09-يونيو-2021

جولة مفاوضات أفغانية جديدة في الدوحة (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

استئنفت في العاصمة القطرية الدوحة  الجولة الثالثة من المفاوضات الأفغانية الأفغانية، بين وفدي الحكومة والحركة، وذلك في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر مختلفة عن سيطرة حركة طالبان على عدة مواقع حكومية، بينها 4 مديريات في ثلاث ولايات أفغانية، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وعلى رأسها القوات الأمريكية.

استئنفت في العاصمة القطرية الدوحة  الجولة الثالثة من المفاوضات الأفغانية الأفغانية، بين وفدي الحكومة والحركة، وذلك في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر مختلفة عن سيطرة حركة طالبان على عدة مواقع حكومية

هذه الأنباء أثارت مخاوف الحكومة وحلفائها من عودة سيطرة طالبان على الحكم، ودفعت الاتحاد الأوروبي إلى القول بأن "العقوبات على طالبان لن ترفع ما لم تلتزم الأخيرة بوقف دائم لطلاق النار وتنخرط بصورة جدية في العملية السياسية".

اقرأ/ي أيضًا: تقدير موقف: تعثر المفاوضات الأمريكية – الأفغانية.. أسبابها واحتمالات استئنافها

في هذا السياق، صرح المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم قائلًا  بأن رئيسي وفدي المفاوضات "ناقشا آلية تسريع المحادثات، وتعيين أجندة الاجتماعات المقبلة". وأضاف أنه "لا تصعيد للعنف في أفغانستان والقوات الحكومية بدأت تنهار بعد انسحاب القوات الأجنبية".

أما المتحدث باسم الوفد الحكومي في المفاوضات فاكتفى بالقول "إنه تم الاتفاق مع وفد طالبان على تسريع المفاوضات وأجندتها". وكان مسلحو حركة طالبان قد  سيطروا خلال اليومين الماضيين على مقر مديرية جوند بولاية بادغيس غربي أفغانستان، و3 مديريات أخرى في منطقة جاجاتو بولاية غزني.

في سياق متصل نقلت نيويورك تايمز عن مصادر خاصة بها أن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه (CIA)" تبحث حاليًا  عن بدائل قريبة من أفغانستان لاستمرار جمع المعلومات الاستخباراتية، وأن الخيارات منحسرة بين باكستان وجمهوريات سابقة في الاتحاد السوفييتي، وأن كلا الخيارين تواجهه صعوبات كثيرة.

وتتخوف الولايات المتحدة في هذا الصدد من عودة طالبان إلى السيطرة على أفغانستان ومن عودة ما تسميه "التهديدات الأمنية لمصالحها"، ولذلك يبذل المسؤولون الأمريكيون، على أعلى مستوى أمني، جهودهم لتأمين قواعد قريبة من أفغانستان، لتمكين الولايات المتحدة من تنفيذ أي عمليات مستقبلية بيُسر، لكن الحصول على مكان استراتيجي بالقرب من أفغانستان ليس بالسهولة المتوقعة حسب نيويورك تايمز، وقد يكلف واشنطن تنازلات كبيرة لصالح الباكستانيين والروس.

فقد اشترطت باكستان لاستقبال قاعدة أمريكية جديدة، حسب الصحيفة، موافقتها المسبقة على أي هدف ترغب "سي آي إيه" أو الجيش الأمريكي في ضربه داخل أفغانستان. وسبق للولايات المتحدة أن استخدمت، حسب نيويورك تايمز، قاعدة هناك لشن ضربات بطائرات بدون طيار ضد المسلحين في الجبال الغربية للبلاد، لكن طاقم تلك المنشأة تم طرده عام 2011، عندما انهارت العلاقات الأمريكية مع باكستان.

وفوق ذلك اعتبرت الصحيفة أن أي اتفاق الآن مع باكستان "يجب أن يتغلب على الواقع المزعج المتمثل في أن الحكومة الباكستانية تدعم طالبان منذ فترة طويلة". وقد اضطَرّ هذا الأمر الدبلوماسيين الأمريكيين إلى البحث عن خيار العودة إلى قواعد بجمهورياتٍ سوفيتية سابقة، إلا أنهم  يتوقعون معارضة قوية من روسيا.

وأفادت الصحيفة الأمريكية في ذات السياق أن التقارير العسكرية الأمريكية الأخيرة حول الوضع في أفغانستان كانت متشائمة، كما سلطت الضوء على المكاسب التي حققتها طالبان، محذرة من أن كابول قد تسقط في أيدي طالبان في غضون سنوات "وتعود لتكون ملاذًا آمنًا للمسلحين العازمين على ضرب الغرب".

ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية دوغلاس لندن قوله "إن هناك احتمالية لاعتماد الوكالة على شبكة من المخبرين في أفغانستان الذين سيجمعون معلومات استخباراتية عن طالبان والقاعدة وغيرها" مضيفًا أنه"بدون وجود كبير وحقيقي هناك فإن فحص المعلومات الاستخباراتية سيكون تحديًا".

اشترطت باكستان لاستقبال قاعدة أمريكية جديدة موافقتها المسبقة على أي هدف ترغب "سي آي إيه" أو الجيش الأمريكي في ضربه داخل أفغانستان

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها المطول بالقول "إن التدافع على القواعد يوضح كيف أن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يفتقرون إلى خطة طويلة الأجل لمعالجة الأمن، في بلد أنفقوا فيه تريليونات الدولارات وخسروا فيه أكثر من 2400 جندي على مدار عقدين تقريبًا".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هل تنجح طالبان بالحفاظ على اتفاق السلام مع واشنطن؟