08-فبراير-2018

الخلاف بين حركة أمل والجديد ليس بالجديد لكن الانتخابات النيابية قد تساهم في تصعيده

لم يكد اتصال رئيس الجمهورية اللبنانية الهاتفي برئيس مجلس النواب نبيه بري يسحب فتيل النزاع من الشارع، بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، على خلفية تسريب فيديو لجبران باسيل، رئيس التيار الوطني، يصف فيه رئيس المجلس بـ"البلطجي"، حتى أطّل تحسين خياط، رئيس مجلس إدارة تلفزيون الجديد، في الذكرى الخامسة والعشرين لإنطلاق التلفزيون، ليصرح "أسرة تلفزيون الجديد ثابتة على مواقفها.. لا البلطجية قدروا علينا ولا رئيس البلطجية قدر علينا"، في إشارة واضحة إلى نبيه بري ومن خلفه حركة أمل ومناصريها.

الخلاف بين حركة أمل والجديد ليس جديداً وقد مرّت العلاقة بين الطرفين بمحطات متوترة كثيرة واُعتمدت خلالها المقدمات الإخبارية النارية

 

الخلاف بين حركة أمل وتلفزيون الجديد ليس جديداً. مع العلم أن تلفزيون الجديد، ورغم كونه غير تابع لحزب سياسي محدد، لكنه قريب جداً من خط فريق الثامن من آذار الذي تعدّ حركة أمل مكوناً أساسياً فيه، وهو، أي الجديد، وإن امتاز ببعض الخصوصية في بعض المواقف، فإنه يعد جزءاً من منظومة فريق 8 آذار الإعلامية في النهاية.

وقد مرّت العلاقة بين الطرفين بمحطات متوترة كثيرة. ابتداءً من الإشكالية بين مراسل الجديد سابقًا رياض قبيسي ومدير الجمارك اللبناني المحسوب على حركة أمل، مروراً بمناوشات من هنا وهناك، لتنفجر مع توجيه تحسين الخياط دعوة لوزير التربية الليبي لزيارة لبنان قبل سنتين، الأمر الذي رفضه بري بشكل قاطع، حيث ترفض "أمل" أي نوع من التواصل والعلاقات مع ليبيا على خلفية اتهام الحركة لنظام معمر القذافي، باختطاف الإمام موسى صدر، مؤسس الحركة، خلال زيارته لليبيا في العام 1978.

اقرأ/ي أيضًا: معركة جزائية بين حركة أمل وقناة الجديد.. الفساد يضرب حلفاء الممانعة من جديد!

على أعتاب الانتخابات النيابية، يتساءل متابعون إن كان تصريح الخياط وردّ الـnbn يعكس حسابات ومصالح انتخابية إضافة للمشاكل السابقة بين بري والخياط

ونتج عن ذلك "حرب مقدمات إخبارية" نارية بين تلفزيوني الجديد والـNBN التابع لحركة أمل. والمقدمة في العادة مدتها من 3 إلى 5 دقائق تُستهل بها نشرة الأخبار وتمتاز بالنبرة العالية ويغلب عليها الطابع الإنشائي وتعبّر غالباً عن وجهة نظر المحطة ومن يقف خلفها. ونشرات الجديد اشتهرت على الدوام بالمقدمات النارية التي تحمل مواقف سياسية حادة تبلغ حد القسوة أحياناً. وهذه المقدمات عرف لبناني في الإعلام، غير مألوف في الإعلام الدولي.

الأعيرة الكلامية النارية التي استخدمت في المقدمات، انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي. إثارة الجديد لما تسميه "ملفات فساد حركة أمل" قوبلت في البداية بنشر وسم #دكانة_الجديد، الذي تداوله ناشطو الحركة بكثافة، في إشارة منهم الى اعتبارهم الجديد "دكانة تبيع وتشتري المواقف".

وتطوّر الوضع دراماتيكياً مع الوقت، فقد تناول الجديد في أحد برامجه الساخرة الإمام الصدر، في شباط/ فبراير 2017، بطريقة اعتبرها جمهور الحركة "غير مقبولة". استخدمت أمل نفوذها لدى موزعي الستلايت في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتمّ قطع إرسال المحطة عن الضاحية، لأكثر من عشرة أشهر. كما قام العشرات من أنصار أمل بمهاجمة مبنى الجديد لأيام متتالية وحوصر من بداخله، وترافق ذلك مع إطلاق حجارة ومفرقعات نارية احتجاجًا على ما اعتبروه إساءة للصدر.

اقرأ/ي أيضًا: صراع "أمل" - "الجديد".. تناقضات عصابة الممانعة

بالمحصلة، فإن الفيديو الأخير للخياط، جاء كحلقة ضمن مسلسل طويل بين الطرفين. قناة الـNBN ردّت في اليوم التالي عليه من خلال مقدمتها الإخبارية كالعادة: "إلى مطمر الجديد، حيث أطلّ حثالة الإعلام، الذي تفوح منه رائحة النتانة والقمامة. هو أخس الناس وأقذر البشر. إلى مزبلة التاريخ يا تحسين. فالبلطجي وأيّاً كان أشرف منك ومن محطتك".

وإذا كان فيديو جبران باسيل قد صُوّر بهاتف محمول، وقد تم تسريب محتوى ما قاله إلى الرأي العام، بغض النظر عما إذا كان متعمّداً أم لا، فإن الحرب الكلامية بين تحسين الخياط، الجديد، وحركة أمل وقناتها صارت في العلن، في انعكاس لتواصل الفضائح في فريق 8 آذار.

والمتابعون للمشهد اللبناني يضعون النزاعات بين برّي والخياط في إطار تضارب مصالحهما الاقتصادية والمالية والاختلاف في التوجهات والاستراتيجيات. فتوجه المحطة أقرب إلى خصوم بري من داخل فريق 8 آذار دائمًا، حيث دأبت المحطة على إعطائهم الهواء والمنبر باستمرار.

اليوم، وعلى أعتاب الانتخابات النيابية، هل يكون تصريح الخياط وردّ الـnbn  مجرد جولة جديدة  في الحرب الدائرة بين الطرفين؟ أم أنه يعكس حسابات ومصالح انتخابية أيضًا قد تكشف في القريب ؟ فلننتظر ونتابع!

 

اقرأ/ي أيضًا:

نشرات أخبار "الجديد" اللبنانية.. السقوط المدّوي؟

"حرب النجوم" على "الجديد"... العنف بصيغة الغناء