مع اقتراب تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه، يتزايد القلق بين العمال الزراعيين المهاجرين في الولايات المتحدة بسبب وعوده، خلال حملته الانتخابية، بترحيل الملايين من المهاجرين غير نظاميين من البلاد.
هؤلاء العمال، الذين يشكلون العمود الفقري للقطاع الزراعي في الولايات المتحدة، يستعدون لاحتمال فقدان عملهم وحتى عائلاتهم، من خلال اتخاذ تدابير احترازية مثل تعيين أوصياء مؤقتين لأطفالهم، وفقًا لجماعات تقدم لهم الدعم القانوني.
تعتمد الزراعة في كاليفورنيا، الولاية التي تنتج ثلث الخضروات الأميركية و75% من الفواكه والمكسرات، على نحو 400 ألف عامل زراعي، 75% منهم غير نظاميين
قلق متصاعد وتأثير محتمل على الزراعة
يُقدر أن نحو نصف العمال الزراعيين في الولايات المتحدة يفتقرون إلى الوضع القانوني، بحسب وزارة الزراعة الأميركية. ويحذر ممثلو القطاع الزراعي من أن أي حملة ترحيل واسعة النطاق قد تشل إنتاج الغذاء في البلاد.
وصرّحت المديرة التنفيذية لمركز تنمية السكان الأصليين المكسيكيين في وادي كاليفورنيا، ساراييت مارتينيز، لوكالة "رويترز"، قائلة: "لم تُنصّب الإدارة الجديدة بعد، لكن الناس يشعرون بالفعل بالخوف".
المئات من المهاجرين توجهوا عبر المكسيك نحو حدود الولايات المتحدة على أمل دخول أراضيها قبل الانتخابات الرئاسية، خشية وصول ترامب إلى سدة الحكم وإغلاقه الحدود.
اقرأ أكثر: https://t.co/V0WAoh5ibu pic.twitter.com/uLtPVRG4Lw— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) July 23, 2024
كما تحدث ممثلو أربع منظمات قانونية وحقوقية أميركية، خلال حديثهم مع وكالة رويترز، أنهم شهدوا زيادة تصل إلى عشرة أضعاف في اهتمام عمال المزارع المهاجرين بورش التدريب العملي بشأن ما يجب القيام به إذا واجههم مسؤولو الهجرة وكيفية ضمان سلامة أسرهم في حال كانوا محتجزين.
وتشمل الورش التدريب العملي على مواجهة مسؤولي الهجرة، وتعبئة استمارات لتعيين أوصياء مؤقتين للأطفال، وتفويض آخرين لاستلام الرواتب أو منح الإذن للأطفال بالسفر في حال الترحيل.
من جهته، أشار العامل الزراعي في ولاية واشنطن، ألفريدو، إلى أنه يشارك في هذه التدريبات لتثقيف زملائه قائلاً: "نحن قلقون للغاية. نحن فخورون بعملنا في الزراعة، لكن أصبح من الصعب الذهاب إلى العمل ونحن نعيش في خوف".
مخاوف القطاع الزراعي
تعتمد الزراعة في كاليفورنيا، الولاية التي تنتج ثلث الخضروات الأميركية و75% من الفواكه والمكسرات، على نحو 400 ألف عامل زراعي، 75% منهم غير نظاميين. وأعربت منظمات تجارية في القطاع الزراعي عن قلقها من أن تنفيذ خطط الترحيل قد يؤدي إلى انهيار سلاسل الإنتاج.
تحديات قانونية وظروف قاسية
ووفقًا لمديرة برنامج المشاركة المدنية في منظمة "أصوات الوادي"، إيفيت تشايديز فياريال، فإن العمال الزراعيين يعانون من صعوبة الوصول إلى الخدمات القانونية بسبب وجودهم في الأرياف. ومنذ الانتخابات الرئاسية، زادت المنظمة من جهودها لتقديم خدمات الهجرة وإنشاء شبكة استجابة سريعة لدعم العمال المهددين بالترحيل.
ترامب يمارس الكذب والتضليل بتقديم بيانات متضاربة ومتناقضة عن أعداد المهاجرين غير النظاميين في البلاد والأرقام الرسمية الحكومية، بحسب مجلة "نيوزويك".
اقرأ أكثر: https://t.co/WR3LjpI3C9 pic.twitter.com/ThaG9Wh7M7— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 20, 2024
وأوضحت مديرة الشؤون القانونية في منظمة "المساعدة القانونية الريفية بكاليفورنيا"، باتريسيا أورتيز، أن العمال غير النظاميين، وخصوصًا الذين لديهم أطفال ولدوا في الولايات المتحدة، قلقون بشكل خاص بشأن الانفصال عن عائلاتهم. وتشير بيانات مركز بيو للأبحاث إلى أن هناك 4.4 مليون طفل أميركي يعيشون في أسر تضم على الأقل أحد الوالدين غير نظاميين.
جهود متواصلة لتقديم الدعم
تعمل المنظمات في جميع أنحاء الولايات المتحدة على تكثيف جهودها لتقديم الدعم القانوني والإنساني للعمال المزارعين المهاجرين. في ولاية نيويورك، على سبيل المثال، زاد "برنامج العمال المزارعين في جامعة كورنيل" عدد ورش العمل القانونية إلى عشرة أضعاف منذ الانتخابات، ويتوقع أن تنظم ورشة عمل يوميًا قريبًا.
وقالت مديرة البرنامج، ماري جو دودلي: "نحن نعمل ضد الزمن"، مشيرةً إلى أن التدريبات تشمل تمثيل الأدوار لتعليم العمال كيفية التصرف إذا أوقفهم مسؤولو الهجرة أو زاروهم في منازلهم.
ومع اقتراب دخول ترامب إلى البيت، يعيش العمال الزراعيون المهاجرون في حالة ترقب وقلق، محاولين حماية مستقبل عائلاتهم وأعمالهم في ظل تهديدات قد تُغير حياتهم بالكامل.