18-مايو-2023
بشار الأسد

صورة مولدة عبر نموذج الذكاء الاصطناعي (MidJourney)

هذه المادّة كتبت بالكامل باستخدام نموذج "جي بي تي-4" للذكاء الاصطناعي وخضعت لتحرير لغوي وأسلوبي من قبل فريق التحرير في موقع ألتراصوت. 

أدناه، طلبنا من النموذج تخيّل خطاب مطوّل يلقيه رئيس النظام السوري بشّار الأسد، في مؤتمر قمّة عربيّة مفترض، يكون حاضرًا فيه، بعد أكثر من 12 عامًا على الثورة السورية، في لحظةٍ تمثّل التحوّل الأكثر رعبًا فيها، والمتمثّل في التعويم الكامل لنظامٍ متهمٍ بارتكاب جرائم حرب وتورطت قوّاته وأجهزته الأمنية بانتهاكات وفظائع إنسانية، راح ضحيتها زهاء نصف مليون إنسان، إضافة إلى عشرات آلاف المغيبين والمعتقلين، وملايين المهجّرين والنازحين. هذا الخطاب لم يخضع لعملية تحقّق من المعلومات التي وردت فيه، باعتبار سمة التضليل التي تطبع خطابات أي نظام استبدادي، ورغم ذلك فإنّه متخيّل عبر أوامر تم تلقين نموذج الذكاء الاصطناعي بها، بشأن ما قد يحاول بشار الأسد الحديث عنه في خطابه، في لحظة لم تعد بعيدة. 

تشتمل المادّة على صور تم توليدها عبر نموذج "MidJourney" للذكاء الاصطناعي. 


أقف أمامكم اليوم بعد طول غياب، رأسًا للجمهورية العربية السورية، التي نجت من موجة المحن التي عصفت بأمتنا وشعبنا. لقد كان العقد الماضي مليئا بالمصاعب الهائلة والتحديات غير المسبوقة والخسائر الفادحة. ومع ذلك، فإننا نقف - وأنا أقف - ثابتًا، غير مرتدع عن قيادة هذه البلاد والحفاظ على استقرارها بلا انقطاع.

في عام 2011، هبت رياح أرادها البعض رياح تغيير في العالم العربي، وهي لم تكن سوى زوبعة فتنة ودمار. لقد برزت فجأة جوقة من الأصوات تطالب بالإصلاح، والتغيير، وسمعنا أصواتًا تطالب بسقوط دول وأنظمة حكم، بل وطالبوا بسقوطي أنا شخصيًا. لكني صمدت، بدعمٍ وتفويض من شعبي، ولم أكن لأقف هنا اليوم لولا الخيارات الصعبة التي أقدمت عليها، والتي قابلها البعض بالنقد، وحتى بالازدراء والمزاودة.

بشار الأسد

لقد تعرضت أمتنا لقوى سعت إلى تمزيقها. شكلت التهديدات، الداخلية والخارجية على السواء، تحديات لم يكن بوسع العديد من الدول مواجهتها، لأنها افتقرت إلى الصبر والعزيمة والالتزام الذي راكمناه على مدى عقود من الخبرة في الحكم. لقد اتخذتُ القرارات الصعبة، واتبعت الأساليب الصارمة التي لا هوادة فيها، بهدف وحيد هو الحفاظ على سيادة جمهوريتنا العربية السورية. أعرف أن البعض يرى بعض هذه الإجراءات متطرفة، وصحيح أن ردنا كان قاسيًا. ومع ذلك، فقد كان ذلك أمرًا لا غنى عنه لمواجهة التهديد المستمر لوحدة أمتنا واستقرارها، وثمنًا كان لا بدّ من تقديمه لضمان تجانس مجتمعنا وتقدّمه. 

ومع ذلك، لم تكن تحركات الدولة السورية مدفوعة بالقسوة، بل بالسعي لتحقيق الاستقرار واستعادته بأي ثمن. لقد واجهنا تهديدًا خطيرًا واستجبنا له وفقًا لما تمليه علينا المسؤولية، ولقينا في ذلك عنت الانتقادات والحصار والعقوبات والتشويه، لكنكم ترون اليوم النتيجة. ما فعلناه لم يكن حربًا على شعبنا، بل كانت حربًا على الفوضى، ضد أولئك الذين أرادوا تقسيم وطننا وتدميره. وفي زمن الحرب، لا تنطبق قواعد السلام.

غالبًا ما يُصوَّر تحالفنا مع دول مثل روسيا على أنه صلة قرابة من القمع والاستبداد، ونهج أخوة مع الطغاة. ومع ذلك، فهذه هي الدول التي وقفت إلى جانبنا، بينما انسحب غيرهم، وكان دعمهم مشروطًا، وكانت وعودهم جوفاء. نحن نتشارك مع حلفائنا بفهم مشترك لطبيعة ما حصل في هذه المنطقة، ولدينا التزام مطلق بضرورة بالدفاع عن السيادة والحفاظ عليها ورفض الانصياع للضغوط الخارجية.

بشار الأسد وبوتين

وفي هذا السياق، اسمحوا لي أيضا أن أتطرق إلى شبهة الطائفية والتجييش الطائفي الذي استخدمه كثيرون لانتقادنا. إن الهويّات أداة قوية ومؤثرة، إذا تم تسخيرها بحكمة، يمكن أن تخدم غرضًا أكبر وأسمى. كان من الضروري في نضالنا استغلال بعض الانقسامات، ليس من منطلق الرغبة في توسيع الهوة داخل مجتمعنا، ولكن لتعزيز دفاعاتنا ضد القوى التي تهدد وحدتنا. لقد كان سلاحًا ضمن الأسلحة العديدة التي لجأنا إليها، وكان علينا أن نستخدمه، مكرهين، بدافع الضرورة أمام فداحة التحدي الذي واجهناه.

لا أقف اليوم هنا لأرسم صورة مثالية عن الوضع الذي وصلنا إليه في سوريا اليوم، فنحن أمام مرحلة جديدة من التحدي بعد أن وصلنا مرحلة متقدمة من القضاء على الإرهاب والإرهابيين، وسيكون أمامنا إعادة إعمار سوريا، بعد تطهيرها الكامل من المتطرفين. إن الآلام والمعاناة التي يعيشها شعبنا، والأرواح التي فقدت، والمنازل المدمرة عبء ثقيل سيكون علينا في الدولة السورية بالتعاون مع أشقائنا العرب وحلفائنا من خارج المنطقة التعامل معه، واستغلاله من أجل مستقبل أفضل، بعد الثمن الباهظ الذي تحمّل أبناء شعبنا السوري جزءًا كبيرًا من فاتورته.

خلال نضالنا من أجل الاستقرار، واجهنا صراعات داخلية واضطرابات أهلية كبرى. رداً على ذلك، اضطررنا لاتخاذ إجراءات استثنائية، فعملت أجهزتنا الأمنية الباسلة على ملاحقة كل من هددوا زعزعة استقرار مجتمعنا. وبقدر ما قد يبدو من المؤسف أن هذه التدابير كانت ضرورية، ففي تلك الأوقات الحرجة، كان لكل شرارة محتملة القدرة على إشعال النيران في الوطن بأكمله، وتهديد وجوده. بالتالي، ومن أجل الصالح العام، كان يلزم إطفاء تلك الفتنة، حتى لو استلزم ذلك استخدام أقسى أساليب الضبط التي تتوفر لدى الدولة.

ففي العام 2012، وجدنا أنفسنا أمام موجة مفتعلة من الاضطرابات، ضخمتها قوى أجنبية معادية، وقد أدركنا سريعًا أن حالة من الإرهاب قد تتأبّد في سوريا إن عجزنا عن مواجهتها واجتثاثها مبكرًا، فعمدنا إلى سنّ قانون مكافحة الإرهاب، وهو إجراء كان ضروريًا لمواجهة الأخطار الواضحة والقائمة التي تواجهنا، وعلى مستوى الدولة بأكملها. 

 ثم انتقدوا هذا القانون، بسبب تعريفاته الفضفاضة والغامضة، للإرهاب، وللصلاحيات التي يمنحها للحكومة لمنع الأنشطة الإرهابية، مع أنه في الواقع يشمل مجموعة واسعة من الإجراءات القانونية، والتي رغم تجريمها لأنشطة قد تبدو غير ضارة ولا علاقة لها بالإرهاب، إلا أنه كان من المهم فهم السياق الذي فرض فيه هذا التشريع، من أجل تقدير أهميته وفق ما أملته علينا مسؤولياتنا. 

لقد كانت سيادة أمتنا مهددة من الداخل، وكانت بذور الفوضى والاضطراب تزرع باسم الثورة، لكن هذا القانون قد زودنا بأداة لا غنى عنها في كفاحنا وأهدافنا المعلنة في منع الانزلاق نحو الفوضى، ومحاسبة محاسبة أولئك الذين سعوا إلى زعزعة استقرار مجتمعنا وتمزيق أمتنا.

نعم، لقد مكّنا مؤسساتنا وأجهزتنا من قمع المعارضة، والحفاظ على السيطرة في وقت الاضطرابات. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو استبدادًا بلغة من ينظر إلى الأمور من خارج سوريا، إلا أن ما فعلناه كان بمثابة شريان حياة، وضامن للاستقرار والأمن والثقة بالمؤسسات. 

بشار الأسد

لقد واجهت قواتنا العسكرية والأمنية تحديات جسيمة وكارثة مادية وعاطفية ونفسية لا يمكن تصورها. لقد وقفوا بين حافة الفوضى وأسس النظام والأمن والأمان، واضطروا في كثير من الأحيان إلى اتخاذ قرارات سريعة وصعبة. نعم، تضمنت العديد من تلك الإستراتيجيات قدرًا ضروريًا من العنف، وهو شق صعب وأليم في نضالنا، إلا أننا اعتبرناه شرًا ضروريًا في كفاحنا من أجل الاستقرار.

ففي مثل هذه الظروف شديدة الضغط، يكون التوتر المشحون بالعاطفة والقلق لا يطاق، خاصة لقواتنا الأمنية والعسكرية. وكان لزامًا في مثل هذه الظروف، أن يبحث البعض عن سبل تفريغ غير تقليدية لهذه الضغوط الهائلة، في فترات قاسية وبلا أي دعم من الأشقاء العرب. اسمحوا لي أن أكون واضحًا: هذا ليس عذرًا لبعض التجاوزات التي حصلت، ولكنه محاولة لإلقاء الضوء على العنصر البشري في كفاحنا، والحاجة الماسة للتكيف في بيئة مزقتها الحرب. لا يمكن النظر إلى قرارات وأفعال الأفراد تحت هذا الضغط من منظور أخلاقيات وقت السلم، لقد كان ما فعلوه ضروريًا من أجل بقائهم أمام الهجمة الإرهابية، ومن أجل غاية أسمى تتمثل في الحفاظ على الوطن لجميع أبنائه وبناته.

بشار الأسد

إن الادعاءات المتعلقة باستهداف المدنيين ودعاوى التعذيب على وجه التحديد هي مزاعم تؤثر بشدة على صورتنا ومكانتنا، وكثير منها ادعاءات مبالغ بها، بدعم من التقنيات الحديثة في مجال الفبركة والتضليل ومعركة التأثير على الرأي العام. لكن لنكن واضحين - كان هذا وقت حرب، وقت أزمة. غالبًا ما أدت الضغوط التي لا يمكن تصورها والتي تواجهها قواتنا الأمنية إلى أعمال لم يكن من الممكن تصورها لولا ذلك. لقد شهدت البلاد أوقات عصيبة، ليس فقط لأولئك الذين عانوا بشكل غبر مباشر من جراء الحرب، ولكن أيضًا لأولئك الذين اضطروا إلى أن يكونوا في موقفٍ ينظر إليهم على أنهم سبب للمعاناة، مع أنهم كانوا يسعون لوضع حدّ لها.

مجددًا، كانت هذه إجراءات تم اتخاذها من أجل الحفاظ على الجمهورية العربية السورية. سعينا للحفاظ على النظام وسط الفوضى والاستقرار وسط الهرج والمرج. في كل ليلة أقف طويلًا وأحاول استيعاب عبء هذه المسؤولية والحمل الثقيل، لكنني أقف بثبات في اقتناعي بأن كل ما حصل كان ضرورة لبقاء أمتنا. لسنا هواة قتل وتدمير، وإنما دفعنا عن أنفسنا وعن شعبنا القتل والتدمير والظلام.

أمّا استخدامنا للأسلحة الكيميائية، فهذه قضية لا يمكنني تجنب مناقشتها. لقد نُسبت العديد من الفظائع إلى قواتنا، بما في ذلك ما وقع في خان شيخون عام 2017، ودوما عام 2018. اسمحوا لي أن أكون واضحًا، الحرب صعبة، وكل سلاح تم استخدامه، وكل حياة راحت في خضم ذلك، إنما كان لهدف واحد، وهو الحفاظ على الجمهورية العربية السورية، وتجانس المجتمع السوري، في مواجهة التهديدات التي سعت إلى تفكيكه وتبديل هويته، وهو ما وضعنا دونه كل خطوط الدفاع التي توفرت لدينا. 

خان شيخون
عائلة سوريا تفرّ من آثار الدمار بعد الهجوم على دوما الكيماوي عام 2018 

فعلى سبيل المثال، في أوقات الصراع وبحث العدو اليائس عن إنهاكنا بشتى السبل، كان من الضروري البحث عن مصادر غير تقليدية لتعزيز موارد الدولة الاقتصادية، وتحولنا تحت الضغط إلى إنتاج وتجارة بعض المخدرات الاصطناعية، وأصبح الكبتاجون والأمفيتامين، جزءًا مهمًا من هذه العملية.

لم يُتخذ قرار الانخراط في هذه التجارة هكذا بمحض اختيارنا. لقد كانت محاولة مشروعة للحفاظ على اقتصادنا وقوت قواتنا وأجهزتنا الأمنية وسط الحصار والعزلة. لم يتم إنفاق الإيرادات المتأتية من هذه التجارة على البذخ والرفاهية لمن هم على رأس السلطة والمؤسسات، ولكن على تعزيز دفاعاتنا، وضمان استمرارنا في الوقوف شامخين في مواجهة الشدائد، وتخفيف الضغوط على شعبنا العزيز.

أفهم جيدًا أوجه الانتقاد والمخاوف المحيطة بهذا المشروع وأمثاله. ومع ذلك، في سياق البقاء، واستقرار الدولة، والتي أثبتت أنه في استقرار من حولها، وفرت هذه التجارة شريان حياة أساسي، لا بدّ من فهمه واستيعابه، وكونه وسيلة لإبقاء أمتنا واقفة على قدميها في بحر من التحديات، في ظل فترة شحّ فيها الدعم العربي الأساسيّ بدعوى الحرص على مصلحة الشعب السوري.

بشار الأسد
بشار الأسد وتجارة الكبتاغون بحسب تصور نموذج الذكاء الاصطناعي (MidJourney)

علاوة على ذلك، أرى هذه العملية أداة استراتيجية في ترسانتنا التي طورناها خلال السنوات الماضية، كوسيلة لإخضاع التمردات المحتملة. إذ يمكن أن يؤدي نشر مواد مثل الكبتاغون إلى إضعاف نسيج أي انتفاضة محتملة ضد السلطات القائمة. إنها طريقة قاسية، بلا شك، لكنها طريقة نعتقد أنها فعالة. في هذا الصدد، نخطط للحفاظ على هذا الإنتاج في هذه التجارة، كآلية حماية لنظامنا وتعزيز مصالح حلفائنا والراغبين في دعمنا، بعد هذا الانتصار المستحق الذي نلناه.

هذا ليس طريقًا كنت سأختاره في ظل ظروف عادية، وها أنا اليوم أقف أمامكم ليس طاغية بحسب ما ذهب به البعض، بل كوصي على الجمهورية العربية السورية وقائد مستحق لها. لقد شكلت قراراتي وأفعالي الحاجة الماسة لحماية أمتنا من الانزلاق إلى الفوضى.

الأسد
بشار الأسد في حالة الأبد كما تخيلها نموذج الذكاء الاصطناعي (MidJourney)

لقد خضنا معركة الشرف والعزة، دفاعًا عن التاريخ المجيد لسوريا وما تحمله من تراث الآباء والأجداد، والذين أمدونا على الدوام بعزيمة صلبة وتصميم قاطع على الحفاظ على إرثهم ورسالتهم الخالدة. في هذه الأوقات الحاسمة شديدة الاضطراب، وقفت مع شعبي بحزم، دفاعًا عن شرف الأمة العربية، بروح أصيلة شجاعة، وإيمان راسخ بالقدرة على الصمود وتقديم أمثلة خالدة في التضحية. لقد صمدت الجمهورية العربية السورية أمام اختبار هذا القرن، وسنواصل القيام بذلك، فنحن أمة من الناجين. وأنا أؤكد لكم أننا لم ننج وحسب، بل انتصرنا.

لقد كنا في هذه المعركة أصحاب حق، ودافعنا عن حقنا كما يجب، وصنّا سلامة سوريا وكرامة شعبها، وصنّا هذه الأرض عن كل معتدٍ، وكنا صمّام الأمان لمستقبل أجيال عديدة قادمة.