18-سبتمبر-2019

المناضلة الوطنية اللبنانية سهى بشارة الملقبة بـ"زهرة الجنوب" (صحف لبنانية)

خلال مداخلة لها ضمن برنامج تلفزيوني، أطلقت الأسيرة اللبنانية المحررة سهى بشارة سلسلة من التصريحات انتقدت فيها تقصير الدولة في قضية العميل عامر فاخوري، والذي دخل إلى لبنان عن طريق مطار بيروت الدولي. 

تعرضت الأسيرة اللبنانية المحررة سهى بشارة لهجوم شرس من أنصار التيار الوطني بعد انتقادها لباسيل، ما استدعى حملة تضامن شعبية واسعة معها

ووجهت بشارة حديثًا مباشرًا إلى وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، قائلةً: "إذا كان باسيل يعتبر نفسه وطنيًا فليترجم أفعاله فيما يخص قضية العميل  فاخوري". 

اقرأ/ي أيضًا: سفاح معتقل الخيام في لبنان.. هل أصبحت الخيانة وجهة نظر؟!

وطالبته كذلك بإيلاء أهمية أكبر لقضية جورج عبدالله، عضو الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السابق، والذي اعتقلته فرنسا عام 1984 بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وأبقته أسيرًا منذ ذلك الوقت رغم تجاوزات قانونية وبروتوكولية ضخمة بحقها، من بينها انتهاء محكوميته.

وعلى إثر تصريحاتها، تعرضت المناضلة والأسيرة المحررة لهجوم شرس من أنصار التيار الوطني الحر، انعكس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما استدعى حملة تضامن واسعة مع بشارة.

أيقونة المقاومة الوطنية

بالنسبة لقطاع واسع من اللبنانيين، تمثل سهى بشارة أيقونة للمقاومة والنضال المستقل غير المرتهن لأجندات خارجية، والبعيد عن الاصطفافات المذهبية والطائفية.

برز اسم بشارة عام 1988، عندما نفذت بنجاح عملية لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، حيث نجحت في اختراق منزل أنطوان لحد، مؤسس "جيش لبنان الجنوبي" المشكّل أساسيًا من عملاء كانوا يحاربون لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

نجحت سهى بالحيلة في كسب ثقة لحد وعائلته، وباتت تتردد على بيته بصفتها مدربة رياضة، حتى الـ17 من تشرين الثاني/نوفمبر 1988، وأثناء تواجدها في منزله، أطلقت بشارة رصاصتين على لحد أصابت صدره ويده، لكنه نجا من الموت بأعجوبة، فيما اعتُقلت بشارة، وبقيت في سجن الخيام حتى تحريرها عام 2000.

قليلة هي إطلالات سهى بشارة الإعلامية خلال تلك السنوات. وفي عام 2003، كانت قد أصدرت كتابًا يروي تجربتها الذاتية باسم "مقاومة".

كتاب مقاومة لسهى بشارة

عُرفت سهى بشارة بمواقفها الوطنية والداعمة للشعوب. وكان من بين أبرز مواقفها، انتقادها المباشر لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وتحميله مسؤولية معاناة الشعب السوري. 

كما يُذكر لها موقفها الرافض منح الدولة اللبنانية ابنتيها من زوجها السويسري، الجنسية اللبنانية، حيث رأت بشارة أنه يجدر أن تحصل كل الأمهات اللبنانيات المتزوجات من أجانب على الحق في منح أبنائهن الجنسية، وأنها لا تريد أن يحصل أبناؤها على الجنسية لأنهم فقط أبناء سهى بشارة.

هجوم وتضامن

الهجوم الشرس التي تعرضت له بشارة طالها على المستويين الشخصي والعام، وكان صادمًا بالنسبة لقطاع واسع من اللبنانيين، إذ لم يتوانَ أنصار التيار الوطني الحر بقيادة باسيل من التقليل من شأن بشارة، ومن عمليتها التي استهدفت عميلًا لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وكان ممن هاجم بشارة، الكاتب اللبناني جوزيف أبو فاضل، المشهور بمواقفه العنصرية والطائفية، إذ قال في تدوينة على فيسبوك: "من أنت لترفعي عينك وصوتك وتحكي معنا بالوطنية؟ نحن عصب المقاومة والممانعة". وعاد أبو فاضل، أحد عتاة التنظير للاعروبة لبنان، في تغريدة أخرى منتقدًا اليسار اللبناني، واصفًا إياه بـ"النفايات التي تحتاج لإعادة فرز".

 

 

كما تعرض ناشط التيار الوطني، رامي نجم، بالهجوم على سهى بشارة، والسخرية منها والتقليل من شأن العملية التي قامت بها ضد لحد، ووصفها بـ"المتهورة".

ولم يقتصر الهجوم على بشارة من أنصار التيار الوطني الحر، إذ تلاقى مع هجوم من أصوات محسوبة على حزب الله، مثل الإعلامي بقناة المنار، حسن خليفة.

في المقابل، رد عدد كبير من النشطاء بالتضامن مع سهى بشارة ضد هجوم أنصار التيار الوطني وحتى بعض أنصار حزب الله عليها.

 


 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحالة الباسيلية.. باقية وتتمدد

للعنصرية أيضًا بيئتها الحاضنة في لبنان