15-مايو-2022
لبنان

"Getty"

أقُفلت بوابات مراكز الاقتراع في لبنان عند الساعة السابعة من مساء الأحد، فيما استمرت عمليات الاقتراع لأكثر من ساعة ونصف بعدها، بسبب تجمع عدد كبير من المقترعين داخل بوابات المراكز، بعد زحف أعداد كبيرة من المواطنين للتصويت في الساعة الأخيرة.

لبنان

 وبحسب التقديرات الأولية للماكينات الانتخابية فإن نسبة الاقتراع كانت أعلى من المتوقع على صعيد لبنان، وكان لافتًا ارتفاع نسبة التصويت في عدد من الدوائر ذات الأغلبية السنية، وبالأخص في دائرة بيروت الثانية، حيث فاقت نسبة الاقتراع الأربعين بالمئة، في دلالة واضحة على عدم التزام السنة بمطالبات سعد الحريري بمقاطعة الانتخابات.

لبنان

وفيما ينتظر اللبنانيون أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور تباعًا ليل الأحد – الإثنين، فإن الترجيحات تشير إلى أن النتائج النهائية لن تصدر قبل مساء الإثنين، في ظل ارتفاع نسب الاقتراع، واحتدام المعارك وكثرة اللوائح، واحتمال ظهور الكثير من الاعتراضات من مندوبي اللوائح، على أن تضاف نتائج الأحد، مع نتائج رؤساء الأقلام، والكتاب الذين اقترعوا الخميس الماضي، وأصوات المغتربين الذين اقترع أكثر من 140 ألف منهم قبل أسبوع.

لبنان

النهار الانتخابي الطويل شهد الكثير من المخالفات والانتهاكات، وثّقتها الجمعية اللبنانية لمراقبة ديموقراطية  الانتخابات " لادي" التي لم يسلم أعضاؤها من المضايقات وخاصة في مناطق سيطرة الثنائي الشيعي ، وقد أعلنت الجمعية  سحب مراقبيها من مركز الرمادية في قضاء صور، بعد تعرّضهم للتهديد من قبل مؤيدي حركة امل وحزب الله.

وقد أثبتت الانتخابات النيابية مرّة أخرى عجز الدولة على كافة المستويات، ففشلت القوى الأمنية في حماية المندوبين والمقترعين، بالرغم من الوعود الكثيرة التي أغدقتها الحكومة ووزير الداخلية فيها بسام المولوي، حول الجاهزية التامة لإجراء الانتخابات، فيما ظهرت أخطاء وثغرات تقنية تعكس الخفة وعدم المسؤولية.

لبنان

الحدث الأمني الأبرز تمثّل بالمواجهات بالحجارة والعصي في مدينة زحلة البقاعية بين مناصري حزب الله والقوات اللبنانية، تخلّلها إطلاق نار أسفر عن سقوط سبعة جرحى من الطرفين، مع العلم أن الحزبين يخوضان معارك شرسة في أكثر من دائرة، أبرزها في بعلبك الهرمل، حيث يتنافسان بضراوة على المقعد الماروني هناك، وقد اشتكى حزب القوات على لسان رئيسه سمير جعجع من أن حزب الله طرد مندوبي القوات من بعض مراكز الاقتراع الشيعية في بعلبك.

 أثبتت الانتخابات النيابية مرّة أخرى عجز الدولة على كافة المستويات، ففشلت القوى الأمنية في حماية المندوبين والمقترعين، بالرغم من الوعود الكثيرة التي أغدقتها الحكومة

الانتهاكات التي قام بها الثنائي الشيعي تواصلت ليلًا، حيث أشارت " لادي" إلى أن مناصري حزب الله وحركة أمل حاصروا مركز لائحة "معًا نحو التغيير" في قرية أنصار في النبطية، واعتدوا على مصور موقع "ميغافون" بالضرب، بسبب تصويره مخالفات لحزب الله داخل مركز الاقتراع بحسب " لادي".

المرشحون إلى الانتخابات نالوا بدورهم قسطًا من الاعتداءات. في ساعات الصباح تعرّض المرشح الشيعي المستقل محمد عواد للاعتداء وتحطيم سيارته، أثناء توجّهه للإدلاء بصوته على مرأى من القوى الأمنية، فيما طرد المرشح عن المقعد الماروني في زحلة ميشال ضاهر من بلد كفر زبد  من قبل منتخبي لائحة منافسة.

وتواصل مسلسل الاعتداءات على المرشحين في فترة الظهيرة، فأشارت " لادي" إلى أن مناصري الثنائي الشيعي اعتدوا بالضرب على المرشح واصف الحركة في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، مطلقين في وجهه شعار "صهيوني صهيوني ".

لبنان

مشاهد كثيرة ظهرت في اليوم الانتخابي توقّف عندها المتابعون، وتحولت لمواد السخرية لدى ناشطي مواقع التواصل. في الجنوب عمد الثنائي الشيعي إلى إحضار مسنين مرضى للتصويت، ونقلهم عبر الحمالات إلى داخل مراكز الاقتراع، واقترع وانتخب بعضهم بطريقة مخالفة للقانون، فيما كان لافتًا دخول مندوبي الأحزاب مع المقترعين خلف الستار، ما يعد انتهاكًا صارخًا لمبدأ الخصوصية، أما أبرز الانتهاكات في هذا المجال، فكان تصوير ابنة رئيس الجمهورية كلودين لورقة اقتراعها، ونشرتها عبر صفحتها عبر الفيسبوك، وهو انتهاك صارخ للقانون، قبل أن تعود و تحذفها بعد فترة قصيرة، في وقت أعلنت هيئة الأشراف على الانتخابات عن تسجيل مئات الخروقات للصمت الانتخابي.

بالإضافة لى الاعتداءات والانتهاكات الكثيرة التي ذكرنا أبرزها، لا بدّ التوقف عند المشاكل التقنية واللوجسنية الكثيرة التي شهدتها الانتخابات، كانقطاع الكهرباء والإنترنت عن الكثير من المراكز خلال الفرز، وتوقّف الإقتراع لدقائق طويلة في أكثر من مراكز لأسباب " تافهة "، منها نفاذ الأوراق وامتلاء الصناديق وعدم توفّر صناديق إضافية.