تصادمت يوم الجمعة الماضية، 2 حزيران/يونيو، ثلاث قطارات في شرق الهند، ما أودى بحياة أكثر من 280 شخصًا وجرح حوالي 1200 آخرين، في حادث عُدّ من بين الأسوأ في البلاد خلال العقدين الأخيرين.
اصطدم قطارا ركاب في الساعة 7 مساءً تقريبًا بالتوقيت المحلي يوم الجمعة، وذلك بعد أن كان أحدهما قد خرج عن مساره بسبب اصطدامه بقطار شحن ثابت أثناء سيره بسرعته القصوى، وبعد أن كان قد حُوَل مساره إلى خط دائري في وقت سابق، وقد الحادث وقع في منطقة بالاسوري في ولاية أوديشا، وفقًا لتقرير حكومي أولي.
كلا قطاري الركاب كانا يحملان أكثر من 2000 راكب، فعادة ما تكون القطارات في الهند مكتظة في مثل هذا الوقت من العام إذ يسافر الكثيرون خلال الإجازة الصيفية للمدارس.
قتل في الحادث على الأقل 280 شخصًا، وفقًا لحكومة الولاية، إذ عُدّل عدد الوفيات، الذي نشر مسبقًا وقيل إنه بلغ 288 قتيلًا، بعدما قال مسؤول أن بعض الضحايا احتسبوا مرتين.
تصادمت يوم الجمعة ثلاث قطارات في شرق الهند، ما أودى بحياة أكثر من 280 شخصًا وجرح حوالي 1200 آخرين، في حادث اعتبر الأسوأ في البلاد خلال العقدين الأخيرين.
ما هو سبب الحادث؟
وزير السكك الحديدية في الهند، أِويني فيشناو، قال إن الحادث وقع على الأغلب بسبب "التغيير الذي حدث أثناء الربط الإلكتروني"، وهو بذلك يشير إلى نظام إشارة معقد يعمل على منع اصطدام القطارات من خلال تنظيم حركتها على السكك الحديدية.
وأضاف أن "سبب الحادث والمسؤولين عنه قد حُددوا بالفعل"، ولكن "من غير المناسب" الكشف عن ذلك قبل انتهاء التحقيق الرسمي، على حد قوله.
في الوقت ذاته، ذكرت صحيفة تايمز أوف إينديا أن "خطأً بشريًا في الإشارات قد يكون سببًا في الحادث"، وأنه قد يكون مفتعلًا.
كما أشار تحقيق برلماني إلى وجود خطأ بشري في نظام الإشارة، وطالب مجلس السكك الحديدية في البلاد بفتح تحقيق عالي المستوى من قبل وكالة التحقيقات الفدرالية.
حوادث القطارات الأكثر كارثيّة في تاريخ الهند
فيما يلي لمحة موجزة عن بعض حوادث القطارات المهمة في الهند، بحسب ما أوجزها نموذج الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي".
- كارثة قطار جايسال (1999): واحدة من أكثر حوادث القطارات فتكًا في التاريخ الهندي ، حدثت في جايسال ، آسام. اصطدم بريد براهمابوترا مع قطار عوض-أسام السريع ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 290 شخصًا والعديد من الإصابات.
- تحطم سكة حديد خانا (1998): وقع هذا الحادث بالقرب من خانا ، البنجاب. اصطدم قطار جامو تاوي سيلدا السريع بقطار شحن خرج عن مساره ، مما أدى إلى مقتل حوالي 212 شخصًا.
- كارثة سكة حديد فيروز آباد (1995): في فيروز أباد ، أوتار براديش ، اصطدم قطار ركاب بقطار شحن ثابت ، مما تسبب في انفجار بسبب تسرب الغاز من عربات الشحن. وأودى الحادث بحياة أكثر من 358 شخصا.
- كارثة انحراف قطار أوتكال إكسبرس (2017): في مدينة كهتولي، على بعد 100 كم تقريبًا عن العاصمة، انحرف القطار عن مساره، مما أدى إلى وفاة 23 شخصًا على الأقل ووقوع العديد من الإصابات.
- مأساة قطار أمريتسار (2018): خلال احتفال مهرجان دوسيهرا في أمريتسار في إقليم البنجاب، اصطدم قطار مسرع بحشد من الناس يشاهدون الألعاب النارية بالقرب من تقاطع مسارات سكك الحديد. وقد أودى الحادث بحياة أكثر من 60 شخصًا وتسبب في صدمة واسعة.
- انحراف قطار كانبور (2016): وقع هذا الحادث الكبير بالقرب من مدينة كانبور، ما أدى إلى وفاة 150 شخصًا على الأقل
وهذه مجرد أمثلة قليلة لحوادث القطارات المأساوية التي وقعت في الهند، والتي ما تزال تقع بين الفينة والأخرى هناك رغم التعهد المتواصل من الحكومة الهندية وإدارة السكك الحديدية فيها لإعطاء الأولوية لإجراءات السلامة وتحديث البنى التحتية والصيانة الدورية وتطبيق أنظمة إشارات متقدمة، وذلك منع مثل هذه الحوادث وضمان سلامة الركاب.
لماذا تكثر حوادث القطارات في الهند؟
أطلقت الهند الشهر الماضي خطة شاملة بقيمة 30 مليار دولار لتحديث البنية التحتية للسكك الحديدية في البلاد بهدف دفع عجلة الاقتصاد وتعزيز الربط بين المدن. وفي العام الماضي أنشأت الهند 5200 كلم من السكك الحديدية الجديدة، كما استبدلت ما بين 7500 إلى 8000 كلم أخرى.
هذه الجهود تأتي بعد أعوام طويلة من حوادث القطارات التي تتسبب بمقتل الآلاف كل عام، إذ تشير أرقام رسمية إلى أنه في السنوات من 2017 إلى 2021، قتل ما معدله 20,000 شخص كل عام في حوادث على السكك الحديدية، وأن 69% من هذه الحوادث نجمت عن انحراف عن السكة.
التقرير بين أن 40 حادثة للخروج عن مسار السكك الحديدية وقعت خلال العام الذي أعد فيه التقرير، 33 من هذه الحوادث وقعت لقطارات ركاب، في حين وقعت السبع المتبقية لقطارات شحن. ويضيف التقرير أن سبب الخروج عن السكك في 17 حادثة من هذه الحوادث كان يتمثل في وجود "عيوب" في السكك، في حين تسببت العيوب في القطارات ومقطوراتها بتسع حوادث.
يشير تقرير آخر حول حوادث الخروج عن السكك الحديدية في الهند في الفترة ما بين نيسان/ أبريل 2017 وآذار/ مارس 2021، إلى وجود قصور في إجراء جولات التفحص للسكك الحديدية بما نسبته 30 إلى 100%، في الوقت الذي ألقى فيه 1129 تحقيقًا في حوادث خروج عن المسار باللوم على عوامل أخرى.
وفي بعض الحوادث ألقي باللوم على معارضين ومتمردين في محاولة لتصفية الحسابات مع خصوم سياسيين، كما حدث عام 2010، عندما خلص تحقيق إلى أن حادثًا لأحد القطارات، أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصًا، حدث بسبب تخريب المتمردين الماويين للسكة.
تشير تقارير إلى أن تلف السكك الحديدية وقدم القطارات بالإضافة إلى مشاكل أنظمة الإشارة والأخطاء البشرية، كلها عوامل تعدد المسببات الرئيسية لحوادث القطارات في الهند.
كما تنقل البي بي سي عن رئيس مجلس السكك الحديدية السابق، فيفيك ساهاي، أن القطارات تنحرف عن مسارها لعدة أسباب، إذ "قد تكون السكك ضعيفة الصيانة، وقد يكون القطار تالفًا، وقد يحدث خطأ بالقيادة."
تدير شركة السكك الحديدية الهندية، التي تعتبر رابع أكبر شبكة سكك حديدية في العالم، حوالي 14,000 قطار يوميًا ترتبط بها 8,000 قاطرة، على شبكة واسعة من السكك الحديدية تمتد لحوالي 100,000 كلم عبر البلاد وتقل أكثر من 25 مليون شخص يوميًا.
