26-يناير-2022

(Getty)

"حتى آخر خيمة"، عنوان حملة أطلقها فريق ملهم التطوعي لجمع التبرعات ومساعدة النازحين في مخيمات الشمال السوري، في الظروف الشتوية القاسية، فكانت الحملة كفيلة برسم الأمل وتشجيع المتبرعين على بذل المزيد من الصدقات، لتمزيق آخر خيمة، ونقل النازحين إلى منازل دافئة، ما أسعد الدفء، وما أجمل هذا التغيير، خصوصًا أن الحملة نجحت بتحقيق هدفها جمع مليون دولار لبناء وحدات سكنية ستؤوي 250 عائلة نازحة حتى نهاية العام الجاري، "لتنتهي الأيام الصعبة"، حسب تعبير فريق ملهم التطوعي.

من داخل أحد مخيمات الشمال، احتفل الفريق بلحظة جمع المليون دولار، عبر البث المباشر الذي كان قد بدأه منذ يومين بمخيم قرب مدينة اعزاز بريف حلب، إلى لحظة تحقيق هدفه اليوم.

وفي تصريح خاص لموقع ألترا صوت، قال المدير التنفيذي لفريق ملهم التطوعي عاطف نعنوع، إنه لم يتوقع نجاح الحملة بهذا الشكل الكبير، مثمّنًا عطاء المتبرعين خصوصًا الفلسطينيين، حيث ساهمت تبرعاتهم بوصول المبلغ إلى المليون دولار بـ"فارق عظيم".

وعن النسبة المقتطعة لصالح العاملين بإدارة الفريق وأعضائه قدّرها نعنوع بـ"6%"، لافتًا إلى تعاون الفريق مع منظمات محلية، لاسيما في تنفيذ المشاريع كالبنى التحتية ومراحل البناء وغيرها، كما أكّد استمرار الحملة حتى بعد بلوغها هدف المليون دولار.

وفور جمع التبرعات بدأ فريق ملهم بنقل العائلات إلى وحدات سكنية قيد التجهيز، كانت مبنية لحساب مشاريع سابقة ولم تجهز بشكل كامل بعد، إلا أن الفريق فضّل نقل المتضررين والمحتاجين إليها، ريثما يتم بناء الوحدات التي ينوي إنشاءها بتبرعات حملة "حتى آخر خيمة".

وحظيت الحملة بإعجاب ودعم السوريين والعرب عمومًا، كما دعمها فنانون سوريون كالممثل مكسيم خليل وزوجته سوسن آرشيد، إضافة إلى الممثلة يارا صبري والممثل جهاد عبدو.

وأبدى آلاف السوريين فرحتهم بتحقيق "إنجاز" فريق ملهم جمع التبرعات، وربما نقلُ أهالي المخيم بشكل مباشر ونشر صور رحلة التغيير، شجّعَ بدوره على زيادة التبرّع، وكسب ثقة المتبرعين وإضفاء شعور "العطاء المثمر" على عملهم الخيّر.

المغرّدة مروة عبّرت عن فرحتها بنقل العائلات من الخيم إلى المنازل، مشيرة إلى أن جمال ما تحقق أنساها تعب اليومين الفائتين مع فريق ملهم، "المشاعر عظيمة، دموع.. ألف الحمدلله".

من جهته، كتب محمود عبر حساب في تويتر، "هي القافلة ماهي قافلة تهجير، بل للتسكين والأمان، كمية العالم الي فرحانة في الخارج صدقوني ما بتختلف عن فرحة الناس الي رح تترك خيمها وتروح تسكن ببيوت من حيطان"، مرفقًا تعليقه بصورة لحافلات نقل النازحين وهي في طريقها إلى المنازل.

فيما أشادت المغردة مريم بجهود فريق ملهم "الجبارة" وأمانتهم، متمنية استمرار الحملة، في حين جاءت تغريدتها رفقة صورة الطفل المبتسم يمان، الذي تجهّز للانتقال إلى بيته الجديد بكل سعادة.

الصحفي السوري أحمد الشامي فضّل وفق تغريدته التعامل مع فريق ملهم على التعامل مع أي منظمة دولية، والاصطفاف خلفه على الاصطفاف خلف "اليوتيوبرية والتكتوكجية" حسب رأيه.

"تخيل أن لا تبقى خيمةٌ واحدة .. تخيل أن جميع الأطفال الذين توضع صورهم على الشبكة العنكبوتية سينعمون بدفء الحياة للأبد .. سيعيشون ما نعيشه يومياً و لا نراه .. و ها نحن نشهد على حملةٍ نوعيةٍ من نوعها قد رُتبت من فريق ملهم التطوعي لإغاثة أهلنا في مخيمات الشمال السوري .. كونوا دفئهم" يقول أحد المغردين مشجّعًا دعم حملة فريق ملهم.

وتتابعت التفاعلات مع حملة "حتى آخر خيمة" المستمرة، ودعا كثيرون إلى التبرّع عن طريق فريق ملهم التطوعي، فيما بادر آخرون بتقديم خدماتهم دعمًا لهذه الحملة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أنا لاجئ: وسم يروي قصص اللجوء الموجعة لسوريين حول العالم

هجوم واسع على مفوضية اللاجئين بعد كسبها نصف تبرعات "أبو فلة"