11-يناير-2025
رجال إطفاء في مدينة لوس أنجلوس (منصة إكس)

رجال إطفاء في مدينة لوس أنجلوس (منصة إكس)

 

في الوقت الذي تتفاقم فيه الأوضاع الكارثية في مدينة لوس أنجلوس الأميركية جراء استمرار الحرائق التي تجتاح غابات المدينة، سلط العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على تخفيضات ميزانية قسم الإطفاء بالمدينة، في مقابل زيادة الدعم المالي الأميركي لإسرائيل.

وفي هذا السياق، انتقدت رئيسة إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس، كريستين كراولي، إدارة المدينة بشأن مكافحة الحرائق، قائلةً إنها "خذلت إدارة الإطفاء مع استمرار حرائق الغابات الكبرى في تدمير المدينة".

اقتطاع 17 مليون دولار من ميزانية إدارة الإطفاء أثر سلبًا على قدرتها في مكافحة الحرائق في لوس أنجلوس

وأشارت كراولي، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، إلى أن اقتطاع 17 مليون دولار من ميزانية إدارة الإطفاء أثر سلبًا على قدرتها في مكافحة الحرائق. وقالت: "لم نعد قادرين على الاستمرار في هذا الوضع. ليس لدينا عدد كافٍ من رجال الإطفاء". كما كشفت أنها حاولت مرارًا توضيح النقص الحاد في عدد الموظفين والموارد والتمويل لمسؤولي المدينة.

وأضافت كراولي أن الإدارة شهدت زيادة بنسبة 55 % في عدد الاتصالات التي تلقتها منذ عام 2010، بينما كان عدد رجال الإطفاء في تراجع. وأوضحت: "الموارد الإضافية التي نتلقاها الآن ستساعدنا في التعامل مع هذه الكارثة الحالية، لكن في المستقبل، قد يتكرر هذا الأمر في أي منطقة أو مدينة في لوس أنجلوس. نحتاج إلى التمويل والدعم بشكل دائم".

 

بينما لجأ الأميركيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن المآسي المتفاقمة في المدينة، التي تُعرف باسم "مدينة الملائكة"، سلط الكثيرون الضوء على خفض ميزانية قسم الإطفاء بمقاطعة لوس أنجلوس بنحو 18 مليون دولار، مقابل زيادة الدعم المالي الأميركي لإسرائيل. فقد أعلنت إدارة بايدن الأسبوع الماضي عن صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار لإسرائيل.

وكتب الصحفي الأميركي من أصل فلسطيني، أحمد شهاب الدين، منشورًا في صفحته على منصة "إكس، قال فيه: "في الوقت الذي تم فيه تخفيض ميزانية فرق الإطفاء في لوس أنجلوس بمقدار 17.6 مليون دولار، حصلت إسرائيل على زيادة قدرها 23 مليار دولار، ومن المتوقع أن تحصل على 8 مليارات دولار إضافية".

وعلقت الصحفية سناء سعيد على بيان سفارة إسرائيل في الولايات المتحدة الذي يتضامن مع ضحايا الحرائق في لوس أنجلوس، قائلةً: "أنتم تحرقون الفلسطينيين أحياءً في خيامهم".

كما أشار ناشطون إلى أن حرائق الغابات في لوس أنجلوس قد تكون تأثرت بالقصف الإسرائيلي المكثف على غزة، حيث يشير باحثون إلى أن لهذا القصف أثرًا هائلًا على البيئة. وأظهرت دراسة حديثة أن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن الشهرين الأولين من الحرب على غزة تجاوزت البصمة الكربونية السنوية لأكثر من 20 دولة حول العالم.

وأوضحت الدراسة أن التكلفة المناخية خلال 60 يومًا من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تعادل حرق ما لا يقل عن 150 ألف طن من الفحم.

وفي هذا السياق، كتبت الناشطة وخريجة الحقوق من جامعة نيويورك، فاطمة محمد، على حسابها في منصة "إكس": "إلقاء مئات الآلاف من الأطنان من القنابل على غزة وتحويلها إلى جحيم مشتعل له عواقب تتجاوز إدانتنا الأخلاقية. هناك عواقب مناخية ستؤثر علينا جميعًا".

كما أثار جانب آخر من الكارثة في لوس أنجلوس اهتمامًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أن ما يقرب من 400 من رجال الإطفاء الذين تم نشرهم هم سجناء، ويتقاضون أقل من خمسة دولارات في الساعة.

سلط الكثيرون الضوء على خفض ميزانية قسم الإطفاء بمقاطعة لوس أنجلوس بنحو 18 مليون دولار، مقابل زيادة الدعم المالي الأميركي لإسرائيل. فقد أعلنت إدارة بايدن الأسبوع الماضي عن صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار لإسرائيل.

وانتقد العديد من سكان لوس أنجلوس الأثرياء الذين يلجؤون إلى رجال إطفاء خاصين، مستعدين لدفع أي تكلفة للحصول على استجابة أسرع. وجاء في منشور لإحدى الناشطات على منصة "إكس": "عدم المساواة في الثروة الصارخ في لوس أنجلوس. غالبية المتضررين بشدة هم الفقراء والمشردون الذين لا يستطيعون الهرب. لكل قصر ترى أنه احترق، هناك آلاف الفقراء الذين فقدوا كل شيء، ومعظمهم من المستأجرين الذين لا يستطيعون تعويض خسائرهم. منازلهم ليست معروضة في الأخبار".

وفي غضون ثلاثة أيام، التهمت الحرائق أكثر من 117 كيلومترًا مربعًا من الأراضي. كما أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وتشريد أكثر من 180 ألف شخص، بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل.