27-أبريل-2022

أنقاض منزل في أوكرانيا (Getty)

في الوقت الذي تتسارع فيه الوساطات الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، فإن المؤشرات الميدانية لا توحي بقرب وقف الحرب. فقد تزامنت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الإثنين إلى موسكو ودعوته لوقف إطلاق النار والمكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره التركي مع تأكيد مسؤولين أمريكيين أن روسيا بدأت استهداف خطوط إمداد الأسلحة الغربية في أوكرانيا، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه أيضًا المعارك في إقليم دونباس شرق البلاد وعدة جبهات أخرى.

في الوقت الذي تتسارع فيه الوساطات الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، فإن المؤشرات الميدانية لا توحي بقرب وقف الحرب

وفي التفاصيل أفاد موقع بوليتيكو نقلًا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية "أن روسيا بدأت مهاجمة منشآت السكك الحديدية وخطوط شحن الأسلحة وسط أوكرانيا وغربها مع بدء هجومها الجديد على دونباس قبل أسبوع". وذكر موقع بوليتيكو أن الهجمات الروسية، على خطوط الإمداد، "بدأت مع وصول أنظمة المدفعية الثقيلة والدبابات والعربات المدرعة بمليارات الدولارات لمساعدة أوكرانيا في دونباس". وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد زادت وتيرة نقل شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين، حيث أرسلت أسلحة ثقيلة ومساعدات أخرى بحرًا وجوًا، تقدر قيمتها بمليار دولار.

يشار إلى أن البيت الأبيض وافق على مد كييف بمدافع هاوتزر وطائرات مسيرة وذخائر"، كما تعهدت بريطانيا ودول أوروبية أخرى بتزويد القوات الأوكرانية بأسلحة ثقيلة تشمل المدافع والمدرعات وأنظمة الدفاع الجوية. وردّا على تلك الخطوة، بعثت موسكو مذكرة إلى الولايات المتحدة تطالبها فيها بوقف تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا، قبل أن يعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين في مقابلة تلفزيونية أن قوات بلاده "استهدفت مرارًا منشآت لتخزين الأسلحة الغربية غربي أوكرانيا، مضيفًا أن موسكو تعد هذه الأسلحة الغربية "أهدافًا مشروعة لأنشطة الجيش الروسي في سياق العملية الخاصة في أوكرانيا".

وفي ذات المقابلة حذر لافروف من أن خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة جدي وحقيقي، وينبغي عدم الاستهانة به، قائلًا "إن موسكو تعمل على إبعاد خطر نشوب صراعات نووية، على الرغم من المخاطر العالية، في الوقت الراهن". واتهم  لافروف واشنطن أنها "لا تبدي اهتمامًا بالتواصل مع بلاده بشأن أوكرانيا"، معتبرًا أن طريق الاتفاق مع كييف لإنهاء الحرب ستحدده "مرحلة الأعمال القتالية حيث سيصبح حينها هذا الاتفاق حقيقة واقعة" حسب قوله.

وردًا على تصريحات لافروف نشر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تغريدة على تويتر قال فيها "إن روسيا تتحدث عن خطر حقيقي لوقوع حرب عالمية ثالثة لأنها تستشعر الهزيمة في أوكرانيا". وفيما قالت مصادر رسمية أمريكية إنه ليست هناك أدلة على استهداف روسيا لخطوط إمداد أوكرانيا بالأسلحة، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن روسيا تحاول استهداف الطرق التي تسلكها المساعدات العسكرية القادمة من الحلفاء.

غوتيريش يدعو من موسكو إلى وقف إطلاق النار

بُعيد اجتماعه بوزير الخارجية الروسي في موسكو، دعا الأمين العام للأمم المتحدة "إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا في أقرب الآجال". وقال غوتيريش "إن التدخل الروسي في أوكرانيا انتهاك لأسس الأمم المتحدة"، مطالبًا بوقف الحرب بسرعة، وداعيًا إلى إنشاء ممرات إنسانية فعالة ومدعومة من جميع أطراف النزاع.  واكتفى لافروف بالقول إن بلاده "تؤيد مبادرة الأمم المتحدة لإجراء حوار"، منوهًا بتقديم موسكو مساعدات إنسانية للأوكرانيين بواسطة وزارة الدفاع، معتبرًا في ذات السياق أن الغرب "يدعم التصرف الأحادي في المنظومة الدولية وليس مبادئ الأمم المتحدة".

في سياق متصل أجرى الرئيسان الروسي والتركي مكالمة هاتفية حول الأوضاع في أوكرانيا، وقالت الرئاسة التركية في بيان لها إن "الرئيس أردوغان شدد على أهمية وقف إطلاق النار في أوكرانيا"، كما نوه بـ"أهمية الإدارة الفعالة للممرات الإنسانية، وتأمين عمليات الإجلاء في أوكرانيا". وجدد أرودغان حسب بيان الرئاسة التركية دعوته إلى "رفع مستوى مفاوضات إسطنبول إلى مستوى القادة".

ودعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الدول الحليفة لأوكرانيا إلى تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لكييف لكي تنتصر، مؤكدًا أيضًا حاجتها للمساعدة بعد انتهاء الحرب. وجاءت دعوة أوستن هذه خلال اجتماع المجموعة الاستشارية الأمنية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين الجوية جنوب غربي ألمانيا بمشاركة وزراء دفاع 20 بلدًا. وأكد أوستن على ضرورة أن تصل المساعدات لأوكرانيا في أسرع وقت، زاعمًا  قدرتها على إحداث فرق كبير في الميدان، معتبرًا أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة بعد ما وصفها بهزيمة روسيا في معركة كييف. يذكر أن وزير الخارجية والدفاع أنتوني بلينكن ولويد أوستن زارا كييف وتعهدا بتقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.

أفاد تحديث صادر عن المخابرات البريطانية أن الجيش الروسي يحاول على الأرجح تطويق المواقع الأوكرانية شديدة التحصين شرقي البلاد

على صعيد التطورات الميدانية أفاد تحديث صادر عن المخابرات البريطانية أن الجيش الروسي يحاول على الأرجح تطويق المواقع الأوكرانية شديدة التحصين شرقي البلاد. وأفادت معلومات المخابرات البريطانية أن القوات الروسية سيطرت على مدينة كريمينا، وتحاول التقدم نحو مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك في إقليم دونباس.