27-مارس-2023
جورج شحادة

جورج شحادة (1905- 1989)

جورج شحادة (1905- 1989) شاعر وكاتب مسرحي فرانكوفوني. نشأ في عائلة أرستقراطية من أصول سورية، وتحديدًا من حوران.

كتب مجموعة من المسرحيات المهمة القريبة من مبادىء "المسرح الجديد"، ويعدّ من أهم روّاده. تمت ترجمة مسرحيته "حكاية فاسكو" إلى 25 لغة، وقد لعبت في كلّ أنحاء العالم خلال الأعوام 1950-1960. كما كانت موضوع أوبرا موسيقية من خلال الموسيقار الإنجليزي غوردون كروس.

حاز عام 1986 على جائزة الأكاديمية الفرنسية (جائزة الفرانكوفونية) التي تم ابتداعها في العام نفسه.


الخريف

 

عاد فصل الخريف

وعادت معه الحديقة التي تركض خلف أوراقه

لقد غادر الجميع

النوافذ، الناس

ولكنّ الهواء ما زال فتيًا

هناك قمرٌ منسي

يلمعُ في السّماء كوجه كامل التعابير

وهو يتذكّر الصيف الجميل

الذي ينهل منه وكأنّه ينبوع ماء.

 

الفتاة والليل

 

كانت تمشي في بستان

بينما تتساقط عليها القصيدة وكأنها غصون أشجار

وكان الهواء بلا لون

إنّها ولادة، ولادة المساء

وكانت الشابة تحلم بالولادات السابقة لهذه الطبيعة

عندما تنظر من حولها.

الآن، يتكرّر اللّيل حتى اللّانهاية

و تختبىء الأشجار بين أغصانها

ويأتي السّكون من بعيد.

 

إلى حبي الأسطوري

 

إلى حبي الاسطوري الذي يشبه الحجر المجرّد من الشعور

إنّ هذا الشحوب الذي تظنونه خفيفًا

هو سبب ابتعاده عني ولكنه يعود أقوى

في ساعة حيث الشمس نقوم بابتداع وردة

ولا يوجد أحد قادرٌ على ملاقاتها

لا الصياد ولا غابة الأمازون الّتي تقطن بين الغيمات

ولا الأنشودة الّتي تصدح في البيوت الضائعة

إذا كنتم تلك المرأة ذات العيون الدّامعة

من لمعان الفجر فأنا مغرم بها وبذلك القمر.

 

 

ولادة القصيدة

 

هذه القصيدة ليست مجرد كلمات

وليست أغنية من دون جدوى هذه الأنشودة

لقد جاء الخريف مع نجماته الباردة

يوجد ما يكفي من الهواء لكي نتمكّن من الهروب

ويقوم طير إفريقي بالسؤال عن الوقت

لكن البحر هو بعيدٌ جدًا كالسفر

وتضيع البلدان بين البلدان

بينما أسمع من خلال صوت المجازف

الضجّة الذهبية لشجرة في طور الموت.