04-أبريل-2018

يتعرض جيرمي كوربن لحملة شرسة تحت دعاوي معاداته للسامية (أندي راين/ EPA)

فيسبوك الآن صار متهمًا بأنه يضع أرباحه أولوية على حملات معاداة السامية، كما وصفته صحيفة التايمز البريطانية التي اختارت هذا العنوان، متهمة فيسبوك بتساهله في مواجهة المحتوى المعادي للسامية.

يشن الصهاينة البريطانيون حملة ضد رئيس حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين بسبب تدوينات على فيسبوك يقولون إنها "معادية للسامية"

القضية القديمة الجديدة أعيد إثارتها بعد حملة يشنها الزعماء اليهود البريطانيون ضد جيرمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني، على خلفية اتهامه بـ"معاداة السامية"، بسبب تدوينات له على فيسبوك.

اقرأ/ي أيضًا: فيسبوك والسياسة القذرة.. خادم مطيع للأوامر الإسرائيلية والأمريكية

الكيل بمكيالين

تتبُّع محتوى معادِ للسامية وإزالته أمر يمكن التحكم به فقط عند الإبلاغ عنه، هذا ما تظل تقوله إدارة فيسبوك عن المحتوى المعادي للسامية، أو غيره من المحتوى المخالف وفقًا لسياسات فيسبوك، وسط دعوات بفرض عقوبات مالية على ما يُسمى "معاداة السامية" على مواقع التواصل الاجتماعي.

من المعروف أن فيسبوك شن أكثر من حملة إغلاق وحجب لحسابات فلسطينية، في تواطؤ واضح مع جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، فمع بداية هذا العام فقط حجب فيسبوك 60 حسابًا فلسطينيًا أو مؤيدًا للمقاومة الفلسطينية، بينما حظر العام الماضي 100 حساب وصفحة فلسطينية. 

التحريض ضد الفلسطينيين كانت من بين الخطط التي قادتها إيليت شكيد عضوة الكنيست ووزيرة العدل الإسرائيلية التي اجتمعت في كانون الثاني/يناير الماضي مع ممثلين من فيسبوك لشن حملات متعددة ضد كل محتوى مناهض لإسرائيل باعتبار أنه محتوى "تحريضي"، وحينها اعترف فيسبوك باستجابته لـ96% من طلبات حظر حسابات طلبت إسرائيل حظرها لأنها معارضة لسياساتها.

جيرمي كوربين يعيد هوس معاداة السامية إلى الواجهة

حرب مشتعلة في الداخل البريطاني هي التي أعادت كل هوس ما يسمى بـ"معاداة السامية" إلى الواجهة، متمثلة في اتهام السياسي اليساري وزعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين، بكتابة محتوى معادٍ للسامية على فيسبوك. القضية ليست وليدة اللحظة بل ربما تصل إلى ثلاث سنوات، يواجه فيها الحزب ورئيسه جيرمي كوربين اتهامات مستمرة بمعاداة السامية نتيجة إعلان مواقف رافضة ومنتقدة للسياسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

بداية هذا العام أغلق فيسبوك 60 حسابًا فلسطينيًا، والعام الماضي أغلق ما لا يقل عن 100 حساب فلسطيني 

وإذا عُرف السبب بطل العجب، فهذه الحرب كانت بسبب تاريخ جيرمي كوربين في الانضمام لحملة المقاطعة الدولية لإسرائيل "BDS"، الأمر الذي جعل اسمه يذكر بامتعاض لدى اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، وهو ما تذكره هآرتس الإسرائيلية أيضًا.

اقرأ/ي أيضًا: فيسبوك يدخل الحرب إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي

وفيما يبدو فإن المسألة تحولت إلى ثأر شخصي لدى الزعماء الصهاينة في بريطانيا إلى الحد وصف جيرمي كوربين بأنه "صورة متجسدة لثقافة معاداة السامية". ويُذكر أنه في شباط/فبراير 2016، ادعى أحد المتدربين في اللوبي الإسرائيلي، يدعى أليكس تشالمرز، أن جيرمي كوربين يتصف بالعنصرية ضد اليهود، فقامت قائمة الأحزاب الليبرالية في بريطانيا دون أي دليل على هذه الاتهامات. أما  تشالمرز نفسه، فقد عمل في "BICOM" وهي شركة كبرى في مجال الاتصالات وواحدة من أكبر المجموعات المؤيدة لإسرائيل في لندن.

وزار جيرمي كوربين غزة مرتين في كانون الثاني/يناير 2010 و في شباط/فبراير 2013، وقد وصف الأوضاع في غزة بأنها "سجن كبير للمعاناة". وفي أيلول/سبتمبر 2016، انتقد كوربين لرفضه دعوة من حزب العمل الإسرائيلي لزيارة نصب تذكاري للهولكوست في القدس المحتلة، متحف ياد فاشيم على أراض قرية عين كارم المهجرة، وأرسل بدلًا عنه مسؤولًا آخر في حزبه. 

الجدير بالذكر أن مجلس القيادة اليهودي ومجلس نواب اليهود البريطانيين، نظموا مظاهرة ضد جيرمي كوربين خارج البرلمان في لندن قبل عدة أيام، كنوع من التصعيد ضد كوربين. أما ما يوضح أن القضية ليست معاداة للسامية بقدر ما هي قضية دعم إسرائيل دعمًا لا محدودًا، فقد استخدم من حضر هذه المظاهرة تعبيراتٍ معادية للسامية ضد اليهود اليساريين الذي خرجوا في مظاهرة دعمًا للسيد جيرمي كوربين حسبما ورد في التقارير الصحفية!

وقد بدأ الهجوم على جيرمي كوربين في 2015، حين علق على لوحة مرسومة تضم مجموعة من المصرفيين اليهود يأكلون الطعام على ظهور الفقراء، بقوله إن اللوحة "تضم معاني سامية". 

وعلى الرغم من تأكيدات جيرمي كوربين، ومؤيديه في الحزب من أنه ضد أي فكر أو قول معادِ للسامية، إلا أن اليمين المتطرف داخل الحزب وخارجه بات غير مقتنع بأي تصريح يصدر عن جيرمي كوربين، ويرون أنه لا يبذل مجهودًا كافيًا من أجل ذلك. هذه الفرقعة الإعلامية التي أطلقتها لوسيانا بيرغر، إحدى عضوات البرلمان، التي وجدت على أحد المجموعات التي تدعم جيرمي كوربين تعليقات ضدها.

الحملة الممنهجة ضد جيرمي كوربين سياسية، بسبب مواقفه المناهضة للانتهاكات الإسرائيلية ودعمه الحقوق الفلسطينية

كل التصعيد حتى الآن يستهدف جيرمي كوربين، وربما يستهدف تاريخه في دعم حقوق الفلسطينين، وهو تكتيك معروف يستهدف الأشخاص وتاريخهم ويتم استخدامه لأغراض سياسية، والهدف من البداية للنهاية هو دعم إسرائيل بأي ثمن، والوفوق ضد من يناهض سياساتها بأي ثمن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في مقاطعة إسرائيل والانزعاج الصهيوشبّيحي!

المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل: انتصارات وتناقضات