشابهة في لبنان، لم يتم كشفها، إلا أن أصدقاء سليم والمقربين منه، وجهوا أصابع الاتهام إلى حزب الله الذي اشتهر سليم بمواقفه العلنية المعارضة له.

نوبل للسلام في 2021 من نصيب الصحافة الحرة

في مؤشر واضح على الدور الكبير الذي  تلعبه الصحافة في السنوات الأخيرة، مُنحت جائزة نوبل للسلام للعام 2021 قبل شهر تقريبًا، مناصفةً بين الصحفية الفيليبينية ماريا ريسا، والصحفي الروسي ديميتري موراتوف، بسبب الدور  الكبير الذي لعباه، وكفاحهما الشجاع للدفاع عن حقوق الصحفيين في الفلبين وروسيا، بحسب ما أعلنت اللجنة التي قررت منحهما الجائزة، مشيرةً إلى أنهما يمثلان كل الصحفيين حول العالم المدافعين عن المثل العليا، في وقت تواجه فيه الديموقراطية وحرية الصحافة ظروفًا معاكسة بشكل متزايد.

خلال تسلمها الجائزة في الحفل الذي أُقيم في العاصمة النرويجية أوسلو، قالت ماريا ريسا خلال خطاب مؤثر ألقته أمام اللجنة، أنها تشعر بتهديد يومي بقضاء بقية حياتها في السجن فقط لأنها تعمل في الصحافة، وإنها لا تعرف ما يمكن أن يحصل لها عندما تذهب إلى منزله، لكن مهنة الصحافة تستحق المخاطرة.

وأشارت ريسا إلى أن التحدي اليوم يكمن في التخلص من خطابي العنف والكراهية، منتقدة منصات التواصل الأمريكية العملاقة، ومتهمةً إياها بنشر خطاب الكراهية وإثارة أسوأ ما في الناس، بهدف جني الأموال الطائلة.

من جهته، دافع ديميتري موراتوف عن حرية الصحافة في روسيا على امتداد العقود الثلاث الماضية، وهو يرأس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا التي قام بتأسيسها مع أصدقاء له منذ عام 1995، وهي تعدّ اليوم أكثر صحف روسيا استقلاليةً ودفاعًا عن الحريات. وقال موراتوف خلال تسلمه الجائزة، إنه يدافع عن أهمية الحفاظ على الحقوق المدنية والسياسية في سبيل التطور البشري، وإن الأمن والسلام الدوليين ونزع السلاح ، لا يمكن تصورهما بدون أن يكون هناك مجتمع مفتوح يؤمن بحرية الإعلام وحرية الضمير.

 نشرت منظمة " مراسلون بلا حدود " تقريرها السنوي حول مؤشرات حريات الصحافة في العالم للعام 2021، فاحتلت النرويج المركز الأول متقدمة على فنلندا والسويد، كأكثر الدول احترامًا لحرية الصحافة

تجدر الإشارة إلى أن منظمة " مراسلون بلا حدود " نشرت مؤخّرًا تقريرها السنوي حول مؤشرات حريات الصحافة في العالم للعام 2021، فاحتلت النرويج المركز الأول متقدمة على فنلندا والسويد، كأكثر الدول احترامًا لحرية الصحافة، فيما سجلّت الدول العربية أرقامًا سيئة وسلبية، فحلّ العراق في المركز الـ 163 عالميًا، والسعودية في المركز الـ 170، بينما احتلت سوريا وإيران المركزين 173 و174 تواليًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رقم قياسي جديد لعدد الصحفيين السجناء حول العالم ومصر في المرتبة الثالثة

التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2021.. التراجع مستمر