31-أغسطس-2016

زعمت صحيفة إسرائيلية أن هناك محاولات سعودية لكسر التابو الإسرائيلي (Getty)

قالت صحيفة "جوروزاليم بوست" الإسرائيلية إن هناك "تليينًا" في لهجة الصحافة السعودية تجاه إسرائيل، وادعت الصحيفة أن هناك مقالات سعودية عديدة تتساءل عن أفق العلاقة المباشرة بين البلدين، وذلك بحسب مسئولين إسرائيليين، كما أن هناك أخبارًا سلبية أقل عن علاقة إسرائيل بالفلسطينيين، بحسب مقال نشرته الصحيفة يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان "في السعودية.. علامات على مجهود لكسر التابو الإسرائيلي".

قالت صحيفة "جورسالم بوست" الإسرائيلية إن هناك "تليينًا" في لهجة الصحافة السعودية تجاه إسرائيل، وأن هناك محاولات سعودية لكسر التابو الإسرائيلي

الصحيفة قالت إن التحول العام في التغطية، من قبل منافذ إعلامية مثل فضائية العربية وجريد الرياض، ضمن وسائل إعلامية أخرى مملوكة للدولة، يعكس الاتصال السري الذي حدث تحت الطاولة بين المملكة العربية والدولة اليهودية والذي كان يجري العمل على تنميته منذ سنوات".

اقرأ/ي أيضًا: كيف فشلت المخابرات الأمريكية من تحذير إسرائيل من حرب أكتوبر؟

تتابع الصحيفة "لكن التحول الإعلامية هذا يمثل مرحلة جديدة في العملية الدبلوماسية، وفقًا لبعض الخبراء في أحوال المملكة، والذين يرون علامات على جهد ملكي يحاول تحضير المجتمع السعودي لمناقشة ما كان سابقًا خارج الحدود المسموح بها"، وتقصد به تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

"المفتاح هنا أن الجميع يعلم أن كل شيء لن يتغير بين يوم وليلة، وعلى الأرجح لن يقتنع الكثير من الناس، ولكن هذه ليست المسألة"، يقول ديفيد بولوك الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. المطلوب هو إقامة مقترح قابل للنقاش، وكسر "التابو" الموجود بخصوص مجرد مناقشة المسألة، مسألة تطبيع العلاقات، بحسب بولوك، الذي يضيف "بمجرد أن تفتح النقاش، تكون خلقت شرعية للعلاقات، فالآن أصبح هنالك طرفان في النقاش حول المسألة".

وتزعم الصحيفة أن أحد كتّاب الأعمدة الصحفية في السعودية دعا السعوديين ليتركوا "كراهية اليهود" وراءهم، وأن كاتب عمود صحفي آخر قال أن العلاقات بين البلدين يجب أن تكون مباشرة ودون وسائط، وعلى أساس المصالح الوطنية السعودية.

وتضيف الصحيفة أن هذه المصالح الوطنية التي تتماشى مع إسرائيل هي تحديدًا ما يختص بقضية إيران، القضية التي تهمين على التغطية الإعلامية السعودية في الشهور الأخيرة، لتدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان وسوريا واليمن، كما تزعم الصحيفة أن الإسلاميين المحافظين في السعودية يرون "الشيعة أسوأ بكثير من اليهود".

اقرأ/ي أيضًا: مأزق الخليج في مصر

وتنقل الصحيفة عن مسئول في الخارجية الإسرائيلية، أنه كانت هناك بعض الإشارات الإيجابية من قبل الرياض، مثل مقابلة السفير الإسرائيلي في واشنطن "رون ديمرمر" لوسائل الإعلام السعودية، وكذلك مقابلة المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلة "دور جولد" مع موقع سعودي، لكن يضيف المسئول الإسرائيلي للصحيفة أنه ما من دليل على أن ذلك جزء من حملة منظمة تحاول تمهيد الأرض لعلاقات أقوى بين الدولتين.

"هناك إشارات إيجابية، لكني لا أقول أنها ستغير قواعد اللعبة" يقول المسئول، ويضيف: "بدلًا من رؤية ذلك كمحاولة تمهيد لشيء أكبر، يمكن القول إنها علامة على تراجع حدة العداء".

وتقول الصحيفة أن هناك أحاديث بدأت بالتسرب عن العلاقات السعودية الإسرائيلية في تموز/يونيو الماضي، عندما صافح المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية "جولد"، مستشار الحكومة السعودية أنور عشقي، وتضيف الصحيفة أنه يستبعد أن تكون المصافحة تمثل علاقة شخصية معزولة بين الرجلين، فعشقي ترأس وفد السعودية إلى القدس بعدها بشهر واحد.

ويشير المقال إلى أن الأمير السعودي تركي بن فيصل قد شارك في لقاء مع رئيس الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية الأسبق، آموس يدلين، في 2014. كما تضيف أن"هذا الجهد بين السعودية وإسرائيل، يماثله جهد أيضًا في مصر لتقوية العلاقات".

وتختتم الصحيفة المقال بتعليق أخير لـ"ديفيد بولوك" يقول فيه: "من خلال حديثي مع أشخاص من معسكرات وخليفيات فكرية مختلفة في هذه البلاد، فإن هناك معارضة داخلية قوية لتقوية العلاقات، وهذه قضية حساسة جدًا، ولكن الحكومات والإعلام الرسمي في كلا البلدين يتطلع بالفعل لانتهاج استراتيجية تحسين العلاقات".

اقرأ/ي أيضًا:

صفقة أسلحة تاريخية بين أمريكا وإسرائيل

رجل المخابرات الأمريكية الذي يسبب صداعًا لأمريكا