07-نوفمبر-2016

بدا لنظام السيسي أنّ المعركة محصورة بالإنترنت (خالد دسوقي/أ.ف.ب)

بدا لنظام السيسي أنّ المعركة على الإنترنت، وليست في الشارع، فكان عليه أن يواجه ذلك. جنّد مجموعة من النشطاء المشهورين على صفحات التواصل الاجتماعي، دفع لهم مقابل أن يخوضوا معاركه بدلًا عنه، أن يكونوا "ظهره على الإنترنت"، وسط لجان إلكترونية لجميع القوى السياسية، الإخوان كانوا أول من بدعها قبل سقوط نظام مبارك وأصبحت لدى كل مرشح رئاسي، وحزب ينافس على كراسي البرلمان، ومجموعة تحمل آراء تريد أن تنافس بها الآراء والاتّجاهات الأخرى.

بدا لنظام السيسي أن المعركة على الإنترنت، وليست في الشارع، فجند نشطاء مشهورين على صفحات التواصل مقابل أن يخوضوا معاركه بدلًا عنه

أطلق على داعمي السيسي على الإنترنت لقب "الدولجية" نسبة إلى الدولة، التي يستميتون في الدفاع عنها عبر صفحات وحملات و"هاشتاجات" كان آخر ضحاياها إياد مدني، رئيس منظمة التعاون الإسلامي المستقيل، حين سخر من "ثلاجة السيسي" فأطلقوا هاشتاج #إياد_متني.

اقرأ/ي أيضًا: لجان السيسي الإلكترونية.. هيا إلى الكذب!

لقب "دولجية"، يزعج بعضهم، ويتصالح معه البعض الآخر، باعتباره حقيقة، وفي تصريحات صحفية، رفع محمود بسيوني، الصحفي المصري المؤيد لنظام السيسي، شعار "دولجي وأفتخر"، وفسّر وجهة نظره قائلًا: "الدولجية شعار أطلقه المؤيدون للنظام المصري على أنفسهم، للتمييز بينهم وبين الإخوان، وأنصار ثورة يناير، لمساندة الدولة في معاركها، لأنهم يصدّقون أن الدولة تخوض معارك ولا يمكن أن تخوضها وحدها".

إلى حد أنهم "يؤمنون بالسيسي" كان كل شيء مقنعًا، وهادئًا في القاهرة، وتعامل مع المعارضين قبل المؤيدين باعتبارهم "مجموعة نشطاء تعبر عن رأيها"، لكن الناشط السياسي خالد رفعت، الذي يعدّ أحد مؤيدي "السيسي" أيضًا، كان عضوًا على جروب سرّي عنوانه "اتحاد مؤيدي الدولة"، ويرفع شعار "دولجي وأفتخر"، وله 21 مشرفًا، أبرزهم إبراهيم الجارحي، وعلاء حمودة، الأشهر على موقع "فيسبوك". وبعد خلاف ما، نشر "رفعت"، الذي كان مسؤولاً عن حملة "السيسي" في منطقة "القناة" بعض ما يجري في "الجروب السري" علنًا.

أطلق على داعمي السيسي على الإنترنت لقب "الدولجية" لاستماتتهم بالدفاع عن النظام المستولي على الدولة

ووفقًا لـ"رفعت"، كان سبب هجوم زملائه عليه، منشور طالب فيه رئيس الجمهورية بمخاطبة الشعب "الغاضب المُحبط"، وشرح الأزمة من أجل تهدئته. وأضاف، في تصريحات للصحافة المحلية، أنهم قرروا التخطيط لحملة تهاجمه: "كل مشكلتهم إني إزاي أقول للرئيس يطلع؟ المفروض إني أحترمه وماقولوش يطلع لأنه مش شغال عندي. أنا أعتقد إنهم حاولوا يكسبوا بنط على حسابي، وماكانوش متوقعين إن رد فعلي يكون بالقوة دي".

وقال رفعت إن الجارحي، الذي بدأ حياته صحفيًا، وانتقل إلى صيغة ناشط على "فيسبوك"، تقاضى 450 ألف جنيه مصري (حوالي ثلاثين ألف دولار)، مقابل تشكيل "لجان إلكترونية" تدافع عن الرئيس المصري على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالأمر المباشر، وعبر "منشورات" موزّعة فيما بينهم، وأوامر عليا بالهجوم على شخص، أو "التطبيل" لشخص بعينه، أو الدفاع عن "مسؤول" يتعرض لهجمة شرسة في الشارع المصري أو على "فيسبوك وتويتر".

اقرأ/ي أيضًا: "الأمن الفكري" في المدارس المصرية..شرطة الفكر؟

وهو ما حدث مع طارق عامر، رئيس البنك المركزي، حين وصل سعر الدولار إلى 13 جنيهًا مصريًا في السوق الرسمية، فتعرض لنقد وحملة هجوم شرسة تطرّقت إلى فشله، والنداء بعزله من منصبه، إلا أنّ "الجارحي" طالب أعضاء جروب "الدولجية" بالدفاع عن "عامر" بقوله في منشور: "بوستات دعم لطارق عامر بسرعة.. الإخوان نازلين تقطيع في الراجل".

وفسّرت الصور، التي نشرها "رفعت" من الجروب، الحملة الشرسة التي روّجت أن سعر الدولار في السوق السوداء وصل إلى أدنى مستوياته، حتى أن بعض الصحف نشرت أن سعره تسعة جنيهات فقط، فقد طالب أحمد طارق توفيق الأعضاء في "منشور" قائلًا: "من النهارده لحد ما يثبت الدولار، المفروض نعمل موجة كبيرة على الفيسبوك بمعلومات إيجابية وشائعات لإضعاف الدولار، ده نهج الإخوان العكسي لإحداث حالة عند صغار المضاربين بعدم أمان المضاربة في الدولار، والتخلص من جزء كبير في السوق السوداء، ومعاونة الحكومة.. شاركوا في هاشتاج #انهيار_الدولار".

صور من جروب لجان السيسي الإلكترونية

صور من جروب لجان السيسي الإلكترونية

صور من جروب لجان السيسي الإلكترونية

صور من جروب لجان السيسي الإلكترونية

 

اقرأ/ي أيضًا:

الصحافة في مصر : تهمة كافية!

أدون لكي لا أنسى الحرية