دعوات متصاعدة لتظاهرات داخل السعودية وخارجها يوم 22 آذار/مارس، دعا لها بعض النشطاء السعوديين بعدد من المطالب من بينها رفض الظلم والفساد وامتهان الكرامة الذي تمارسه السلطات السعودية.
ظهرت دعوات متصاعدة للخروج في تظاهرات يوم 22 آذار/مارس في السعودية، تنديدًا بسياسات ولي العهد محمد بن سلمان
وتحت (هاشتاغ) "#حراك_22مارس"، بدأت الدعوة من الناشط السعودي ماجد الأسمري، الذي طالب المواطنين السعوديين بالتحرك الحقيقي على الأرض لمناهضة النظام، والخروج في تظاهرات عقب صلاة الجمعة.
اقرأ/ي أيضًا: هل يتوسع "الشقاق" الحاصل بين ملك السعودية وولي عهده؟
ولم تكن هذه الدعوات إلى الخروج للتظاهر في السعودية هي الأولى منذ صعود محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، وسيطرته الفعلية على مقاليد الأمور في البلاد. ففي أيلول/سبتمبر 2017، ظهرت دعوات للخروج في تظاهرات ضد سياسات ابن سلمان، عقب حملة الاعتقالات التي طالت عددًا من الأمراء ورجال الأعمال، وعرف تلك الدعوات باسم "حراك 15 سبتمبر".
حراك 22 مارس
وعقب انطلاق أول دعوة لحراك 22 آذار/مارس الشهر الماضي، بدأ النشطاء بالتفاعل معها، قبل أن يزداد الزخم في الأيام الماضي، مع تدشين هاشتاغ "#حراك_22مارس"، وإنشاء حساب رسمي للحراك، لتغطية كافة الفعاليات المرتبطة به.
كما يعلن الحساب بعض التفاصيل حول الحراك، والأسباب الدافعة له، والتي لخصها في عدة نقاط من بينها استئثار قلة حاكمة بالسلطة، وانتشار الفساد وغياب كل أسباب العدل، سجن الشرفاء رجالًا ونساءً من الداعين إلى الإصلاح. فضلًا عن الدوافع الاقتصادية مثل زيادة نسبة البطالة، وتوريط البلاد وجيشها فيما أسماه الحساب "حربًا عبثية"، و"دعم الطغاة بالأموال".
وفي مقطع فيديو نشره الناشط ماجد الأسمري في 20 شباط/فبراير، كبداية لانطلاق الدعوة للحراك، قال: "لن يتغير الحال في بلاد الحرمين إلا بتحرك جماعي، يظهر فيه المؤمنون بالإصلاح والتغيير، ويجتمع به المظلومون والمقهورون والمناصرون للحق".
وأضاف: "بلادنا تغرق في المظالم وانتهاك كرامة البشر والدين، لذلك لا بد من حراك حقيقي على الأرض، نثبت فيه إصرارنا على إزالة المظالم وإيقاف الفساد".
كما نشر نشطاء تبنوا دعوة الحراك، دليلًا للمشاركين في الحراك، وضعوا فيه بعض الخطوط العريضة لتفادي القبضة الأمنية، من بينها ترك إعلان أسماء المساجد والمدن إلي مساء الخميس، كخطوة مفاجئة لقوات الأمن، وعدم استخدام شرائح الموبايل السعودية، واستخدام شبكات "الواي فاي" في المتاجر والمقاهي، أو أرقام هواتف عبر الإنترنت. كما شدد الدليل على أن يحرص المشاركون على عدم الاحتفاظ بأي مواد على هواتفهم المحمولة قد تهدد أمنهم.
ورغم عدم مشاركة الحسابات المعروفة بمعارضة النظام السعودي، في الدعوة للحراك بشكل كبير، إذ اكتفت بعضها بإعادة نشر الدعوات؛ إلا أن هناك تفاعلًا كبيرًا على وسم الحراك.
ونشر المدون علي القحص صورة لطفل يمني من ضحايا الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، معلقًا عليها: "هل هذا يرضيكم يا شعب الجزيرة، ما يقوم به النظام الجائر بأطفال اليمن؟".
وغرد آخر يسمى عيد، قائلًا: "الدعوة إلى الحراك كشفت حجم الظلم والاستبداد من قبل النظام، والكراهية له من جميع شرائح المجتمع، وحتى إذا لم يكن هناك حراك يوم الجمعة، فإن النظام عرف قيمته، ولن يطول كثيرًا وسط هذا الدعم من المجتمع".
وغردت سلوى الهاجري قائلةً: "ولي العهد ضمن أقوى الشخصيات في الظلم والبغي والطغيان والإفساد للدين والإنسان والمجتمع والعقيدة والمبادئ والأخلاق والقيم، وسلب حقوق وحريات أبناء الشعب الأحرار، ونهب أموال الشعب وتجويعهم".
أزمات نظام ابن سلمان
وليست الدعوات للحراك الاحتجاجي في الشارع هي فقط ما تقلق نظام محمد بن سلمان، الذي احترف صناعة الأزمات حوله.
وتأتي الدعوة الجديدة للتظاهر، في ظل اختفاء يعتبره البعض مريبًا لولي العهد محمد بن سلمان عن الظهور منذ 22 شباط/فبراير الماضي، عقب عودة والده الملك سلمان من زيارة لمصر لمدة يومين . ويُذكر أنه في خلال زيارة العاهل السعودي لمصر، أصدر ابن سلمان أوامر ملكية مذيلة بتوقيعه، ما اعتبره البعض محاولة للانقلاب على الملك.
ففي الآونة الأخيرة، زادت الشائعات حول اختفاء ابن سلمان منذ شباط/فبراير الماضي، تحديدًا بعد عودة والده من زيارة لمصر لمدة يومين حضر خلالها اجتماع القمة العربية الأوربية في شرم الشيخ. وبحسب بعض التسريبات التي لا يمكن التأكد من صحتها، فقد أصدر ولي العهد أوامر ملكية مذيلة بتوقيعه في يومي غياب العاهل السعودي عن البلاد ما اعتبره البعض محاولة للانقلاب على الملك سلمان، ما أثار غضب الأخير.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، نقلًا عن مصادر خاصة لم تذكرها، فقد وصل الخلاف بين الملك ونجله ولي العهد أن سحب سلمان بعض الصلاحيات من نجله، الأمر الذي واجهه ابن سلمان بالاحتجاب ورفض حضور الاجتماعات الوزارية.
زادت أخيرًا الشائعات حول اختفاء ابن سلمان عن الأضواء منذ شباط/فبراير الماضي، تحديدًا بعد عودة والده من زيارة لمصر
في المقابل يعتقد نشطاء سعوديون، أن ما سُرّب لمصادر الغارديان ليس إلا مناورة من الملك السعودي ونجله. لكن على كل حال، ما يمكن تأكيده أن سلطة ابن سلمان ليست في أفضل أوضاعها، خاصة منذ حادثة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
اقرأ/ي أيضًا:
مسؤولون أمريكيون: ابن سلمان أخفى والدته مدة عامين لأنها عارضت "طيشه"!