09-ديسمبر-2017

جزء من بردية أرتيميدوروس (باكو سيرينيلي/ أ.ف.ب)

توصل باحثون دوليون مؤخرًا إلى تبين أسرار جديدة للكتابة المصرية القديمة، فقد توصلوا لأول مرة إلى احتواء البرديات المصرية القديمة على حبرٍ به عنصر معدني مشترك هو النحاس. في هذا التقرير، المترجم عن الرابط التالي، تفاصيل أكثر عما توصلوا له.


صُنِع الحبر الأسود، الذي استخدمه المصريون القدماء في الكتابة على نصوص البردي، جزئيًا من المعدن. وقد كشف تعاون بين باحثين دوليين للمرة الأولى، أنه على الرغم من تنوع أصولها عبر الزمان والمكان، احتوت البرديات المصرية القديمة على حبرٍ به عنصر مشترك، هو النحاس.

اكتشف باحثون دوليون احتواء البرديات المصرية القديمة على حبرين يحويان عنصري الرصاص والنحاس

استخدم الباحثون نصوصًا من مجموعة برديات كارلسبرغ، بجامعة كوبنهاجن، قاموا بتقسيمها إلى مجموعتين. واحدة شملت أوراقًا خاصة لجندي يُدعَى حورس، كان متمركزًا في معسكر في جنوب مصر. سقط هذا المعسكر، ويُسمى باثيريس، في الحرب الأهلية عام 88 قبل الميلاد. وقد تم استعادة هذه النصوص من الأنقاض من هذا التاريخ إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الأول قبل الميلاد.

المجموعة الثانية تأتي من مكتبة معبد تبتونيس، وهي المكتبة المصرية القديمة الوحيدة، التي لا تزال باقية إلى الآن. وقد اختار الباحثون من مئات من مخطوطات وقطع البردي من القرن الأول وحتى الثالث.

اقرأ/ي أيضًا: الأمثال الشعبية المصرية.. بقية من عصر الفراعنة

قام الفريق بدراسة التركيب الكيميائي للحبر باستخدام مزيج من ثلاث تقنيات: تحليل XRF  (التفلور بالأشعة السينية) المختبري، والتحليل الطيفي رامان Raman، والمسح الإلكتروني المجهري  الطيفي بالأشعة السينية. وكان ذلك في معهد الإشعاع السنكروتروني الأوروبي في جرونوبل بفرنسا. وقد نُشِرت ورقة تفصيلية لهذا البحث في المجلة العلمية Nature.

كتب الباحثون في الورقة: "على الرغم من الفارق في الوقت والمكان والسياق الاجتماعي، خلُصت الدراسة إلى أن الحبر الأسود في كُلٍ من باثيريس وتبتونيس يكشف عن خصائص متماثلة وأنه، بالإضافة إلى حبر الكربون، هناك نوعان آخران متميزان من الحبر الأسود، تم استخدامهما لمدة لا تقل عن 300 سنة: حبر كربون يحتوي على الرصاص، وحبر كربون يحتوي على النحاس".

أظهرت الأبحاث السابقة، أن النحاس كان المعدن المفضل عند المصريين القدماء لأغراض متنوعة حتى اعتماد البرونز وهو أكثر صلابةً

أظهرت الأبحاث السابقة، أن النحاس كان المعدن المفضَّل عند المصريين القدماء لأغراضٍ متنوعة، حتى اعتماد البرونز (وهو أكثر صلابةً). النحاس نفسه يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية هي: الكوبريت، والأزوريت، والمالشيت، وقد أشار الباحثون في ورقتهم إلى أنه تم العثور على العناصر الثلاثة جميعها في العديد من المواقع في أنحاء الصحراء الشرقية وسيناء، وأنها كانت تُستخدَم أيضًا لصنع أحبار زرقاء وخضراء.

وأضاف البحث "بالمثل، ارتبط الكحل المصري أو طلاء العين الأسود، ارتباطًا وثيقًا بصناعة أحبار الكربون، المحتوي على الرصاص، وكان يُنتج في ورش العمل حيث تم التلاعب بالمواد الزجاجية".

اقرأ/ي أيضًا: آخر أيام مسرا .. تعرّف على التقويم المصري القبطي

هذه النظرية تدعمها أيضًا حقيقة أن الصبغة الزرقاء المصرية الشهيرة والأسطورية، واحدةً من أقدم الأصباغ الاصطناعية المعروفة، كانت تُصنَّع أيضًا من المنتجات الثانوية للنحاس. وقد كتب الباحثون أنهم يعتقدون أن عملهم سيحث على عقد مناقشاتٍ للعديد من المتغيرات غير المعروفة المتبقية من الكتابات المصرية القديمة، وأن الخطوة المنطقية التالية ربما تكون تحليل الأقلام.

[[{"fid":"97281","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تمثال فرس النهر مصبوغ بالصبغة الزرقاء المصرية (ويكيبيديا)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تمثال فرس النهر مصبوغ بالصبغة الزرقاء المصرية (ويكيبيديا)"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تمثال فرس النهر مصبوغ بالصبغة الزرقاء المصرية (ويكيبيديا)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تمثال فرس النهر مصبوغ بالصبغة الزرقاء المصرية (ويكيبيديا)"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"تمثال فرس النهر مصبوغ بالصبغة الزرقاء المصرية (ويكيبيديا)","title":"تمثال فرس النهر مصبوغ بالصبغة الزرقاء المصرية (ويكيبيديا)","height":376,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

خلُص البحث إلى التالي "يبقى السبب وتوقيت اعتماد الكربون المحتوي على النحاس في مصر القديمة غير واضح. ولكن ربما يرجع الأمر إلى نوع الأقلام المستخدمة في كتابة المخطوطات، إذ يبدو أن البرديات الأربع كُتبت بقلم القصب اليوناني (كالاموس) وليس بفرشاة القصب المصرية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"حاميها حراميها".. ضباط في الجيش والشرطة وراء سرقة وتهريب آثار مصر!

سرقات الآثار الكبرى في مصر.. تسريب التاريخ