انطلقت صباح اليوم الثلاثاء في "قصر دولما بهتشه" الرئاسي بمدينة إسطنبول جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين الروسي والأوكراني بوساطة تركية، لإنهاء الأزمة. وحسب مصادر تركية فإن مفاوضات هذه الجولة ستستمر اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء.
انطلقت صباح اليوم الثلاثاء في "قصر دولما بهتشه" الرئاسي بمدينة إسطنبول جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين الروسي والأوكراني بوساطة تركية
وقد حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انطلاق المفاوضات ووجّه كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن اعتقاده بأن الوقت حان للحصول على نتائج ملموسة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، مشيرًا أن العالم ينتظر أخبارًا سارة من الوفدين المفاوضين، كما أعرب أردوغان في مستهل كلمته عن سعادته باستضافة الوفدين الروسي والأوكراني في مثل هذا الوقت الحرج، والمساهمة في جهودهما لإحلال السلام، مؤكدًا "عدم خسارة أي طرف في معادلة السلام العادل للأزمة الروسية الأوكرانية"، وأن "إطالة أمد الحرب، ليست في صالح أحد".
وقال أردوغان أيضًا: "تعاملنا بإنصاف في كافة المنابر الدولية مع الطرفين الروسي والأوكراني عبر ضمان حقوقهما ومراعاة حساسياتهما"، مضيفًا أن "تركيا التي كانت شاهدة على العديد من المآسي في منطقتها تسعى لعدم تكرار تلك المآسي شمال البحر الأسود". ولفت أردوغان نظر الوفود المشاركة إلى أنه لن يصطحب وزير خارجيته مولود جاووش أوغلو إلى أوزبكستان التي يزورها اليوم، من أجل تقديم أي دعم للوفدين الروسي والأوكراني في حال استدعى الأمر ذلك. وذكر أردوغان في ختام كلمته أن التقدم الذي سيحرزه الوفدان الروسي والأوكراني في المفاوضات، سيمهد لعقد لقاء بين زعيمي البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وكانت آخر جلسة مفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني قد عقدت في العاشر من آذار/مارس الجاري، وكانت على مستوى وزراء الخارجية، لكنها لم تؤد إلى نتيجة، لتستمر المناقشات عن بعد عن طريق الفيديو.
وفي مقابلة له أول أمس الأحد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن من النقاط الرئيسية في المفاوضات "الضمانات الأمنية والحياد والوضع الخالي من الأسلحة النووية لدولتنا". وتابع "هذا البند في المفاوضات يمكن فهمه برأيي وهو قيد النقاش، ويتم درسه بعمق". لكنه أكد في المقابل أنه يجب طرح المسألة باستفتاء وأن بلاده في حاجة إلى ضمانات، متهمًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودائرته المقرّبة بـ "المماطلة".
غير أن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قلّل من مستوى التفاؤل، قائلًا أمس الإثنين إن المفاوضات حتى الآن لم تسفر عن "تقدم كبير". بدوره قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الرئيس زيلينسكي "أعطى تعليمات واضحة جدًا لوفدنا. نحن لا نتاجر بالأشخاص ولا بالأراضي ولا بالسيادة"، مشيرًا إلى أن الحد الأدنى من أهداف المحادثات في تركيا هو حل المشكلات الإنسانية، والأقصى هو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
يذكر أن رجل الأعمال الروسي الشهير رومان أبراموفيتش يشارك في المفاوضات الدائرة في إسطنبول، ولعل ذلك ما يفسر، حسب وسائل إعلام أمريكية، عدم ضم اسمه لقائمة "الأثرياء الروس" الذين تم فرض عقوبات عليهم، بسبب جهود الوساطة التي يقوم بها.
رجل الأعمال الروسي الشهير رومان أبراموفيتش يشارك في المفاوضات الدائرة في إسطنبول
وكانت روسيا قد أطلقت في 24 شباط/فبراير الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، استدعت من الغرب فرض عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو التي تشترط لإنهاء عملياتها في أوكرانيا تخلي كييف عن مساعيها للانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" والالتزام بالحياد التام، وهو ما ترى فيه أوكرانيا تدخلًا روسيًا سافرًا في سيادتها.
