24-فبراير-2017

تحمل لوحة الغلاف العنوان ذاته، وهي من رسومات المؤلف

يندرج كتاب "حديث الشيخوخة" (هاشيت- أنطوان، 2017) للكاتب والرسام والنحات اللبناني عبد الحميد بعلبكي، في إطار الأدب الشعبي، ويجد في الآن ذاته جذورًا قوية في تربة تراث الثقافة العربية، سواء في "البخلاء" للجاحظ، أو كتب النوادر مثل "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي. 

يكتب صاحب "حديث الشيخوخة" كما لو أنه يتحدث في سهرة قروية

مثل الكتّاب القدامى جمع بعلبكي قصصه تلك من الواقع الحي الذي عرفته بالمعايشة، خصوصًا أقاصي الجنوب اللبناني، ليقدم قصصًا قصيرة ذات طابع ساخر، يضع الإنسان خلالها في مواقف من النباهة واتقاد الذهن أو الغرور والتعالي أو الغباء والبلاهة. تقول كلمة الغلاف: "بعين الرسّام الدقيقة كحدّ السيف، الدافئة كألوان التراب، تأمّل ورصد قصص أهل قريته والجوار، وبلغته العربيّة الفذّة وروحه المرحة وأسلوبه اللمّاح، كتب".

اقرأ/ي أيضًا: أزمّور المغربية تمنح أجنحتها للزّجالين

بالإضافة إلى أسلوبه القصصي الشيّق، وطرائفته الكثيرة، يبقى اللافت في هذا الكتاب هو لغته التي قل نظيرها في زماننا. بحيث بدا وكأنه نقلٌ لعمل المؤلف في النحت إلى حيّز اللغة مفردات وجملًا. كما جاءت العامية في الحوارات خفيفة الدم مفهومةً. يقول الفنان فوزي بعلبكي، شقيق الكاتب، في المقدمة: "جاء حديث الشيخوخة متدفق اللغة بانسياب أخّاذ، متماسك البنيان عفويًا. كما لو أن صاحبه يتحدث في سهرة قروية؛ فهو بهذه المثابة أشعريّ من حيث يدري أو لا يدري".

رسّام ونحّات وشاعر وكاتب لبناني (1940- 2013). تخرّج من معهد الفنون الجميلة في بيروت عام 1971 وأتمّ تحصيله الأكاديمي العالي في باريس، ليتفرّغ بعدها للتدريس في الجامعة اللبنانية في بيروت (1974- 2004). أقام معرضين فرديَّين (غاليري وان، 1983 – الصالة الزجاجية، 1998 – الأونيسكو، 2008) كما شارك في حوالى 60 معرضًا جماعيًا في لبنان والخارج. ترأّس جمعيّة الفنّانين اللبنانيّين للرسم والنحت (1992- 1994). أمّا على المستوى الأدبي، فقد أصدر ثلاثة دواوين شعريّة وكتابين نثريَّين، ونُشرَت له مجموعة من الدراسات والمقالات الثقافيّة والفنيّة في عدّة صحف ومجلّات لبنانيّة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتب تنتظرها مجلة "تايم" هذه السنة

علي حبش: أصوات الجثث