13-سبتمبر-2021

قرداحي في أحد برامجه المتلفزة

لم تكد تمرّ ساعات قليلة على إعلان تشكيل الحكومة في لبنان، والكشف عن هوية أسماء الوزراء الجدد، حتى توالت الأحاديث التي طالت سيرة عدد منهم، كما ظهرت تصريحات لآخرين يظهرون فيها منسلخين عن الواقع، وغير ملمّين بطبيعة الأزمة التي يعيشها اللبنانيون، ليكتمل المشهد مع سقطة وزير الإعلام الجديد، مقدم البرامج جورج قرداحي، والذي عاد إلى لبنان من الإمارات بعد إعلان توزيره، حيث طلب من الصحفيين في أول تصريح له من مطار بيروت، أن يمتنعوا عن استقبال المحللين والسياسيين الذي يحذرون من تدهور الأوضاع في لبنان، والذين يتحدثون عن المحاصصة التي حصلت خلال تشكيل الحكومة الجديدة، كما دعاهم إلى التركيز على الأمور الإيجابية.

لاقى تصريح جورج قرداحي بخصوص "الأجواء الإيجابية" ردّات فعل شاجبة من الكثير من الناشطين والإعلاميين، واعتبروا كلامه تدخلًا سافرًا في عمل الإعلاميين

وقد لاقى تصريح قرداحي ردّات فعل شاجبة من الكثير من الناشطين والإعلاميين، واعتبروا كلامه تدخلًا سافرًا في عمل الإعلاميين، ومحاولة مبكرة لوضع قيود في أيديهم، مع الإشارة إلى أن توزير قرداحي كان من حصة تيار المردة حليف النظام السوري، كما أن مقدم برنامج "من سيربح المليون" معروف بإعجابه الكبير ببشار الأسد، وقد عبر عن هذا الإعجاب في العديد من المناسبات.

في أبرز ردود الفعل الشاجبة لموقف قرداحي، قالت الناشطة سوزان بربري إنه يتكلم كأنه يسكن في المريخ وسألته عن الأجواء الإيجابية التي  يطلب إشاعتها، في وقت يعيش ثلاثة أرباع الشعب اللبناني تحت خط الفقر، وطلبت منه أن يرحم اللبنانيين من التنظير، وقال الناشط فريدي  خراط، إن الإعلام والصحافة في لبنان قدما أسماء دفعت حياتها ثمنًا لمواقفها، مثل جبران تويني وسمير قصير، وبالتالي فهو يرفض أن يأتي  شخص كجورج قرداحي ويضع ضوابط أمام عمل الصحافة.

أما الناشط فؤاد طربيه فوصف جورج قرداحي بوديعة إيران وسوريا في الحكومة اللبنانية الجديدة، وقال إن قرداحي  ينتقد اليوم الإعلام الحرّ في لبنان بهدف تدجينه، وهي خطوة أولى نحو عسكرة النظام في لبنان على طريقة حزب البعث في سوريا، وقال الناشط محمد مطاوع إن قرداحي  يطالب بمنع استضافة المحللين السوداويين الذين يقولون إن لبنان ذاهب إلى جهنم، وكأنه يتناسى صاحب مقولة "ذاهبون إلى جهنم"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون.

بينما  قال الصحفي جورج عكوري بدوره إن قرداحي يبدو أنه ظنّ نفسه في مطار دمشق عندما أدلى بتصريحه، وليس في  مطار بيروت، وتساءل ساخرًا ما إذا كان قرداحي  سيجبر الإعلاميين على توقيع التعهدات، كما كان يحصل إبّان الوصاية السورية، فيما نشر الناشط أنور خليل مقطع فيديو لمقابلة تلفزيونية جديدة مع وئام وهاب، يوّجه فيها إهانة للفتيات الروسيات والأوكرانيات، وسأل  إن كان قرداحي سيجرؤ على منع وئام وهاب من الخروج على الشاشات، وهو ينتمي لفريقه السياسي.

وفي تعليق آخر على تصريح وزير الإعلام اللبناني الجديد، قال الناشط أسامة حريق إنه كان أفضل لقرداحي لو بقي في تقديم البرامج، وتمثيل الإعلانات التلفزيونية، على أن يستلم وزارة الإعلام في لبنان، بينما نشرت الناشطة لما كنعان مقطع فيديو لميشال عون يقول فيه إن لبنان ذاهب إلى جهنم، وهو رأس الهرم في البلاد، وينتمي لنفس الخط السياسي هو وقرداحي، وأشارت الناشطة إيفا زغيب إلى أن قرداحى حتى قبل حصول الحكومة على الثقة، يحاول فرض استخدام منطق إشاعة الأجواء الإيجابية على الإعلاميين، والتعمية عن المشاكل التي تعيشها البلاد، فهو يريد إظهار النسخة المنقّحة عن لبنان، وتغييب المواضيع التي تهمّ المواطن عن الإعلام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

محاربة تربية الماشية في أوروبا قد تؤدي لتجويع الملايين في الدول النامية

انتقادات حقوقية لخطة الاتحاد الأوروبي بخصوص قاعدة بيانات المهاجرين واللاجئين