22-فبراير-2019

جانب من مكتبة تنمية

ألترا صوت - فريق التحرير

أيدت محكمة استنئاف مصرية عسكرية حُكمًا بالسجن خمس سنوات على خالد لطفي، صاحب دار نشر تنمية، بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وذلك بسبب توزيعه النسخة العربية من الكتاب الإسرائيلي "الملاك: أشرف مروان".

تلقى خالد لطفي، صاحب مكتبة تنمية، حكمًا بالسجن لخمس سنوات بسبب توزيعه كتاب "الملاك"

أُلقي القبض على لطفي في نيسان/أبريل، على الرغم من تأكيد المكتبة إتلاف كل نسخ الكتاب في أيلول/سبتمبر 2017 بعد معرفتها أن الكتاب تم منعه من التداول.

اقرأ/ي أيضًا: إغلاق "مكتبة البلد" بالشمع الأحمر في القاهرة

القصة بدأت في آب/أغسطس 2016، حين صدر كتاب مثير للجدل في إسرائيل تحت عنوان "The Angel: The Egyptian Spy Who Saved Israel" لمؤلفه البروفسور الإسرائيلي يوري بار- جوزيف. وبعدها بعام، في آب/أغسطس 2017، صدرت الترجمة العربية للكتاب بنفس العنوان: "الملاك... الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل".

صدور الطبعة العربية من الكتاب أثار الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ومال كثيرون لترجيح رواية البروفيسور الإسرائيلي، وبدأت نبرة من السخرية من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي من الرواية المصرية التي سردتها المخابرات العامة في مسلسلات درامية تناولت قصصًا لعملاء مصريين تم زرعهم في الداخل الإسرائيلي، أو لآخرين "وطنيين" كان تعاونهم مع المخابرات العامة المصرية "بطوليًا"، حسب الرواية المصرية.

المصادرة.. الحل الجاهز لدى السلطة

صحيح أن الموضوع الذي تناوله الكتاب شديد الحساسية، ويذهب إلى "المنطقة المحرمة" الأشد قداسة لدى السلطات المصرية، وهي المخابرات العامة، لكن الحقيقة أن المناطق المحرمة في مصر بدأت رقعتها في الاتساع أكثر من أي وقت مضى.

في تشرين الأول/أكتوبر 2017، قامت السلطات المصرية بعد أن فطنت لمحتوى الكتاب بحظره من الأسواق ومنع تداوله، وهو الحل النموذجي للسلطات المصرية على الرغم من انتشار الكتاب بنسخته الإلكترونية، وتوفره على موقع Goodreads للقراءة الموثقة. وقد فقدت هذه الخطوة تأثيرها، خاصة وأن هدفها الجوهري كان منع المصريين من الاطلاع على محتوى الكتاب، وهو أمر بدأ يثير السخرية بين العامة، حيث إنه في عصر الانتشار السريع والتداول الإلكتروني لا يبدو أن "المنع" حل ناجع، لكن الهدف الخفي هو نشر الخوف أولًا بين متداوليه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه أولًا في هذه القضية هو: هل حبس صاحب الدار قد يغير الرأي العام عن قضية أشرف مروان؟

خالد لطفي وآخرون

تعد مكتبة تنمية التي أسسها خالد لطفي واحدة من أهم مكتبات "وسط البلد". أسست عام 2011، ونشرت العديد من الكتب المهمة، والروايات العالمية والعربية، لكن يبدو أن المشكلة ليست في المكتبة بقدر ماهي بيئة العمل في مصر، التي أصبحت بيئة خطرة على الفكر عمومًا.

بطبيعة الحال، قصة لطفي ليست الأولى، فقد قضت محكمة مصرية من قبل بسجن الكاتب الشاب أحمد ناجي مدة عامين، بسبب نشر مجلة "أخبار الأدب" فصلًا من روايته "استخدام الحياة" مطلع عام 2015، حيث وجهت له النيابة تهمة خدش الحياء العام، وجاء في نص إحالته إلى النيابة أنه "نشر مادة كتابية نفث فيها شهوة فانية ولذة زائلة، وأجّر عقله وقلمه لتوجه خبيث، حمل انتهاكًا لحرمة الآداب العامة وحسن الأخلاق والإغراء بالعهر خروجًا على عاطفة الحياء".

تعد مكتبة تنمية التي أسسها خالد لطفي واحدة من أهم مكتبات "وسط البلد" في القاهرة

كما قضت المحكمة بتغريم طارق الطاهر رئيس تحرير مجلة أخبار الأدب عشرة آلآف جنيه (600 دولار) لقبوله نشر الفصل الفاضح المتهم بخدش الحياء. الحكم أثار جدلًا كبيرًا في الوسط الثقافي في مصر والعالم، كما "أعلن عدد ضخم من الكتاب رفضهم للحبس، حيث طالبت نقابة الصحفيين النائب العام بالإفراج عنه، فيما وقع ما يقرب من 120 فنان مصريًا وعالميًا بيانًا لمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإفراج عن ناجي، مستندًا إلى المادة 65 من الدستور الخاصة بحرية التعبير، فضلًا عن العديد من المؤتمرات الصحفية لتأكيد التضامن مع ناجي. وعلى الرغم من قبول الطعن في الحكم لإلغاء حكم حبسه سنتين إلا أن ناجي كان قد أمضى بالفعل عامًا في الحبس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إغلاق مكتبات "الكرامة" و"ألف".. موسم هتك الثقافة المصرية

بالوثائق.. أشرف مروان دق جرس أكتوبر للموساد.. إسرائيل تجاهلت عميلها!

مكتبات في المنفى وكتبيّون في الإنترنت