18-يوليو-2022
MOROCCO-WILDFIRE-ENVIRONMENT

موجة الحر الشديدة أشعلت النيران شمال المغرب (Getty)

يُواصل رجال الإطفاء في المغرب حتى الساعة محاولاتهم لإخماد حرائق الغابات التي اندلعت في مناطق نائية شمال البلاد منتصف الأسبوع الماضي، وقضت على بضعة آلاف هكتار من الأرضي الزراعية والحرجية، وأرغمت السلطات على إجلاء آلاف العائلات لأماكن أكثر أمنًا بعدما امتدت ألسنة اللهب وطالت المنازل والمجمعات السكنية.

حرائق الغابات في المغرب

رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر الوطنية في المغرب فؤاد العسالي، أشار إلى أن الجهود المبذولة من فرق التدخل نجحت في تحويط الحرائق بنسبة 50 بالمئة بعد خمسة أيام على اندلاعها، مشيرًا إلى وجود أكثر من 1200 عنصر يعملون بريًا لاحتواء الحرائق. بينما ذكر بيان رسمي صادر عن السلطات المغربية، أنّ شخصًا واحدًا لقي حتفه، وتدمّر ما لا يقل عن 1600 هكتار من الغابات في ولايات العرائش، والوزان، وتطوان، وتازة شمال المغرب. وقد سُجّل في ولاية تطوان القريبة من ميناء طنجة، احتراق أكثر من 70 منزلًا، ونفوق عدد كبير من رؤوس الماشية.

حرائق الغابات في المغرب

 

الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب قالت إن هذه الحرائق تتزامن مع الجفاف الاستثنائي وموجة الحر التي تشهدها المملكة، مع الإشارة إلى أن درجة الحرارة في بعض المناطق من شمال المغرب بلغت مستويات قياسية تخطت الـ 45 درجة مئوية، نتيجة لموجة الحر التي يشهدها الحوض الغربي للبحر المتوسط، بضفتيه الشمالية والجنوبية، حيث تشهد إسبانيا، وفرنسا والبرتغال وبريطانيا موجات حر مشابهة واندلاع حرائق كبيرة في غاباتها، فيما تتخوف بعض الدول القريبة من المغرب أن تصل عدوى الحرائق إليها، وفي مقدمتها الجزائر، التي أعلنت عن حالة التأهب القصوى لهذا السبب

رئيس الوزراء عزيز أخنوش يستفز المغاربة

الحرائق المستعرة التي التهمت المساحات الخضراء وقضت على أكثر من نصف الغابات في بعض الولايات، أشعلت معها وسائل التواصل في المغرب، حيث انتشر بشكل واسع وسما #حرائق_المغرب و#المغرب_تحترق في المغرب والدول المجاورة، وتداول الناشطون صورًا ومقاطع فيديو تظهر ألسنة اللهب وهي تلتهم المساحات الخضراء وتمتد باتجاه المنازل والممتلكات، كذلك نقلوا مناشدات توجّه بها الأهالي العالقون في قلب النيران، الذين طالبوا السلطات بإرسال الدعم اللازم لهم.

 كما انتقد بعض المغردين ما اعتبروه تقصير السلطات المغربية وبطء عمليات الإطفاء وإجلاء المواطنين العالقين، فكتب إدريس عمراني : " صحيح أن #حرائق_المغرب هي ضمن ما يمكن أن يحدث في العالم كله... لكن الذي ننتقده هو غياب المسؤولين عن المأساة وترك الشعب وحده في مواجهتها... بل حضور المسؤولين في مهرجانات الترفيه في هذه الظرفية وكأنه فرح بمعاناة الناس".

وطالت سهام النقد بشكل خاص رئيس الوزراء عزيز أخنوش الذي انتشرت مقاطع فيديو له وهو يشارك في أحد المهرجانات، في وقت كانت الحرائق تلتهم الغابات شمالي البلاد، فقال الصحفي مصطفى العسري :

" في الوقت الذي كان يتمايل فيه عزيز أخنوش على نغمات مهرجان تيميتارتاركًا مواطني العرائش والقصر الكبير يواجهون مصيرهم وخسائرهم، كان رئيس حكومة إسبانيا يعاين ميدانيا أضرار الحرائق، ويتفقد أحوال السكان، ويعلن عن الميزانية التي خصصها لمواجهة آثار ذلك. هذا هو الفرق بين قوة الناخب هنا والناخب هناك.

 

الناشط مبارك محمد النبشي نشر مقطع فيديو لمواطن مغربي يقول إن طائرات الإخماد تأتي لخمس دقائق ثم تنتقل لمكان آخر، مناشدًا سكان الساحل بتقديم المعونة.

 

 

كذلك نشر المغرد محمد بوعربي مقطع فيديو قال إنه يظهر احتراق دوار بالكامل في محيط القصر الكبير.

 المغرّد مرعي الدرسي استخدم وسم #حرائق_المغرب، للقول إن التغيرات المناخية تسببت بالكثير من الكوارث البيئية في السنوات الأخيرة، وأن ارتفاع درجات الحرارة أُحرق عدّة غابات مما تسبّب في تدمير الأنظمة البيئية التي تعيش بداخلها بالكامل. وأضاف الدرسي : " ربّما تأخرنا ولكن ما زلنا نستطيع الحد من هذه التغيرات ".

 موعد سنوي مغربي مع الحرائق صيفًا

ما يقلق المغاربة اليوم هو أن حرائق الغابات وآثارها المدمرة على التوازن البيئي والمساحات الخضراء، بات أمرًا يتكرر بشكل سنوي مع حلول فصل الصيف، دون أن يتمّ اتّخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من انتشارها او زيادة فعالية عمليات الإطفاء والإغاثة.

ما يقلق المغاربة اليوم هو أن حرائق الغابات وآثارها المدمرة على التوازن البيئي والمساحات الخضراء، بات أمرًا يتكرر بشكل سنوي مع حلول فصل الصيف

وقد شهد المغرب في العام الماضي أكثر من موجة حرائق نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، أبرزها كان في شهر تموز /يوليو، حيث اندلع أكثر من عشرين حريق خلال فترة يومين وقضت على 1200 هكتار من المساحات الخضراء، بالإضافة إلى موجة ثانية خلال شهر آب/أغسطس، أتت على 725 هكتارًا من الغابة الجبلية القريبة من مدينة شفشاون شمالي البلاد.