12-يونيو-2019

جرافيتي ينعي عبدالباسط الساروت (مواقع التواصل الاجتماعي)

الترا صوت - فريق التحرير

تفاجأ نشطاء سوريون وصفحات مدنية بحذف موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي منشوراتهم التي تنعي القيادي الثوري عبد الباسط الساروت، الذي فارق الحياة يوم السبت الماضي، متأثرًا بإصابته خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات المعارضة والنظام السوري مدعومًا بالميليشيات الإيرانية بريف حماة الشمالي. 

تفاجأ سوريون وغيرهم على فيسبوك، بحذف منشوراتهم التي تنعي القيادي الثوري عبدالباسط الساروت

أثار ذلك استياءً كبيرًا، وحرض على التساؤل عن الأجندة التي تتبعها إدارة فيسبوك في التعاطي مع القضايا ذات الزخم، وإذا كان الموقع الأزرق فضاءً حرًا للتعبير عن الرأي كما يروج له فعلًا، أم أداة بيد النظام السياسي العالمي.

اقرأ/ي أيضًا: الثورة السورية تخسر حارسها.. مقتل عبد الباسط الساروت في ريف حماة

فيسبوك يحارب "حارس الثورة السورية"

حذف موقع فيسبوك عشرات المنشورات التي تنعى ثاني أفضل حارس في آسيا، عبد الباسط الساروت، والذي يعتبر واحدًا من أيقونات الثورة السورية. وشمل حذف إدارة فيسبوك منشورات النشطاء، والفنانين والإعلاميين، والصفحات المدنية، التي شاركوها عبر حساباتهم الرسمية عن طريق تدوينات ترثي الساروت، أو مقاطع الفيديو للمظاهرات السلمية خلال عام 2011 التي كان يقودها الساروت بالهتاف، والأغاني الثورية التي كان يؤديها خلال السهرات مع أصدقائه إبان حصار النظام السوري لأحياء حمص القديمة.

وأصيب الساروت فجر الجمعة الماضية خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات المعارضة والنظام السوري مدعومًا بالميليشيات الإيرانية بريف حماة الشمالي، قبل أن يفارق الحياة بعد 24 ساعة متأثرًا بإصابته بعد أن نقل إلى تركيا للعلاج. 

وبُعيد الإعلان عن وفاته ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات ترثي "منشد الثورة السورية"، وتستذكر أهم التحوّلات والتعرّجات في حياته التي اعتبروها مسارًا للثورة السورية.

واتهمت معظم المنشورات وقوف الجيش الإلكتروني التابع للنظام السوري بالوقوف وراء عملية الحذف بعد تنفيذه حملة تبليغات ممنهجة ومكثفة ضد الحسابات التي قامت بنشر تدوينات تنعي الساروت، بعد الحملة التي نفذها نشطاء جعلت من حارس منتخب سوريا للشباب أيقونًة رياضية وثوريًة وإنسانية.

حملة تبليغات فيسبوك.. وسياسة يوتيوب

ليست هذه المرة الأولى التي تقوم بها مواقع التواصل الاجتماعي بحذف مقاطع مصورة أو منشورات مرتبطة بالثورة السوري، فقد قامت إدارة موقع يوتيوب في آب/أغسطس 2017 بحذف عدد من مقاطع الفيديو وحتى قنوات كانت توثق انتهاكات النظام السوري، والقوات الروسية، والميليشيات الأجنبية المدعومة من إيران في مناطق المعارضة السورية، بما فيها مقاطع مصورة توثق استهداف الأحياء المدنية في مناطق المعارضة السورية بالبراميل المتفجرة والأسلحة المحرمة دوليًا، وبرر يوتيوب الأمر حينها بأنه جاء عن طريق الخطأ نتيجة السياسة الجديدة التي ينتهجها.

لكن الحال يختلف مع المنشورات التي نعت الساروت بعدما أرجعها نشطاء لحملة تبليغات نفذها جيش النظام السوري الإلكتروني، الذي يديره موالون لرئيس النظام السوري بشار الأسد. 

ونفذت هذه الجيوش الإلكترونية منذ تشكيلها قبل أكثر من ستة أعوام، العديد من الهجمات التي اخترقت بها موقع فيسبوك عينه، بالإضافة لصحف غربية وعربية تتحدث عن انتهاكات النظام السوري المرتكبة في مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وكان إعلاميون لبنانيون قد تعرضوا في وقت سابق لحملة هجوم من قبل موالين للنظام السوري بعد نشرهم عبر حساباتهم الرسمية منشورات تنعى الساروت، وهو ما حدث مع الإعلامية ديما صادق، والصحفية ديانا مقلد.

سوريون يردون على فيسبوك بإعادة نشر صورة للساروت

وبعد حذف فيسبوك للمنشورات المرتبطة بالساروت، دشن سوريون حملة إلكترونية عبر صفحاتهم الرسمية على الموقع الأزرق تحت وسم "#الساروت" مع صورة موحدة له، كما أطلقوا حملة على موقع آفاز بعنوان "الالتزام بحرية التعبير وعدم حذف الكتابات عن عبد الباسط الساروت".

وطالب النشطاء في حملتهم إدارة فيسبوك بإعادة جميع الكتابات المحذوفة، وإعادة تفعيل الحسابات المجمّدة، والتوقف بشكلٍ نهائي عن مثل هذه الممارسات التي تُذكّر السوريين بالديكتاتورية التي قاموا لمواجهتها بحثاً عن حريتهم وكرامتهم، ودعوا الإدارة لتحمل مسؤوليتها الأخلاقية، والانسجام مع مبادئ تأسيس الموقع.

وقامت إدارة فيسبوك بحذف الحساب الرسمي لـمجموعة منتدى السوريين في فرنسا التي تضم أكثر من 55 ألف عضو، بعد سماحها للأعضاء بمشاركة منشورات متضامنة ومتعاطفة مع قصة ومواقف عبد الباسط الساروت، ليقوم أعضاء المجموعة بإنشاء أخرى بديلة.

الكاتب والباحث ياسين الحاج الصالح كتب عبر حسابه الرسمي: "شال الفيسبوك البوست تبعي عن الشهيد عبد الباسط الساروت. واضح أنو جيش المخبرين الإلكتروني الأسدي وحماتو شغالين جدا. لكن أسوأ من هدول أنو فيسبوك عامل حالو محكمة لا اسئنناف لأحكامها مثل محكمة الإرهاب الأسدية. لازم يكون في طريقة للاعتراض على هالشي، وللتحكيم".

وطال الحذف منشور الفنان السوري مازن الناطور الذي نعى الساروت، والمنشور الثاني الذي كتبه احتجاجًا على حذف المنشور الأول. وقال الناطور في منشور ثالث: "حذفوا بوست نعوى الشهيد الساروت. وحذفوا أيضًا احتجاجي على حذف النعوى! الفيروسات التشبيحية لا يروقها الانتصار. عاش حرًا واستشهد حرًا وأصبح أيقونة ومثلًا للملايين". حذف هذا المنشور أيضًا لمازن الناطور!

وشارك روني نوفل احتجاجًا على حذف إدارة فيسبوك للمنشورات، صورةً للساروت خلال مشاركته في تشييع المخرج باسل شحادة الذي قتل عام 2012 في مدينة حمص بعد إصابته بقصف قوات النظام للمدينة، وعلق نوفل على الصورة بالقول: "للسوريين المعارضين المتحررين اللا إسلاميين اليساريين الخارجين من بخش العلمانية اللذين يقولون أن الساروت إرهابي متطرف؛ هذا عبد الباسط الساروت يشيع رفيق ثورته باسل شحادة المسيحي، بعد أن كان في المظاهرات مع فدوة سليمان العلوية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الساروت.. موتٌ ثائر

حربٌ على صورة الساروت واسمه