26-أبريل-2023
Getty

التقديرات تشير إلى رحلة سياسية أكثر منها تجارية كما هو معلن (Getty)

بدأ حاكم فلوريدا رون دي سانتيس جولة خارجية بدأها من طوكيو وستقوده خلال الأيام القادمة إلى كل من كوريا الجنوبية وإسرائيل وبريطانيا، وعلى الرغم من أن الجولة يروّج لها بوصفها "جولة تجارية لتعزيز المكانة الاقتصادية لولاية فلوريدا"، إلا أنّ وسائل الإعلام الأمريكية رأت فيها جولة "سياسية دبلوماسية". 

بدأ حاكم فلوريدا رون دي سانتيس جولة خارجية بدأها من طوكيو وستقوده خلال الأيام القادمة إلى كل من كوريا الجنوبية وإسرائيل وبريطانيا

ويسعى الحاكم الجمهوري رون دي سانتيس من خلال الجولة، إلى تعزيز حضوره الدولي الدبلوماسي بوصفه مرشّحًا محتملًا للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها 2024 والتي أعلن الرئيس الحالي جو بايدن عزمه خوض غمارها، وفي هذا الصدد اعتبرت تقديرات عدة للانتخابات الأمريكية أن جولة روني دي سانتيس بمثابة مقدمة لإعلان ترشحه الرسمي للانتخابات الرئاسية.

وحملت تصريحات الحاكم الجمهوري في اليابان طابعًا سياسيًا واضحًا عندما تحدث عن أهمية توجه اليابان لتعزيز دفاعاتها العسكرية، قائلًا في هذا السياق: "اليابان القوية هي في صالح الولايات المتحدة والولايات المتحدة القوية لصالح اليابان. نأمل أن يكون بلدنا معكم في كل خطوة"، مردفًا القول خلال اجتماعه في رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا "نرحب كثيرًا بجهودكم لتعزيز دفاعاتكم"، حيث تقوم طوكيو بإدخال تعديلات واسعة على استراتيجيتها الدفاعية عبر زيادة الإنفاق العسكري.

أصوات من تحت الركام

وربط الحاكم الجمهوري دعمه للتوجهات العسكرية اليابانية بالمحيط الذي توجد فيه اليابان بين كوريا الشمالية والصين قائلًا: "ندرك أنكم موجودون في محيط صعب، مع كوريا الشمالية وصعود الحزب الشيوعي الصيني".

وفي موضوع على صلة بولايته فلوريد قال حاكم الولاية لرئيس الوزراء الياباني إن فلوريدا هي "السوق الأكبر في الولايات المتحدة التي لا تربطها رحلات جوية مباشرة باليابان"، مبديًا رغبته في لقاء مسؤولي شركات طيران من أجل "محاولة القيام بأمر ما بخصوص ذلك".

ولا يخفى على المتابعين الأهمية التي تحظى بها الانتخابات الأمريكية القادمة لدى اليابان "التي تعول بشكل كبير على واشنطن في القضايا الدفاعية، وتأمل في الحفاظ على هذه الصلات بصرف النظر عمن يتولى سدة الحكم في البيت الأبيض بعد نهاية ولاية الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن العام المقبل"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وفي هذا الصدد أعرب رئيس الوزراء الياباني كيشيدا خلال لقائه دي سانتيس عن أمله في أن تُعزّز زيارته "فهم السياسة والاقتصاد والثقافة في اليابان".

يشار إلى جدول أعمال الحاكم الجمهوري والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية في اليابان شهد لقاءً بوزير خارجية اليابان يوشيماسا هاياشي مساء الإثنين بالإضافة إلى لقاءات أخرى مع مسؤولين ورجال أعمال في قطاعات اقتصادية متعددة.

وستكون العاصمة الكورية الجنوبية سول المحطة الثانية في جولة حاكم فلوريدا تليها تل أبيب ولندن حيث سيلتقي بكبار المسؤولين وسيُعبّر عن دعمه لحلفاء واشنطن، لأن ذلك من شأنه أن "يعزز أوراقه الدبلوماسية والأمنية قبل خطوة الإعلان الرسمي عن ترشحه لانتخابات 2024 الرئاسية".

ويرافق الحاكم الجمهوري في جولته الحالية زوجته كايسي، ولفت تقرير نشره موقع "إن بي سي نيوز" النظر إلى أن رحلة رون دي سانتيس إلى الخارج ممولة من قبل مجموعة طالما احتقرها بعض الجمهوريين في فلوريدا وهي وكالة إنتربرايز فلوريدا، وهي منظمة كان زملاء حاكم فلوريدا من الجمهوريون يحاولون القضاء عليها، لكن الوكالة لم تكشف أسماء الممولين الفعليين لجولة حاكم الولاية مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان سيتم استخدام بعض أموال دافعي الضرائب للإنفاق على رحلة رون دي سانتيس الطموحة حول العالم، علما بأن منظمة Enterprise Florida  التي أطلقت عام 1996 هي وكالة حكومية عامة وخاصة تهدف إلى جذب الشركات إلى الولاية والترويج لها من أجل التنمية الاقتصادية. 

Getty

وخلال زيارته لإسرائيل، سيكون ضيفًا على صحيفة جيروزاليم بوست ومتحف التسامح، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين إدارة بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل خاص حول خطة التعديلات القضائية. وتُعد إسرائيل بندًا هامًا ضمن سياسة دي سانتيس الخارجية، حيث انتقد سابقًا معارضة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلًا: "بدون إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، لم يكن من الممكن أن تدخل اتفاقيات أبراهام حيز التنفيذ".

وسبق لدي سانتيس أن زار إسرائيل أربع مرات كعضو في الكونغرس، ومنع الشركات من فرض مقاطعة على إسرائيل وألمح إلى أن أي استثمار في اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو مضيعة للوقت والطاقة، وبالطبع أيد نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.

وقبل أن يشغل منصب حاكم فلوريدا، عمل دي سانتيس لمدة ست سنوات كعضو في الكونغرس، وكان محاميًا سابقًا في البحرية الأمريكية حيث كان يتمركز في خليج غوانتانامو والعراق وكان عضوًا في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وكان ينتقد باستمرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بشأن سياسته الخارجية. وبصفته حاكمًا جمهوريًا، كانت آراؤه تشبه آراء ترامب، حيث دعا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة من الحكومات الشيوعية في كوبا والصين، وحظر استخدام تطبيق TikTok على الهواتف في فلوريدا ودفع باتجاه تشريع يحظر على المواطنين الصينيين شراء العقارات في فلوريدا.

أمّا بما يخص غزو أوكرانيا، فقد قال إن "الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة وطنية قوية في مساعدة أوكرانيا في الحرب"، قبل أن يتراجع عن تصريحاته نتيجة الضغط الجمهوري، وعمومًا تُعد السياسة الخارجية نقطة ضعف دي سانتيس، الذي لم يغادر فلوريدا في أي زيارة رسمية خارجية منذ بداية ولايته عام 2019 والفضل التركيز على القضايا الداخلية.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيلتقي مع الحاكم الجمهوري لفلوريدا رون دي سانتيس، عندما يزور إسرائيل هذا الأسبوع.

 أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيلتقي مع الحاكم الجمهوري لفلوريدا رون دي سانتيس، عندما يزور إسرائيل هذا الأسبوع

وعمومًا، برز دي سانتيس، مع رفضه لقاحات كورونا، وتصرفات وتصريحات محافظة، بما في ذلك حظر الإجهاض بعد الأسبوع السادس من الحمل في فلوريدا، وحظر الدراسات الجندرية في المدارس العامة في ولايته، والسماح لسكان الولاية بحمل الأسلحة في الأماكن العامة.